وجه الفرع الجهوي لجمعية مرضى الهيموفيليا بجهة سوس ماسة درعة نداء عاجلا إلى المصالح الطبية المختصة بوزارة الصحة من أجل توفير الدواء الخاص بمعالجة مرضى الهيموفيليا من نوع B، والذي يسمى العامل 9 حيث يتسبب عن غياب هذا الدواء في وفاة العديد من الأشخاص جراء عدم تمكنهم من الحصول عليه بسبب أثمنته المرتفعة باعتباره العامل المساعد على تخثر الدم، وبالتالي وقف جميع أنواع النزيف الداخلي أو الخارجي، وذكرت الجمعية في إفادة توصلت بها «المساء» أن العامل 8 هو المتوفر حاليا بمستشفى الحسن الثاني والموجه لمعالجة المرضى بالهيموفيليا من نوع A وبكميات أقل من المطلوب، خاصة في الفترات التي يرتفع فيها الإقبال على استعمال هذا النوع من الدواء أو أثناء إجراء عملية الختان الخاصة بالأطفال، حيث تبلغ تكلفة العملية الواحدة ما يقارب 16 مليون سنتيم، وهو ما يشكل عبئا ثقيلا على أسر المرضى، خاصة وأن الهيموفيليا مرض وراثي يمنع الدم من التجلط أو التخثر وعادة ما ينزف دم المصاب بشكل مرتفع لأن دمه يتجلط ببطء شديد، ويقوم المرضى بحقن أنفسهم بكل من العامل 8 والعامل 9 حتى لا يتجمع الدم ويتلف الأغشية مما يتسبب في الوفاة. وذكر رئيس فرع الجمعية بسوس أنه تم إنشاء مركز خاص بالمرضى بأحد الأجنحة التابعة لمستشفى الحسن الثاني بأكادير، بشراكة مع إحدى الشركات العالمية المتخصصة في إنتاج الأدوية ووزارة الصحة، وقد تم القيام بختان مجموعة من الأطفال المصابين إلا أن غياب الدواء العامل 9 يزيد من معاناة المرضى خاصة من صنف هيموفيليا B. وأكد رئيس الجمعية أن المرضى بالجهة لازالوا في حاجة ماسة إلى وحدة إسعاف متنقلة من أجل التمكن من الوصول إلى المرضى في بعض المناطق النائية، الذين يتركون لمواجهة مصيرهم بعد إصابتهم بنزيف دون أي تدخل طبي متخصص وبالسرعة المطلوبة. وذكر في هذا الإطار حالة أحد الأطفال الذي حرم من متابعة دراسته بسبب غياب العلاج وصعوبة التنقل إلى مدينة أكادير لكون أسرته تقطن بأحد الدوواير البعيدة عن كل وسائل العلاج والتنقل، ونظرا لكون أي تنقل من أجل العلاج يكلف الأسرة ميزانية باهظة ليست في استطاعتها. وناشدت الجمعية الحكومة الجديدة العمل على الالتفات إلى هذه الفئة من المرضى الذين يعانون في صمت والذين تقدرهم الإحصائيات العالمية بنسبة حالة في كل ألف من الساكنة.