أصدرت المحكمة الابتدائية بالرباط، مساء أول أمس الاثنين، حكما بسنة ونصف حبسا نافذا في حق شرطي سابق بمدينة سلا، توبع كمتهم رئيسي في شبكة للاتجار في الكوكايين، كما أدانت المحكمة ثلاثة متهمين آخرين من شركائه بنفس العقوبة الحبسية، وبغرامة مالية قدرها 5000 درهم. وكان الشرطي السابق قد تم إيقافه من قبل الشرطة القضائية في الرباط، بعد تحريات، في الأسابيع الأخيرة، عن أفراد أغلبهم من ذوي السوابق القضائية يقومون بتوزيع الكوكايين عبر استعمال الهواتف المستعملة في الأحياء الراقية، وبعد اعتقال المتهم الأول، أقر بعلاقته بالمتهمين الآخرين، ووصل عدد الموقوفين إلى ثمانية أشخاص، كان آخرهم شاب اعتقل بموجب مسطرة استنادية من قبل فرقة الأبحاث التابعة للأمن العمومي بحي يعقوب المنصور بالرباط. وكان الشرطي السابق قد أقر أمام الضابطة القضائية بالمنسوب إليه في الاتجار بالمخدرات الصلبة، وأكد أنه قدم استقالته من صفوف الأمن الوطني بمدينة سلا سنة2004، بعد تجربة في ميدان الأمن منذ بداية 1992 وكان يتوفر على علاقات مع متهم (ب.ت) تم ضبطه في الشهور الماضية من قبل عناصر الدائرة الأمنية «الأقواس» وحجزت لديه المصالح الأمنية آلة تستعمل في تحويل الكوكايين إلى مادة جاهزة للاستهلاك، وقضت العدالة في حقه بالحبس النافذ. وكانت الشرطة القضائية قد تمكنت من التوصل إلى معطيات، أواخر الشهر الماضي، تفيد بأن شبكة الكوكايين يديرها سجين معتقل بالسجن المحلي بتيفلت يلقب ب«الصفريط» ويقضي عقوبة سجنية مدتها ثمان سنوات، وكلف زوجته بربط الاتصال بالمتهمين، قصد توزيع السموم البيضاء على المستهلكين. وحجزت المصالح الأمنية مادة الكوكايين لدى الشرطي السابق كانت معدة للبيع، كما ضبطت لدى المتهمين الآخرين لفائف كوكايين، ووصلت الكمية المحجوزة إلى 17 غراما كانت معبأة بطريقة ذكية، كما ضبطت العناصر الأمنية ذاتها مبلغا ماليا قدره 500 درهم وهواتف محمولة، بينما حجزت سيارتين لدى زوجة «الصفريط» وشقيقها وسائقهما. وفي سياق متصل، أكد المحامي سعيد بشيري، دفاع الشرطي السابق، الاثنين الماضي، أمام الهيئة القضائية الجنحية، أن المبلغ المالي المحجوز يؤكد ضمنيا أن موكله لا يمكنه أن يحترف الاتجار في الكوكايين، والتفت بشيري إلى زوجة المتهم وشدد على أن أبناءه يريدون قطرة حليب وتساءل عن ذنبهم في عملية اعتقال والدهم داخل السجن، كما طالب أعضاء هيئة دفاع المتهمين الآخرين بالبراءة لموكليهم. يذكر أن عناصر الشرطة القضائية كانت قد اعتقلت، في بداية السنة الجارية، شبكة متهمة بالاتجار في الكوكايين بحي العكاري بالرباط، وأقر موقوف في هذه العملية أن الصفريط خاله، وعرض عليه توزيع الكوكايين عن طريق الهاتف، بعد خروجه من السجن، وتكلف هذا المعتقل بتوزيع الكوكايين بمقابل 2000 درهم أسبوعيا، كما أقر بعلاقته بالمزود الرئيسي الذي يدعى «الروبيو» الذي يقطن بحي الرحمة في مدينة سلا، وأكد أن خاله «الصفريط» كان يأمره من داخل السجن بالتوجه إلى مناطق محددة بالرباط لتوزيع الكوكايين، وقبل هذا المتهم هذا العرض بعدما خرج من السجن ولم يجد فرصة عمل. وكانت الغرفة الجنحية بالرباط قد أدانت في شهر مارس الماضي أفراد هذه الشبكة التي أقرت بعلاقتها مع الشخص المسجون في تيفلت، بعقوبات حبسية تراوحت مابين ثلاث سنوات ونصف وأربعة أشهر موقوفة التنفيذ.