في خطوة وصفت ب»خطوة التحدي»، قرر ت قيادة حزب التقدم والاشتراكية ترشيح مولاي إسماعيل العلوي، أمينه العام السابق ورئيس مجلس الرئاسة، لخوض معركة الانتخابات التشريعية ل 25 نونبر الجاري بدائرة سيدي سليمان. وكشفت مصادر مطلعة بحزب علي يعته أن ترشيح الأمين العام الأسبق للحزب يأتي على خلفية الضغوطات التي تعرض لها هشام حمدان، رئيس المجلس البلدي، والملتحق بالحزب منذ نحو سنتين من قبل حزب ال»بام»، مشيرة إلى أنه وإلى حدود يوم الأحد المنصرم، كانت الأمور تسير نحو ترشيحه، خاصة بعد جلسة الحوار التي باشرها قياديون في الديوان السياسي معه، غير أن «تعرضه لضغوطات من قبل حزب الأصالة والمعاصرة دفعه إلى التراجع». وحسب المصادر ذاتها، فإن «الممارسات والضغوطات» ذاتها تكررت مع مرشحين آخرين من أمثال نور الدين الكرداح بالقنيطرة، ومحمد الأعرج بالحسيمة، والنائب البرلماني عبد الرحمان المتيوي، مشيرة إلى أن أشكال وأساليب ممارسة الضغط على مرشحي التقدم والاشتراكية توزعت بين فتح ملفات قضائية محفوظة، كما كان الأمر مع المتيوي، أو التهديد بشيكات ممنوحة للغير، كما هو الحال بالنسبة إلى الكرداح. وكشف مصادر تقدمية عما تسميه ضغوطات مورست على مرشحي الحزب من قبل ال«بام» تعيد إلى الأذهان ما عاشه الحزب عشية الانتخابات الجماعية لسنة 2009 من حرب تصريحات، بعد أن تمكن رفاق فؤاد عالي الهمة من استقطاب مرشحين تقدميين. إلى ذلك، اعتبر نبيل بنعبد الله، الأمين العام للحزب، خلال ندوة صحافية استثنائية عقدها الحزب صباح أمس الأربعاء بأحد فنادق الرباط، أن ترشيح العلوي، الذي فضل اعتزال تدبير شؤون الحزب والتفرغ للشؤون العائلية، ترشيحا «رمزيا وأخلاقيا ونضاليا لا ننتظر منه شيئا آخر غير أن يقدم الحزب الدليل على أنه حزب النضال والكفاح»، مشيرا إلى أنه أمام بعض الصعاب التي عرفتها بعض الدوائر، ومن ضمنها دائرة سيدي سليمان، تقررت عودة العلوي إلى أصله، بالتشاور معه، بعد أن كان مقررا أن يخوض قبله المعركة الانتخابية مواطن آخر فضل أن يسير في اتجاه آخر، وقد سبق لاسماعيل العلوي الفوز بمقعد في نفس المدينة سنة 1997. وقال بنعبد الله في رده على سؤال ل«المساء» حول الجهة التي مارست الضغوط على مرشح الحزب بسيدي سليمان: «ترشيح العلوي لم يكن مقررا، وإنما جاء كرد على ما وقع في دائرة من الدوائر، فهو جواب تحدي على الممارسات التي توجد خلف الستار.. وعلى كل حال، نؤكد أن على الجميع أن يتحمل مسؤولياته»، مضيفا: «في هذا الاتجاه سيخوض الحزب حملته رافعا التحدي، وعلى أساس خطاب يؤكد أنه سيستمر كما استمر في مختلف المعارك التي خاضها طيلة وجوده». تكررت نبرة الواثق من قدرة حزبه على رفع التحدي في وجه خصمه السياسي، حزب ال»بام»، وتحقيق نتائج متقدمة في النزال الانتخابي القادم، أكثر من مرة على لسان الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، خلال الندوة الصحافية، حيث قال: «كلنا يقين أن الحزب سيحتل مراتب متقدمة انطلاقا من طبيعة المرشحين والمجهودات التي بذلت»، مضيفا «لا يمكن للحزب أن توقفه أي محاولة يائسة للضرب في قدراته والتأثير على توجهاته الأساسية.. وعلى كل، فالحزب يثق في المؤسسات وفي قدرة الشعب على التمييز»، وأوضح بنعبد الله «حزبنا يحتاج إلى مشاركة قوية للمواطنين لإبعاد الفاسدين والمفسدين عن الحقل السياسي، وإعطاء مصداقية للمؤسسات». من جهة أخرى، نفى بنعبد الله أن يكون حزبه قد استقبل قادمين من حزب ال»بام» أو رشحهم في لوائحه المحلية، وقال إن مرشحي الحزب ووكلاء لوائحه هم من مناضلي الحزب أو الملتحقين به في السنوات الأخيرة، مشيرا في رده عن سؤال حول استقبال حزبه لنحو 13 منتميا إلى الأصالة والمعاصرة، إلى أن «عددا قليلا من الذين عادوا إلى بيتهم كانوا منتمين إلى الحزب في سنة 2007، واليوم قرروا العودة إلى حزبهم بعد ما عرفه المغرب من حراك في الأشهر الأخيرة، ويتعلق الأمر بكل من مرشحين في تارودانت وشفشاون». وفي سياق متصل، كشف بنعبد الله أن حزبه غطى 90 دائرة من أصل 92 دائرة محلية إقليمية (باستثناء دائرتي أوسرد وبوجدور)، موضحا أن الترشيحات المقدمة هي في غالبيتها ترشيحات جديدة، خاصة في صفوف الشباب والأطر والكفاءات، فيما لم يتمكن الحزب، حسب أمينه العام، من ترشيح سوى 3 وكيلات لوائح محلية. وفي ما يخص تمويل الحملة الانتخابية، كشف بنعبد الله أن حزبه توصل بتسبيق، في إطار الدعم الذي تقدمه وزارة الداخلية للأحزاب، قدر ب 3 ملايين درهم، فيما يقدر حجم الميزانية المتطلبة لخوض حملة انتخابية في 92 دائرة ب 15 مليون درهم، وهو ما يقتضي مجهودا قويا من الحزب لدعم مرشحيه في حملة انتخابية ستكون شاقة، يقول بنعبد الله، مشيرا إلى أن حزبه سيبقى مستمرا في وفائه لتحالفاته في إطار الكتلة الديمقراطية.