تنظم المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة «إسيسكو»، يوم ثاني دجنبر المقبل، في معهد العالم العربى في باريس، ندوة دولية حول الإمام أبى حامد الغزالي، بمناسبة حلول الذكرى التسعمائة لوفاته. وتُعقَد الندوة الدولية بالتعاون مع معهد الدراسات الإسلامية العليا في مدينة أمبران في فرنسا ومعهد العالم العربي في باريس وجامعة ستراسبورغ ومجموعة البحث في الدراسات الشرقية والسلافية والهيلينية الجديدة في جامعة ستراسبورغ. ويشارك في هذا اللقاء عددٌ من الباحثين المختصين في الفلسفة والفكر الإسلامي والدراسات الشرقية من عدة دول. ويتناول المشاركون في الندوة «مختلف أوجه هذه الشخصية الإسلامية الكبيرة ومميزاتها وخصائصها في ضوء ما يعرفه العالم اليوم من فراغ روحي لبعث قيّم المحبة والمعرفة والتسامح والحوار». يذكر أن الإمام أبا حامد الغزالي عاش في فترة عرفت تقلبات سياسية وفكرية عمت العالم الإسلامي، وقد أسهم «حجة الإسلام» في هذه الحركة الفكرية وخلّف تراثا فكريا أثر في الدارسين على مر العصور، مثل كتابه «إحياء علوم الدين». ويعد الإمام الغزالي من أبرز المفكرين المسلمين تحمّساً للمنطق وإيمانا بفائدته في مجال الدراسات الفقهية، بل وفي جميع العلوم. فقد عده مقدمة لجميع العلوم، من لم يحط به فلا ثقة له بعلومه أصلا. وقد ألّف في المنطق كتبا مستقلة هي «محك النظر»، «معيار العلم» و»القسطاس المستقيم»، إضافة إلى المقدمات التي استهلّ بها بعض مؤلفاته، «كتهافت الفلاسفة» و»المستصفى في أصول الفقه». ولم يقتصر الغزالي على هذا الدور التبشيري بالمنطق بل قام بجهد معتبر لزرع آلياته، ومنها القياس، الذي هو قلب النظرية المنطقية الأرسطية في الثقافة العربية الإسلامية.