انتقل الجدل الذي أثاره الداعية الإسلامي الدكتور يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، حول ما سماه «مخاطر المد الشيعي» في الدول السنية، إلى شبكة الأنترنت، حيث عرفت مواقع إلكترونية سنية وشيعية سلسلة من الهجمات من طرف قراصنة الأنترنت لتدميرها وترك رسائل سياسية ودينية للطرف الآخر على صفحاتها الأولى. الصفحة الأولى للمواقع السنية التي تمت قرصنتها تحتوي وجها مصبوغا بألوان العلم الإيراني مع الآية الكريمة «فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم»، في إشارة إلى الهجوم الذي تعرض له في وقت سابق موقع المرجع الشيعي علي السيستاني من أطراف مجهولة. من أبرز المواقع السنية التي تعرضت للقرصنة، والتي بلغت حوالي 900 موقع حسب بعض المواقع الإلكترونية، موقع الدكتور يوسف القرضاوي، وموقع شبكة «الإسلام»، الذي يشرف عليه الدكتور عائض القرني وموقع الشيخ فالح الصغير «البرهان»، وموقع «الصوفية» وموقع «شبكة السنة النبوية» وموقع «مدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم» وموقع الشيخ عبد العزيز بن باز. ووصف عائض القرني في تصريح لوسائل الإعلام إقدام الهاكرز الإيرانيين على تدمير موقعه بأنه «أمر خطير» و«الأسلوب القبيح والعدواني»، مضيفا: «لقد أتلف موقع الإسلام نت بالكامل، وفقد كل محتوياته»، وقال إن مثل هذه الأساليب تتعارض مع كل دعوات طهران إلى مد جسور التعاون والتعايش السلمي بين السنة والشيعة. وحسب بعض المواقع الإلكترونية الإخبارية، فقد بدأت هذه الحرب عندما نجح فريق من قراصنة الأنترنت في اختراق موقع جريدة «الخليج» الإماراتية، في ماي الماضي، وتمكنوا من نشر رسائل سياسية عبر الموقع والتي تركز مضمونها على أنه لا وجود لشيء يسمى «الخليج العربي» بل هناك خليج فارسي. وجاءت هذه الرسائل من خلال صورتين، تضمنت الأولى خريطة لإيران، وقد تم استبدال اسم «الخليج العربي» ب«الخليج الفارسي»، وفي أعلى الخريطة عبارة تقول: «الاسم الصحيح هو الخليج الفارسي، لقد كان كذلك سابقا وسوف يظل كذلك دائما». غير أن مواقع إخبارية أخرى، أكدت أن فتيل الحرب أشعل بعد أن اخترق هاكرز عددا من المواقع الشيعية الشهيرة، وبشكل خاص مواقع علي السيستاني، وقاموا بوضع نشيد ديني وشريط فيديو ساخر للكوميدي الأمريكي بيل ماهر، في الصفحة الأولى لهذه المواقع، يسخر من فتاوى للسيستاني سماها «الفتاوى الجنسية للزعيم الروحي لشيعة العراق». ومن جانبها، أفادت وكالة «فارس» بأنه تم اقتحام حوالي 300 موقع شيعي، من بينها موقع «آل البيت»، وهو يعتبر حسب الوكالة «أكبر موقع شيعي في العالم». وأكدت الوكالة أن مصدر الهجوم هو مجموعة «جروب إكس بي» التي تتخذ من الإمارات مقرا لها، وأنها نفذت «أكبر هجوم لقراصنة معلوماتية على مواقع شيعية في السنوات الأخيرة». وأفادت الوكالة الإيرانية بأن الهاكرز السنيين، وضعوا في الصفحة الأولى لهذه المواقع شارة «جروب إكس بي» بالأحمر إلى جانب رسالة بالعربية تهاجم معتقدات الشيعة وزعماءهم.