على بعد يومين من اقتراع الجمعة هاجم صلاح الدين مزوار، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، عباس الفاسي، رئيسه في الحكومة المنتهية ولايتها، خلال تجمع لحزبه مساء أول أمس بالدارالبيضاء، وقال إن رجل الدولة يجب أن تكون لديه قيم ومبادئ كما يجب عليه أن يحترم بعض الأمور. وأكد أنه لم يسمع قط الوزيرين الأولين السابقين، سواء إدريس جطو أو عبد الرحمان اليوسفي ينتقدان أحد الوزراء في حكومتيهما، في إشارة إلى الانتقادات التي وجهها إليه عباس الفاسي خلال الفترة الأخيرة في سياق التراشق الكلامي بين الحزبين المكونين للحكومة. واعتبر مزوار أن أي حكومة ضعيفة قائمة على تحالفات انتخابية ستهدد مستقبل المغرب، مضيفا أن التحالفات بين الأحزاب يجب أن تكون واضحة وقبل الانتخابات لأن الناخبين من حقهم معرفة التحالفات التي سيصوتون لها قبل الانتخابات. وطالب مزوار بعدم إعادة سيناريوهات الماضي خلال الانتخابات التي تجري غدا الجمعة، موضحا أن هناك من يتمسك بالماضي وممارساته. ودعا في الوقت ذاته إلى الوقوف أمام ما وصفه بالريع السياسي بعد اتخاذ إجراءات لمواجهة الريع الاقتصادي، مضيفا أن البلاد يجب أن تسير في اتجاه التعددية السياسية بعيدا عن بلقنة المشهد السياسي وهو التحدي الذي يرفعه التحالف من أجل الديمقراطية الذي ينتمي إليه حزبه. واعتبر مزوار أن هناك تحديات وانتظارات جديدة تعرفها البلاد ويجب على الانتخابات الحالية أن تسفر عن أغلبية قوية قادرة على تقديم أجوبة للمغاربة، معتبرا أن على الفاعلين السياسيين والاقتصاديين أن يتحملوا مسؤولياتهم بعد الانتخابات. وأكد مزوار أن حزبه يعتبر أن لديه خمس أولويات للتحقيق بعد الانتخابات، تتثمل أولاها في وضع وتنزيل المؤسسات التي جاءت في الدستور الجديد بأقصى سرعة، وتتمثل الأولوية الثانية في إجراء إصلاحات، أما الأولوية الثالثة فتتمثل في ضمان كرامة المغاربة، وتقوم الأولوية الرابعة على توفير التنمية الاقتصادية، فيما تقوم الأولوية الخامسة على وضع استراتيجيات لتموقع المغرب في إطاره الإقليمي والدولي. وانتقد مزوار القائمين على تسيير مدينة الدارالبيضاء، التي يشارك حزبه في تسييرها، على اعتبار حالة الاكتظاظ الشديد التي تعرفها حركة السير والتي جعلته يتأخر عن موعد التجمع الخطابي أزيد من ساعة، واستغل مزوار اللقاء لتقديم بعض الأرقام الواردة في البرنامج الانتخابي للتحالف من أجل الديمقراطية المتعلقة بالقطاعات الاجتماعية وخاصة الصحة والتعليم والنمو الاقتصادي. إلى ذلك، عرف اللقاء الذي حضرته مجموعة من الفعاليات الاقتصادية والمسؤولين الرسميين حالة من الفوضى بعد اعتداء مكلفين بالتنظيم على صحافية وجهت سؤالا محرجا إلى مزوار باتهامه من طرف الأمين العام للعدالة والتنمية بكونه مهزوزا سياسيا، وهو الأمر الذي أدى إلى تدخل المسؤولين عن التنظيم الذين نزعوا مكبر الصوت من يد الصحافية بطريقة عنيفة خلفت استياء كبيرا بين الصحافيين الذين حضروا اللقاء.