رفع العشرات من الأطباء والممرضين، صباح أمس الأربعاء، شعارات مناوئة لتدبير حزب الاستقلال قطاع الصحة في جهة فاس بولمان وتحدثوا، في شعارات أخرى، عن وجود «فضائح أزكمت روائحها الأنوف»، مطالبين بالكشف عن خلاصات تقارير المجلس الجهوي للحسابات حول القطاع الصحي في الجهة. وقال هؤلاء الأطباء إنهم سيواصلون احتجاجاتهم الأسبوعية أمام مندوبية الصحة كل أربعاء إلى حين الاستجابة لمطالبهم. وينتقد المحتجون إعفاء مدير المستشفى الإقليمي «الغساني» في فاس، دون أن يمضي على تعيينه أكثر من 4 أشهر، ودون ارتكابه أيَّ خطأ يستدعي إعفاءه وتعويضه بمسؤول آخر ينتمي إلى حزب الاستقلال، مشيرين إلى أن وزارة الصحة قد استقدمته من مدينة العيون، ومنتقدين ما يسمونه «الزبونية في التعيينات»، والتي يرون أنه يطبعها الانتماء الحزبي «الضيّق»، في إشارة إلى حزب الاستقلال، الذي أشرف على تدبير القطاع في حكومة عباس الفاسي. وإلى جانب مسألة التعيينات، التي أثارت غضب الأطباء والممرضين في الجهة، فإن المحتجين يتحدثون عن انعدام الأمن في جميع المصالح الصحية بفي مستشفيات الجهة، إلى جانب النقص المسجَّل في الأطقم الطبية وشبه الطبية ونقص التجهيزات وسوء التدبير في جل المرافق. ومن جهته، قال الدكتور علال العمراوي، المندوب الجهوي للصحة في فاس، إنه تم الاتفاق مع النقابات وتم اتخاذ عدة قرارات في بعض الملفات المطروحة. وأشار إلى أن مشكل الأمن لا يهُمّ وزارة الصحة، لأن هناك مصالح أخرى مسؤولة عن هذا الملف. أما في ما يتعلق بالموارد البشرية الموجودة على الصعيد الوطني، فقد حصلت فيها جهة فاس على نسبة لا بأس بها، و»هذا مشكل وطني»، يضيف العمراوي، قبل أن يورد أن مسشفيات الجهة، في الثلاث سنوات الأخيرة، قد عرفت إصلاحات كبيرة، تجددت فيها عدد من المرافق الصحية، التي كان بعضها في السابق عبارة عن «خربات». وتم تجهيز هذه المرافق بأحدث التجهيزات. وفي ما يخص مسألة التعيينات، ذكر المندوب الجهوي للصحة أن الإدارة المركزية هي المسؤولة عن ملف التعيينات، وهي تتم ارتكازا على الكفاءات و»الكرسي لا يملكه أي أحد، والمسؤولية يتم التداول فيها، وهذا أمر طبيعي»، يورد المندوب الجهوي للصحة.