يعتبر سرطان الكلى من المشكلات الصحية القاتلة، فهو المسبب الرئيسي الثاني للوفاة في العالم. وتشير الإحصائيات الخاصة بسرطان الجهاز البولي والتناسلي إلى أن هناك زيادة سنوية في عدد مرضى سرطان الكلى في الوطن العربي، مواكبة للزيادة الحاصلة في العالم. علاجات فعالة هناك خيارات كثيرة متاحة لعلاج مرض سرطان خلايا الكلى Renal Cell Carcinoma، ويمكن إعطاء أكثر من نوع من العلاجات في الوقت نفسه، اعتمادا على المرحلة المرضية للسرطان. فهناك جراحة الاستئصال الجذري للكلية، استئصال الكلية بالمنظار، إزالة الثانويات المنتشرة، العلاج الإشعاعي، العلاج الحيوي، والعلاج بالأدوية المستهدفة والموجهة (Target Therapy). وهذا الأخير يعد بارقة أمل لهؤلاء المرضى، حيث أثبت فعاليته في علاج هذا النوع من السرطانات، مثل عقار نيكسافار Nexavar (sorafenib) والأدوية الأخرى المماثلة من النوع نفسه. خيارات علاجية متعددة الجراحة هي الخط الأول في علاج سرطان خلايا الكلى لكثير من المرضى، ولها احتمالية الشفاء، إلا أن السرطان متوسط أو عالي الخطورة غالبا ما يعود بعد الجراحة (في 35 - 65 في المائة من الحالات)، وهذه الحقيقة محددة بالدراسة التالية، التي شملت 1671 مريضا لديهم إكلينيكيا سرطان خلايا الكلى من نوع «الخلية الواضحة» موضعي، وفي جانب واحد من الجسم، خضعوا لجراحة استئصال جذري للكلى (Leibovich BC et al. Cancer 2003: 97:1663 - 71). وقد حدث انتشار للمرض في الجسم في 479 مريضا خلال سنة واحدة في المتوسط. وكان متوسط فترة البقاء بدون انتشار للورم 86.9 في المائة عند سنة واحدة، و77.8 في المائة عند 3 سنوات، و67.1 في المائة عند 10 سنوات. أمل جديد يقول البروفسور بيتر مولدرز من «مركز نييميجين الطبي» بجامعة رادبوود في هولندا «إن المجموعات المنتقاة من المرضى لديها احتمال ضعيف لتطور المرض بعد استئصال الكلى، وإن العلاج المساعد (بعد الجراحة)، بواسطة العلاج الإشعاعي، والعلاج الهرموني، والعلاج الكيميائي المعهود، والسيتوكينات، أظهر كفاءة ضعيفة في علاج سرطان خلايا الكلى، وعلى الرغم من ذلك فهناك أمل جديد»! ويضيف: «إن الأدوية الموجهة مثل مثبطات تيروزين كيناز Tyrosine Kinase Inhibitors عن طريق الفم، جيدة التحمل وفعالة في علاج سرطان خلايا الكلى، وتناسب العلاج طويل الأمد. هذه الأدوية يمكنها بالتالي أن توفر خيارات للعلاج في المستقبل بعد الجراحة». والمرحلة التالية لكثير من التجارب السريرية مع هذه الأدوية هي قيد التنفيذ حاليا، بما في ذلك تجربة أشّور ASSURE وتعني: استخدام سورافينيب (sorafenib) أو سنيتينيب (Sunitinib) كعلاج مساعد في حالات سرطان الكلى ذات النتيجة غير المواتية، والتجربة سورس SORCE وتعني: مقارنة سورافينيب مع العقار الوهمي placebo في المرضى، الذين يعانون من سرطان الخلايا الكلوية الأولي بعد استئصاله مباشرة. وأشار د. مولدرز إلى أنه ما زالت هناك حاجة إكلينيكية واضحة للعلاج المساعد. الحل الأمثل يقول البروفسور يورجين جيشوند، من «مركز ريكتس در إيزار الطبي» بجامعة ميونيخ الفنية بألمانيا إن هناك عددا من الاستراتيجيات المتاحة حاليا وتحت التطوير من أجل تحسين نتائج العلاج. ويشمل ذلك: تحديد الجرعة الأمثل، علاج الأعراض الجانبية، والمزج والتعاقب الأمثل للعلاجات. ويضيف البروفيسور أن استخدام مزيج من الأدوية الموجهة يمكن أن يحسن النشاط الإكلينيكي باستهداف مسار الإشارات ذاتها على مستويات متعددة. أما مزج العلاج الموجه بالعلاج المناعي، والكيميائي مع العلاجات الموجهة الأخرى فهو قيد البحث. وماذا عن العلاج المتعاقب، هل هو الأفضل؟ يقول د. جيشوند إن الدلائل الحالية تفترض أن الاستخدام المتعاقب لمثبطات معامل نمو الجدار الداخلي للأوعية الدموية (VEGF) يمكن أن يكون مفيدا من دون أن يعيق الاستجابة التالية لمثبطات مستهدف راباميسين للثدييات (mTOR). وعليه، فإن الفترة القصوى لتحقيق الفائدة الإكلينيكية يمكن أن تتم باستخدام اثنين من مثبطا (VEGF)، قبل تحويل طريقة العمل إلى مثبطات (mTOR).