دق أساتذة جامعة ابن طفيل في القنيطرة ناقوس الخطر بخصوص أوضاع العنف والتسيب والفوضى التي أضحت الجامعة تعرفها، مع ما يشكله ذلك من تهديد حقيقي لسلامة مرتاديها، من أساتذة وموظفين وطلبة، بسبب ما أسموه السلوكات الشاذة التي لا تمتّ إلى الأعراف الجامعية بِصلة بعد جنوح مجموعة من الطلبة إلى استعمال أساليب الفوضى والعنف في حركاتهم الاحتجاجية داخل الحرم الجامعي. وقال الأساتذة الجامعيون، الذين نظموا يوم الجمعة الماضي، وقفة تضامنية في كلية العلوم مع أستاذة جامعية تعرضت للاعتداء من طرف طلبة مجهولين أثناء مزاولتها التدريس، إن ما تقوم به فئة من الطلبة من أفعال وممارسات مرتبطة بالتعنيف اللفظي والجسدي ليس بينها وبين نضالات الجماهير الطلابية أي قاسم جامعي وحضاري مُشترَك، على اعتبار أن ما يُميّز علاقة الطالب بالأستاذ هو الاحترام المتبادَل والحرص على حفظ المكانة الاعتبارية للأستاذ الباحث كمربي ومُكونِ أجيال الغد، حسب تعبيرهم. وقد حمّلت النقابة الوطنية للتعليم العالي، في بيان توصلت «المساء» بنسخة منه، إدارة المؤسسة الجامعية مسؤولية تراجع هِيبة وحرمة الجامعة والانتشار السريع والمهول للتسيب والتطاول على حرمة الدرس الجامعي والمكانة الاعتبارية للأستاذ الباحث، داعية رئاسة الجامعة إلى اتخاذ جميع التدابير الضرورية من أجل رد الاعتبار إلى الأستاذة الضحية وتطبيق المساطر القانونية ضد ممارسي العنف. ووصف البيان نفسُه الهجوم الذي شنّتْه مجموعة من الطلبة على أساتذة الجيولوجيا في كلية العلوم بالحادث المؤسف وغير المسبوق، معربا عن استنكار جميع الأساتذة هذا السلوك المرفوض والمدان، وكشف أن المكتب المحلي للنقابة وفرعها الجهوي يتابعان، بقلق بالغ، تطورات ملف الأستاذة ضحية التعنيف. ودعت النقابة المسؤولين إلى ضرورة إيلاء أهمية محورية لتأطير الطلبة بما يساهم في الحفاظ على استقرار ومتانة العلاقة بينهم وبين الأساتذة ويؤهلهم إلى الانخراط الإيجابي في صلب المجهودات التي تقوم بها هيأة الأساتذة الباحثين، تدريسا وبحثا وإشعاعا، على حد قولها. من جانبه، أعرب الاتحاد الوطني لطلبة المغرب في القنيطرة، فصيل العدل والإحسان، عن استنكاره الشديد ما وصفه بالتصرف اللا أخلاقي الذي مورس على الأستاذة الجامعية المذكورة جراء النضال العبثي واللا مسؤول، وقال إن هياكل الاتحاد لا تتحمل أي مسؤولية في مثل هذه التصرفات وتتبرأ منها، معلنا عن تضامنه اللا مشروط مع الضحية.