تتزايد نسبة الشباب المغربي المدخن باستمرار وينقص السن المتوسط للمدخنين من جيل إلى آخر بأربع سنوات على الأقل حسب آخر تحقيق وطني تم الكشف عن مضامينه مؤخرا خلال ندوة صحافية نظمت بالدار البيضاء، إذ من أصل 9.197 أشخاص مدخنين نجد 3.117 مراهقين. ورغم أن المدخنين يوجدون بالأساس في الإعداديات والثانويات، فإن ذلك لا ينفي وجودهم في مؤسسات التعليم الأولي التي تأتي في المرتبة الثانية ب2.116 شخص. عدد المدخنين في التعليم العالي أقل أهمية، لكنه يبقى مع ذلك مقلقا ب1.762 شخصا، في وقت يصل فيه عدد المدخنين في صفوف الأميين والمسجلين في المدارس القرآنية، على التوالي، إلى 1.619 و454 شخصا. الرجال، حسب هذا التحقيق الوبائي الوطني، هم الأكثر تعاطيا للتدخين بمعدلات تتراوح ما بين 29,2 و39 في المائة، في حين لا يتعدى معدل التدخين عند النساء 3.3 في المائة، مع الإشارة إلى أنهن كثيرات في التعليم العالي بمعدل 19.5 في المائة، أي ما يمثل 6 في المائة من مجموع النساء اللائي يدخنَّ حاليا. وإجمالا، يصل معدل تفشي التدخين، حسب هذا التحقيق الوطني، إلى 18 في المائة من مجموع السكان. وتتراوح أعمار المدخنين المنتظمين ما بين 30 و39 سنة، وذلك بنسبة 42 في المائة. أما الذين نجحوا في أن يجعلوا السيجارة مجرد ذكرى سيئة من ماضيهم فهم قلة وأغلبهم في الستينات من العمر بمعدل 41.2 في المائة، تليهم الفئة العمرية المتراوحة ما بين 50 و59 سنة بنسبة 33 في المائة. استنتاج آخر خلص إليه هذا التحقيق، وهو أن أغلبية المدخنين المستجوبين واعون تماما بمخاطر التدخين. 73.7 المائة من هؤلاء عبروا عن اعتزامهم الانقطاع عن التدخين و66.6 في المائة منهم اعترفوا بمحاولاتهم القطع مع السيجارة، لكن محاولاتهم تلك باءت بالفشل. أما بالنسبة إلى النفقات اليومية للمدخنين فتقدر تقريبا ب22 درهما في اليوم كيفما كانت الطبقة الاجتماعية للمدخن. «أينما دخنت سيجارة هناك من يستنشق رائحتها وإن لم يكن مدخنا»، حيث يبدو أن المدخنين ينسون أنهم يعرضون محيطهم لمخاطر كبيرة. فقد أقر حوالي 41.7 في المائة من السكان بكونهم عرضة للتدخين السلبي في محيطهم العائلي بمعدل يصل إلى 45 في المائة في المجال الحضري، في مقابل 36.3 في المائة في العالم القروي، علما بأن النساء هن أكثر ضحايا التدخين السلبي بنسبة 44.9 في المائة، في حين تصل هذه النسبة عند الرجال إلى 38.8 في المائة. المخاطر كثيرة لكن الوعي بها قليل، رغم أن الأطباء لم يتوقفوا عن القول إن مدخنا معرض أكثر من شخص غير مدخن، من نفس الجنس، والسن 8 مرات للإصابة بالتهابات مزمنة أو 20 مرة بسرطان الرئة. والأكيد أنه من وجهة نظر علمية، كل سيجارة تدخن تنقص 6 دقائق من عمر الإنسان، وهو ما يعني أن 20 سنة من أمل الحياة تتبدد مع الدخان.