سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
دور الإنترنيت ووسائل الاتصال الحديثة في جذب أصوات المغاربة يوم 25 نونبر؟ اليحياوي يقلل من نجاعتها في رهان المشاركة بسبب فقدان المغاربة الثقة في السياسيين
«فايسبوك ليغلبوك» مقولة يتداولها شباب الإنترنيت فيما بينهم، لكنها تحولت إلى وسيلة يستخدمها السياسيون من أجل استقطاب أكبر عدد من الأصوات، فإلى أية درجة تستطيع وسائل الاتصال والتكنولوجيات الحديثة جذب أكبر عدد ممكن من أصوات المغاربة يوم 25 نونبر القادم؟ الصورة تبدو قاتمة لاستخدام الأحزاب والمرشحين لهذه الوسائل من أجل استقطاب أصوات المغاربة، حسب قراءة الخبير في وسائل الاتصال، يحيى اليحياوي، لأن التلفزيون، حسب اليحياوي، يظل الوعاء الجوهري والأداة الناجعة لإيصال الرسالة للمتلقي. ويذهب الخبير في وسائل الاتصال أبعد من ذلك في حتمية فشل هذه الوسائل على اعتبار أن استخدامها خلال الحملة الانتخابية مجرد موضة ومحاكاة لما يحدث في الانتخابات الفرنسية والأمريكية. ورغم الاستخدام المحتشم لمواقع الاتصال الاجتماعي في بداية ظهورها، لجأ السياسون المغاربة مع اقتراب موعد انطلاق الحملة إلى استخدام وسائل الاتصال الاجتماعي على نحو متزايد لنقل رسائلهم إلى الجمهور. فأصبحت هذه الوسائط الجديدة جزءا لا يتجزأ من واقع المشهد السياسي منذ بداية الربيع الديمقراطي، لكن هذه الظاهرة ليست جديدة بالنسبة لبعض الوجوه السياسية التي بدأت بالفعل بإنشاء مواقع في وقت مبكر مع بداية هذه العشرية. لكن هذه الطريقة الحديثة لن تأتي أكلها على النحو الذي أريد له، ف«أن يراهن الحزب على ال«فايسبوك» سيفشل لأنه وسيلة ثانوية مقارنة بالتلفزيون والاتصال المباشر، الذي سيتم التكثيف منه مع الاقتراب من يوم الحسم» يقول اليحياوي مسترسلا في البرهنة على أن استخدام التكنولوجيات الحديثة سيفشل في استقطاب الأصوات، «اللهم أصوات بعض الشباب» يستدرك اليحياوي. بعض المراقبين أصبحوا يروجون لنجاعة استخدام هذه الوسائل في الحملة الانتخابية، خاصة فئة الشباب التي أعلنت تمردها بمقاطعاتها صناديق الاقتراع في الاستحقاقات الانتخابية لسنة 2007، خاصة بعدما أشعلت المواقع الاجتماعية فتيل الثورة في البلدان العربية، التي كانت ممسوكة بيد من حديد. الخطاب المتفائل لهذه الفئة حول قدرة وسائل التكنولوجيات الحديثة على جذب الأصوات إلى صناديق الاقتراع يوم 25 نونبر تقابله رؤية وقراءة مغايرة من طرف الباحث المختص في وسائل الاتصال يحيى اليحياوي. هذا الأخير يرى بأن المشكل بالنسبة للمشاركة لا يرتبط بالأداة وإنما يرتبط بطبيعة الخطاب الذي تروّجه هذه الأحزاب في صفوف المغاربة. إذن طبيعة الخطاب مشكل قد يعيق ظفر الأحزاب بأصوات متصفحي الإنترنيت، بالرغم من أن الإنترنيت يقدم قاعدة مهمة من الأصوات، خاصة الشباب منهم، فحسب الأرقام المعلنة، فإن هناك مليوني مغربي من المشتركين في خدمة الإنترنيت، بينما تصل نسبة المستخدمين له إلى 13 مليونا، مما قد يثير شهية رجال السياسة الباحثين عن أصوات تدعمهم يوم 25 نونبر. لكن هذه النسبة، حسب اليحياوي، لا يمكن أن تكون الفئة التي قد يستهدفها السياسيون أو الأحزاب لأن الفئة الكبيرة من مستخدمي الإنترنيت المغاربة تبحث عن غرف الدردشة وليس لمعرفة البرامج السياسية للأحزاب. إشكالية الخطاب المقدم واحد من بين المشاكل التي قد تعيق السياسيين في الظفر بأكبر عدد ممكن من الأصوات بغض النظر عن الأداة أو الوسيلة، لأن اليحياوي يعتبر بأن هناك مشكلا آخر يمكن أن يعيق نجاعة وسائل الاتصال الحديثة في جذب نسبة مهمة من المصوتين، وهو المشكل الأساسي. فهناك نفور الشباب من السياسة، ولا يمكن استرجاعه بمثل هذه الأدوات لأن الجهة المرسلة فقدت المصداقية، يضيف اليحياوي. فهل يمكن استرجاع الثقة من خلال الشبكات العنكبوتية؟ يتساءل الخبير في وسائل الاتصال والإعلام.