أجهض الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية حلم عبد الإله بنكيران، بضم رفاق الراضي إلى الحكومة القادمة، بعد أن أعلنت هيئاته التقريرية والتنفيذية رفضها لعرض المشاركة في حكومته وحسم حزب الاتحاد الاشتراكي، خلال اجتماع مجلسه الوطني المنعقد صباح أمس الأحد، وبشكل نهائي، في اصطفافه مع المعارضة إلى جانب حزبي الأصالة والمعاصرة والتجمع الوطني للأحرار. وقال عبد الواحد الراضي، الكاتب الأول لحزب المهدي بن بركة، إنه «لا يمكن للاتحاد أن يكون حزبا تكميليا، ولا يمكنه في المستقبل أن يدخل إلى الحكومة إلا من باب واسع هو باب صناديق الاقتراع»، مشيرا إلى أن الاتحاد يتقن جيدا فن المعارضة، وأن هذه الأخيرة مهمة لخدمة البلاد والحزب، ف«الاتحاد محتاج إلى جميع مكوناته وكل طاقاته وكفاءاته لإعادة بنائه وتنظيمه وتحديثه، وكذا للرجوع إلى قيمه وأخلاقه وتجديد العلاقات بالقوات الشعبية وتقويتها من أجل خدمة البلاد». واعتبر الراضي، الذي كان يتحدث باسم المكتب السياسي للاتحاد، أن على هذا الأخير أن يبتعد عن كل سلوك يمكن أن يوحي بأنه حزب انتهازي، مشيرا إلى أن منطق الديمقراطية يقتضي أن نحترم إرادة الناخبين الذين اختاروا حزب العدالة والتنمية لتصدر المشهد السياسي. وفيما يشبه تعليل الالتحاق بصف المعارضة، ساق الراضي عدة تبريرات، من أبرزها ضرورة توضيح التحالفات بين أحزاب اليمين واليسار والوسط، وقال: «هذه مناسبة لنا في المغرب لنبين، بكل وضوح، الاختلاف القائم بين مشاريع ورؤى كثيرة، وأن نتجنب الضبابية والخلط، وأن نوضح الأشياء بطريقة ظاهرة للعيان حتى لا نترك البعض يقول إن الأحزاب متشابهة». وأضاف أنه لمصلحة البلاد في الحاضر والمستقبل، يجب أن يكون التناوب واضحا وبين عائلات سياسية واضحة. ولم تكن مهمة الراضي سهلة وهو يعلن عودة حزبه إلى المعارضة، الأمر الذي طال انتظاره من قبل مناضلي حزبه، فقد ظلوا يترقبونه منذ حكومة عباس الفاسي في سنة 2007، إذ ووجه (الراضي) بانتقادات حادة وبشعارات تطالب برحيله بمعية المكتب السياسي المتهم بالتسبب في اندحار الحزب وتقلص توهجه النضالي والانتخابي. وقبل ذلك بدقائق، وفيما كان عدد من أعضاء المكتب السياسي يدلفون تباعا إلى مقر حزب عبد الرحيم بوعبيد في شارع العرعار بحي الرياض في الرباط، رفع اتحاديو 20 فبراير شعارات تطالب برحيل المكتب السياسي واصفين إياه ب»القيادة الفاسدة» ومطالبين بالإسراع بعقد المؤتمر التاسع للحزب. وكانت لافتة، خلال الوقفة الاحتجاجية التي نظمها اتحاديو 20 فبراير، مواجهتهم لأي تحالف مع الحزب الإسلامي في الأغلبية الحكومية التي سيقودها بمقتل القيادي الاتحادي عمر بن جلون من قبل أعضاء في الشبيبة الإسلامية.. «مخلصون مخلصون لاتحاد بن جلون، مجرمون مجرمون قتلة بن جلون»، شعار رفعه اتحاديو 20 فبراير على مرأى ومسمع قيادة الحزب وبه قطعوا الطريق على أي تحالف مع إخوان بنكيران. وبإعلان رفاق الراضي رفضهم للعرض المقدم من قبل حزب العدالة والتنمية، يكون التوجه المتخوف داخل الدولة وفي بعض الأوساط الحزبية من ترك الساحة السياسية والشارع المغربي فارغين أمام جماعة العدل والإحسان والنهج الديمقراطي قد ربح رهان إقناع رفاق الراضي بالعودة إلى المعارضة.