سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
لشكر يقود حملته الانتخابية في سيارة رباعية الدفع حدد التحديات في البحث عن الكرامة وإنجاح المسلسل الديمقراطي واستغلال الفرصة التاريخية لإفراز برلمان قوي
تخلى إدريس لشكر عن بذلته الرسمية في حملته الانتخابية الحالية، وعوضها بأخرى شبه رياضية، لكنه لم يتخل عن سيارته البيضاء رباعية الدفع. بهذه السيارة، التي عهد لشكر بسياقتها إلى شخص آخر، انتقل وكيل لائحة «الوردة» بدائرة الرباط شالة من مقر فرع حزبه بحي مابيلا إلى «خيمة» نصبها الحزب بمناسبة الحملة الانتخابية بأحد أزقة حي اليوسفية بالعاصمة. كان معظم الحضور نساء، بعضهن كن يزغردن مقاطعات كلمة لشكر، التي كانت أشبه بمرافعة، طغت عليها اللغة العربية الفصيحة، ونادرا ما خرجت من فم المرشح الاتحادي كلمات عامية. لم يحضر حي اليوسفية بقوة في كلمة لشكر. إذ تردد فقط حين تحدث المرشح الاتحادي عن كونه ليس غريبا عن هذه المنطقة، لكونه ابن الحي. «هنا ترعرعت ونشأت، ومنه انطلقت إلى عوالم النضال في السياسة»، يقول عضو المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي. بعد ذلك، انغمس لشكر في تفصيل التحديات التي تواجه المغرب في الوقت الراهن: «البحث عن الكرامة، إنجاح المسلسل الديمقراطي، استغلال الفرصة التاريخية المتاحة حاليا من خلال إفراز برلمان قوي وحكومة قوية..». نبه لشكر كذلك إلى ما تعرفه بعض الدول العربية من اضطرابات، وحذر من إمكانية انتقال ذلك إلى المغرب. غير أنه استدرك وقال إن مغرب اليوم في مأمن عن مثل تلك الاضطرابات بفضل «الحوارات التي جمعت الحكام والمحكومين في أحلك الظروف»، في استحضار واضح لماضي الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية في المعارضة قبل قبوله قيادة تجربة التناوب التوافقي. «سلكات بلادنا لأننا في صراع في هذا البلد منذ الاستقلال» يقول لشكر. استحضر المرشح الاتحادي بدائرة شالة الرباط كذلك الكوابيس التي تعيشها اقتصاديات بعض دول الاتحاد الأوربي، وخص بالذكر اليونان، وحذر من الانعكاسات السلبية المحتملة لشبح الأزمة الذي يخيم في الوقت الراهن على سماء اقتصاد إسبانيا والبرتغال. وكان لافتا عدم حديث لشكر عن منافسيه، إذ اكتفى بالتحذير من «تزكية من لا يشرفنا بالحضور في البرلمان، وليس له ثقافة سياسية وقانونية تؤهله للقيام بدوره التشريعي والرقابي أحسن قيام»، ثم أضاف «إذا زكينا أشخاصا لا يعرفون شيئا فإننا نظلم بذلك أنفسنا». لكن، بمجرد أن أتم لشكر كلمته تلقف أحد مناصريه الميكروفون، وأسهب في ثوان في الحديث عما تفادى لشكر الخوض فيه قرابة ثلث ساعة. «لشكر لم يتغير بعد الاستوزار. ظل يتردد على سويقة الحي، كما كان يفعل قبل ذلك، ويواظب على اقتناء الدجاج من عند با إدريس». بهذا الكلمات قدم المناصر سالف الذكر لشكر إلى من حج من سكان اليوسفية إلى خيمة «الوردة». لم يقدم المتحدث نفسه ولم يحدد صفته، بل بادر إلى تلقف الميكروفون من أيدي لشكر مباشرة بعد إتمامه إلقاء كلمة لم تتعد مدتها الزمنية 20 دقيقة. قبل أن يكف المناصرون عن رفع ذلك الشعار، بدا أول الأمر أن لشكر يتوجه صوب سيارته، خصوصا أن سائقها فتح بابها أمامه ووقف ينتظر وكيل لائحة «الوردة»، لكن لشكر توجه رأسا إلى المنزل المقابل للخيمة من أجل تعزية الأسرة المقيمة بها في وفاة أحد ذويها. لم يمكث داخل هذا المنزل سوى أقل من دقيقتين تقريبا، بعد ذلك استقل سيارته، وتقدم شاب في العشرينات من عمره من نافذة السيارة والتمس من لشكر عملا له ولإحدى قريباته. تمتم لشكر بكلماته ثم غادر المكان نحو لقاء انتخابي آخر في الحي الصناعي بالرباط، ومن ورائه موكب سيارات تقل بعضا من أنصاره. وقبل أن يتفرق الجمع، أطلق منظمو هذا اللقاء الخطابي العنان لصوت مجموعة «السهام» لتتردد في أرجاء المكان أغنية «آش هاد الفوضى».