نظم العشرات من ساكنة جماعة أولاد امحمد، التابعة ترابيا لإقليم سطات، مسيرة حاشدة إلى مقر ولاية جهة الشاوية ورديغة، مساء الخميس الماضي، للمطالبة بفك العزلة والتهميش الذي طال المنطقة منذ عقود، ورفع مجموعة من أبناء الدواوير الستة عشر المكونة لجماعة أولاد امحمد في مسيرتهم التي ضمت العشرات من السيارات شعارات من قبيل «ساكنة جماعة أولاد امحمد تطالب بفك العزلة.. الطرق.. الكهرباء.. والصحة.. وجودة التمدرس» ورفع الغاضبون، طيلة فترات المسيرة، شعارات تستنكر الوضع القائم بالجماعة القروية أولاد امحمد التابعة لقيادة ثلاثاء الأولاد والتي لا تبعد سوى ب20 كيلومترا عن مدينة ابن احمد. وردد المحتجون شعار «هذا عار هذا عار أولاد امحمد في خطر»، وعبر المحتجون الغاضبون عن فقدانهم الثقة في الوعود التي وصفوها ب«الكاذبة»، والتي ما فتئت تقدم لهم سواء من المجالس المتعاقبة على الجماعة أو من برلمانيي المنطقة، مركزين احتجاجهم بشكل أساسي على المنتخبين الذين لا يظهرون، حسب تعبير الساكنة الغاضبة، إلا عند اقتراب الاستحقاقات البرلمانية والجماعية. وطالبت ساكنة أولاد امحمد برفع العزلة والإقصاء عن المنطقة التي لم تستفد، على حد قولهم، من نصيبها من المشاريع التنموية، مؤكدة على ضرورة مد ساكنة الجماعة بالماء الصالح للشرب وتوفير المسالك الطرقية وإصلاح البنيات التحتية بالسوق الأسبوعي ودعم التمدرس وربط منطقتهم المعزولة بالعالم الخارجي، عبر تعبيد الطريق المؤدية إلى مدينة ابن احمد. واستغرب المحتجون عدم توفير المسؤولين مركزا طبيا يوفر الخدمات الصحية لأهالي المنطقة الذين يعانون من بعد المستشفيات وتدهور البنية التحتية، مما يزيد من ارتفاع حالات الوفيات بالنسبة للنساء الحوامل في حالات الولادة والحالات المستعجلة، خاصة في موسم الصيف الذي تعرف فيه المنطقة ارتفاعا في درجة الحرارة وبالتالي ارتفاع الإصابة بلسعات العقارب. وحفاظا منها على حركة السير والجولان، قامت عناصر من الشرطة التابعة للأمن الولائي بسطات، مؤازرة بعناصر من القوات المساعدة، بتيسير حركة المسيرة، خاصة وأنها كانت تجوب شارع الحسن الثاني الذي يمثل الشريان الرئيسي الرابط بين مدينتي سطات ومراكش، وطوقت المكان حتى لا تخرج المسيرة عن طابعها السلمي، ولم تمر سوى لحظات حتى استقبل والي الجهة لجنة الحوار المنبثقة عن المحتجين من ساكنة دواوير جماعة أولاد امحمد من أجل مناقشة المشاكل التي جعلت العشرات من ساكنة الجماعة تحتج أمام ولاية جهة الشاوية ورديغة، ومحاولة إيجاد السبل الكفيلة بإخراج المنطقة من العزلة التي تعيشها. وحسب مصادر مقربة فإن والي الجهة، وبعد الاستماع إلى مطالب المحتجين، وعد الساكنة الغاضبة بالانتقال شخصيا إلى المنطقة المعنية في أقرب الآجال الممكنة لدراسة المشاكل عن قرب والعمل على حلها.