أفرج قاضي التحقيق، مساء أول أمس الخميس، عن الحسين بو الرحيم، رئيس جماعة «تنزرت»، المتهم الرئيسي في ما أصبح يعرف بقضية أستاذ تارودانت بعد أن قضى رهن الاعتقال الاحتياطي حوالي أسبوعين. وعبر بو الرحيم عن سعادته بقرار قاضي التحقيق الإفراج عنه، وقال في تصريح ل«المساء» «أنا سعيد بقرار الإفراج الذي كنت أنتظره لأني بريء وأثق في القضاء الذي أظهر استقلالية عالية». وأضاف أن «البلاد فيها عدالة وأنا أتمسك بالبراءة والحقيقة بدأت تظهر، وأنا أتمنى متابعة خيوط القضية لكي تتضح جميع تفاصيل المؤامرة التي حيكت ضدي». إلى ذلك، أوضحت مصادر مطلعة أن قاضي التحقيق أمر بالإفراج عن بوالرحيم رفقة حارس الضيعة، التي وجد فيها الأستاذ، وباقي المتابعين في الملف دون كفالة، معتبرا أن الملف مفتوح على تطورات جديدة خلال الأيام القليلة المقبلة, خاصة بعد ظهور شاهد جديد في الملف أكد رؤية الأستاذ الذي وجد بضيعة المتهم الرئيسي بمدينة الدارالبيضاء خلال مدة الاحتجاز. وأكدت المصادر ذاتها أن قرار الإفراج الذي اتخذه قاضي التحقيق جاء بعد ظهور رواية جديدة عززها المتهم الرئيسي بمجموعة من الحجج والقرائن توضح أن القضية مفبركة وأن الأستاذ لم يكن محتجزا لديه، وإنما كان فارا من العدالة بعد أن صدر في حقه حكم على خلفية متابعته بتهمة النصب والاحتيال. وأكدت مصادر قريبة من العائلة أن الأستاذ الذي ادعى أنه اختطف، محكوم عليه غيابيا في قضية نصب واحتيال، وينتظر أن يتم إلقاء القبض عليه لتنفيذ حكم قضائي، قبل البت في القضية الجديدة التي فجرها، لأن ادعاء تعرضه للاختطاف لا يعفيه من العقوبة وتنفيذ حكم قضائي. وفي سياق متصل، أكدت عائلة الحسين بو الرحيم، المفرج عنه، في بيان لها تلقت «المساء» نسخة منه، أنها تتشبث بحقها في متابعة كل من حاول خدش براءتها، وتضع نفسها رهن إشارة القضاء لكشف جميع ملابسات هذه القضية المفبركة ومعاقبة كل من يقف وراءها من قريب أو بعيد. وأضاف البيان أن إطلاق سراح بو الرحيم ومن معه جاء نتيجة طبيعية لانهيار ما وصفه ب«الرواية المفبركة»، التي فندتها الحجج والبراهين رغم الهجمة الشرسة التي شنت لتضليل الرأي العام والعدالة عبر الصحافة الوطنية. وأكدت العائلة، من خلال البيان ذاته، أن «ثقتها في القضاء المغربي كبيرة وفي محلها، وأثنت على شجاعة القضاء واستقلاله وعدم انصياعه لكل من أراد الزج بالحسين بو الرحيم ومجموعة من الأشخاص في جريمة ملفقة مفبركة، حيكت خيوطها بخبث». من جهة أخرى، تستعد أسرة الأستاذ المحتجز لتنظيم ندوة صحفية من أجل الكشف عن حيثيات مجموعة من الملفات التي كانت موضوع نزاع بينها وبين الرئيس، والتي تقول مصادر من العائلة إنها عرفت تزويرا كبيرا للحقائق.. يذكر أن «المساء» حاولت طيلة صباح أمس الجمعة الاتصال بعائلة الأستاذ المحتجز من أجل معرفة وجهة نظرها بخصوص قرار قاضي التحقيق تمتيع المتهمين بالسراح وردها على الاتهامات الصادرة ضدها، إلا أن هاتف العائلة ظل يرن دون جواب.