قرر عشرات المضيفين والمضيفات نقل احتجاجهم على القرارات الأخيرة لشركة الخطوط الملكية المغربية إلى مستوى آخر, من خلال قيامهم, زوال أمس بوقفة احتجاجية أمام مقر البرلمان بالعاصمة الرباط، بهدف إسماع صوتهم للجهات المسؤولة وكشف الضغوطات التي يتعرضون لها منذ أسابيع والتي تهدف إلى دفعهم إلى القبول بعرض الشركة الممثل في المغادرة الطوعية الذي تم الإعلان عنه في وقت سابق. وحسب مصدر من الجمعية التي ينتمي إليها المضيفون، «فقد تقرر القيام بالوقفة الاحتجاجية، عقب الجمع العام الذي شمل أزيد من 135 مضيفا ومضيفة تابعين للشركة، والهدف هو تسليط الضوء على مسلسل التضييق الذي يتعرضون له، وتوضيح اللبس الذي تتعمد الإدارة خلقه بخصوص برنامج المغادرة الطوعية الذي أعلنت عنه والذي يستهدف قرابة 1560 مستخدما». وحسب المعطيات التي كشفها المصدر ذاته، فالشركة لجأت إلى الضغط على المضيفين والمضيفات، ممن لم يستجيبوا لبرنامج المغادرة الطوعية، من خلال فرض عطل «قسرية» تبدأ بحذف أسمائهم من البرنامج الشهري للرحلات، ما يعني خضوعهم لعطلة تمتد شهرا كاملا، بل في حالات أخرى يضيف، تم إخبار البعض بضرورة التوقف عن العمل ابتداء من منتصف الشهر الجاري، وهي القرارات التي تتم بانتقائية وتستهدف بالأساس مستخدمين تتراوح أعمارهم بين 32 و55 سنة». ويرفض المضيفون، وعددهم 425 شخصا من أصل 495 (70 مضيفا ومضيفة شاركوا في برنامج المغادرة الطوعية) قرار الإدارة ب«التضحية» بهم بعد سنوات طويلة من الخدمة على متن الخطوط الملكية، باعتبارهم الحلقة الأضعف في الشركة وفي هذا الصدد قال مصدر «المساء»: «لماذا تفرض علينا الإدارة أمرا لا نقبله وما الذي يجعل مضيفا قضى سنوات طويلة في الشركة يرضخ لابتزاز وتضييق الإدارة، تصور أن مضيفا يبلغ عمره 42 سنة، لن يحصل سوى على تعويض لا يتجاوز 33 مليون سنتيم، ماذا سيكون مصيره ومصير الكثير من أمثاله، خاصة أن لديهم التزامات عائلية وديونا تثقل كاهلهم، لماذا نكون دائما الحائط القصير؟ ولماذا نقبل أن يمد بنهيمة يده إلى جيوبنا وأرزاقنا ليخلص الشركة من الورطة التي وضعها فيها بسوء تسييره؟ ثم ما هي المبررات التي يمكن أن يعطيها للجوئه إلى استقدام مضيفين ومضيفات من السينغال بعقود غير محددة لتعويض الكفاءات المغربية, إذا كان فعلا يرغب في تقليص النفقات.. هذه أمور سنسعى بشتى الوسائل لإيصال حقيقتها إلى الجهات العليا، وعليها أن تعرف حقيقة التبريرات التي يسوقها بنهيمة ومساعدوه، وحقيقة الأزمة التي يتحدث عنها». تجدر الإشارة إلى أن مديرة التواصل في شركة الخطوط الملكية المغربية، أكدت ل «المساء» في وقت سابق أن الشركة وضعت مخططا من أجل ترشيد وعقلنة إمكانياتها ومواردها. ستقوم بموجبهالشركة بالتخلي عن 10 طائرات من الجيل القديم، وستكون نتيجة هذا التخلي هي ظهور فائض في عدد الموظفين يقدر بحوالي 200 مضيف ومضيفة لن يمارسوا عملهم جوا، وهذا الفائض -استطردت مسؤولة التواصل- سيجعل الإدارة تقوم بتغيير مهام هؤلاء المضيفين، حيث سيواصلون مزاولة العمل داخل الشركة، ولكن هذه المرة أرضا. ونفت المتحدثة الأخبار التي تروج حول عملية التسريح القسري، وأكدت أن عملية المغادرة تتم عن اختيار وطواعية ضمن البرنامج الذي وضعته الشركة، والذي تم تحديده باتفاق مع المركزيات النقابية والفرقاء الاجتماعيين.