يتجه حزب «حركة النهضة» التونسية إلى تحقيق فوز كاسح في انتخابات المجلس التأسيسي، وهي أول انتخابات تشهدها تونس في غياب الرئيس السابق زين العابدين بنعلي، الذي كان حزب «النهضة» محظورا في عهده. وفي اتصال مع «المساء» أكد معاذ الغنوشي، نجل راشد الغنوشي زعيم «حركة النهضة» أن حزبه يتعهد باحترام كل الارتباطات والاتفاقيات التي سبق أن أبرمتها الدولة التونسية في السابق مع دول العالم. كما طمأن الغنوشي المشككين في نوايا «النهضة» تجاه حقوق المرأة بقوله «سنحافظ على كل ما هو مضمن في مجلة الأحوال الشخصية (المدونة) وسنعمل على تدعيم مكانة المرأة داخل المجتمع التونسي وخصوصا الجوانب الاجتماعية من صحة وشغل، خصوصا أن المرأة تعاني من عدم المساواة في تكافؤ فرص الشغل مع الرجل». وحول سيناريوهات تشكيل الحكومة المقبلة، أكد الغنوشي أن «حركة النهضة» مؤمنة بأن «الحكومة القادمة لا يمكن أن يقودها حزب واحد، بل ستكون حكومة ائتلاف وطني» أضاف «أيدينا مفتوحة لكل القوى الحية في المجتمع التونسي لتشكيل حكومة ائتلاف وطني. المطلوب الآن هو الوفاق والإجماع الوطني لأن البلاد لا تحتمل الصراعات». ويتوقع المراقبون، أن يحصل النهضة على 40 في المائة من مقاعد المجلس التأسيسي ال217. وتؤكد البيانات الصادرة عن بعض مكاتب التصويت أن حزب «المؤتمر من أجل الجمهورية» الذي يترأسه منصف المرزوقي يتجه لاحتلال الرتبة الثانية بنسبة تقارب 16بالمائة، فيما ينتظر أن يحتل الرتبة الثالثة «التكتل من أجل العمل والحريات», الذي يرأسه مصطفى بن جعفر بنسبة 12 في المائة تقريبا، يليه حزب «العريضة الشعبية» الذي يقوده الهاشمي الحامدي بنسبة 10في المائة. وأكد ل«المساء» إلياس العمري، الذي حضر أطوار العملية الانتخابية بصفته مراقبا، قائلا: «هذه أول تجربة ديمقراطية تشهدها تونس، بدون تدخل الأمنيين»، ولم ينف العمري وجود بعض التجاوزات التي وصفها بالعادية من قبيل «توزيع قنينات ماء ألصقت عليها إحدى القوائم المرشحة يوم الاقتراع، كما عمد البعض إلى الفصل بين الناخبين في صفين متباعدين، واحد للرجال والآخر للنساء». وفي تعليقه على التوقعات التي تنبئ بفوز كاسح لحركة النهضة، قال العمري: «هذه موضة تعرفها منطقة شمال إفريقيا والعالم العربي، وأنا شخصيا لا يخيفني فوز «النهضة» في تونس أو الإخوان المسلمين في مصر، أو العدالة والتنمية في المغرب، لأنني متأكد من أن هذه الأحزاب ليس لها أي أفق استراتيجي في المستقبل». وحول نسبة المشاركة المرتفعة، أضاف العمري، الذي تربطه علاقة صداقة بكمال الجندوبي، رئيس الهيئة المستقلة للانتخابات، قائلا: «أنا كنت قريبا من الهيئة، وقد فوجئت كما فوجئ المراقبون بارتفاع غير متوقع في نسبة المشاركة، بعدما كانت الهيئة المستقلة للانتخابات تتوقع نسبة مشاركة ب60 في المائة كحد أقصى».