لم تخرج «أفواج» الاستقلاليين على متن السيارات والحافلات وغيرها من وسائل النقل لتجوب شوارع وأحياء المدينة بشعارات تشير إلى أن «فاس.. فاس استقلالية..والله والله استقلالية». فقد أصيب عدد من أعضاء ونشطاء هذا الحزب ب»الصدمة» وهم يتتبعون نتائج صناديق الاقتراع أولا بأول في مقر ولاية جهة فاس بولمان، حيث أعلن عن فوز الاستقلاليين بمقعدين برلمانيين فقط من أصل 8 مقاعد حصد منها حزب العدالة والتنمية 4 مقاعد في دائرتين انتخابيتين، فيما حصل حزب الاتحاد الاشتراكي على مقعدين برلمانيين. ووجد عمدة فاس، القيادي الاستقلالي وأمين عام نقابة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب صعوبة في الفوز في دائرة فاس الشمالية والتي كانت، إلى أمد قريب، توصف عدد من مناطقها بأنها قلعة العمدة شباط. وفاز الوزير الاتحادي المكلف بالجالية، محمد عامر بمقعد برلماني في دائرة فاس الشمالية، وتمكن من حصد عدد كبير من الأصوات في الأحياء الشعبية بمنطقتي زواغة وبنسودة، وهي من قلاع العمدة شباط. وفاز كل من المهندس عمر الفاسي الفهري ووصيفه الأستاذ الجامعي حسن بومشيطة عن حزب العدالة والتنمية بمقعدين برلمانيين في نفس الدائرة الانتخابية. ويعرف بومشيطة، وهو نائب الكاتب الإقليمي لحزب «المصباح» بفاس، وعضو المجلس الجماعي لفاس، ب»خرجاته» المعارضة لتدبير الشأن المحلي من قبل أغلبية حزب الاستقلال. وفي دائرة فاس الجنوبية، فاز كل من المنعش العقاري، عبد الله العبدلاوي، ووصيفه الأستاذ الجامعي، سعيد بنحميدة، بمقعدين برلمانيين عن حزب العدالة والتنمية. وتمكن الوزير الاتحادي المكلف بالتكنولوجيات الحديثة والتجارة والصناعة من الفوز بمقعد برلماني. وتنافس كل من رشيد الفايق عن حزب الأصالة والمعاصرة، وجواد حمدون عن حزب الاستقلال على المقعد الرابع في هذه الدائرة. ووجد البرلماني الاستقلالي جواد حمدون صعوبة بالغة في العودة إلى قبة البرلمان. فيما أصيب حزب الأصالة والمعاصرة بالمدينة ب»الخيبة» نتيجة عدم تمكنه من الحصول على أي مقعد برلماني، وذلك بعدما كان يراهن على رئيس جماعة أولاد الطيب في دائرة فاس الجنوبية للحصول على مقعد برلماني. ولم تتمكن عدد من الوجوه «البرلمانية» المألوفة من العودة إلى «القبة»، وكان من ضمن أكبر الساقطين الربلماني عبد الحميد المرنيسي، الذي سبق أن طرد من حزب «البام» وترشح باسم حزب الاتحاد الدستوري. وبلغت نسبة المشاركة بالمدينة، حسب المعطيات المتوفرة، حوالي 42 في المائة، وألغيت نسبة 20 في المائة من أصوات الناخبين التي تم الإدلاء بها. وشهد مساء يوم الجمعة عددا من «المناوشات» أمام مكاتب التصويت بين أنصار حزب الاستقلال من جهة، وبين أعضاء أحزاب أخرى منافسة اتهمته ب«ارتكاب خروقات» أثناء عملية الاقتراع. وسجلت «مواجهات» بين أعضاء من الأصالة والمعاصرة وحزب الاستقلال في جماعة أولاد الطيب القروية استدعت نقل بعضهم إلى المستشفى لتلقي العلاجات. وبإقليم صفرو لم يتمكن امحمد زلماط، البرلماني السابق والمستثمر في مجال مقالع الرمال، من الفوز في هذه الانتخابات باسم الحركة الشعبية. وكان «سقوط» هذا البرلماني السابق الذي تم طرده من «البام» وترشح باسم الحركة الشعبية في هذا الاقتراع من أكبر «الهزات» التي عرفتها الانتخابات بالمدينة. وحصد الاتحادي محمد الشطيبي، في المقابل، عددا كبيرا من الأصوات في هذه المدينة، تلاه محمد بوطاهر عن حزب التقدم والاشتراكية ومحمد بوغلم عن حزب الأصالة والمعاصرة.