عادت قضية مقتل المغنية اللبنانية، سوزان تميم، في دبي لتشغل الصحفيين والأمنيين على حد سواء، بعد إعلان القضاء المصري نيته بدء محاكمة المتهم الرئيسي فيها هشام طلعت مصطفى، أحد أبرز رجال الأعمال ووجوه الحزب الوطني الحاكم في مصر، في 18 أكتوبر المقبل، حيث أكدت الشرطة الإماراتية ثقتها التامة في الإجراءات القضائية التي ستجري في مصر. وكان لاكتشاف وصية تميم أثر كبير في إذكاء نار الأقاويل الصحفية حولها، خاصة بعد أن أوصت لوالدتها وشقيقها دون إشارة إلى والدها، بحسب تقارير صحفية. وقالت صحيفة محلية إن شرطة دبي عثرت على وصية الفنانة القتيلة، إضافة إلى قصاصة ورقية في الشقة التي شهدت جريمة قتلها، بمنطقة «المارينا»، تحمل عبارة «الزواج أو القتل». وحسب صحيفة «البيان» الإماراتية، فقد جاء في نص الوصية: «أوصي بأن تحول ملكية كل ما أمتلك من مال أو عقار أو جواهر أو أي شيء، بل كل ما أملكه، بأن تنقل ملكيته إلى والدتي وأخي ولا أحد سواهما.. وأوصيكم بأن تزكوا وتحسنوا وأن تعتمروا لي وتحجوا عني إذا تيسر لكم، وأن تكرموني في وفاتي». ومع اقتراب موعد المحاكمة، تصاعدت حرب التصريحات بين محامي الدفاع والمجني عليها، وكان آخرها تشكيك خالد المهيري، محامي عادل معتوق زوج الفنانة اللبنانية الراحلة، في صحة وصية سوزان التي كشفت عنها شرطة دبي في 18 شتنبر، قائلا: «لا يمكن التأكد من صحة هذه الوصية دون قرائن تؤكد أن المجني عليها كتبتها بخط يدها، فضلا عن ذلك فإنه يجب الرجوع إلى قوانين الدولة التي ستطبق فيها الوصية لمعرفة شروطها». وأوضح أنه سيتخذ إجراء قانونيا بشأن هذه الوصية، ويراجع الشرطة للتأكد من صحتها وكيفية العثور عليها، معتبرا أن «تلك الأمور لا تسير بهذه البساطة، وإلا كتب أي شخص ورقة وادعى بأنها وصية». وأضاف أن والد سوزان وزوجها عادل معتوق لهما حقوق في تركتها، مهددا بأنه سوف يقاضي الجهة المسؤولة عن ظهورها لو ثبت تزويرها، «خصوصاً أن هناك أشخاصا منتفعين منها، مثل شقيق المجني عليها الذي لا يرث منها شرعا». في المقابل، أنكر رجل الأعمال المصري هشام طلعت مصطفى، من سجنه في القاهرة، أية صلة له بمقتل المغنية اللبنانية سوزان تميم. وقال مصطفى، في رسالة بعث بها إلى رئيس تحرير صحيفة «أخبار اليوم» المصرية، وهي أول تعليقاته منذ اتهامه بالقضية، إنه بريء من دم سوزان تميم، وإن القضية لفقها له من وصفهم بأنهم خصومه. وكان النائب العام المصري قد أحال هشام طلعت مصطفى إلى محكمة الجنايات فى قضية مقتل سوزان تميم في دبي في شهر يوليوز. ويتهم مصطفى بأنه أمر بقتل تميم ودفع أموالا للمتهم بقتلها محسن السكري الذي كان يعمل في أحد الفنادق المملوكة لرجل الأعمال. ووجه الادعاء العام إلى طلعت مصطفى تهم الاشتراك في الجريمة بالتحريض وتقديم المساعدة إلى محسن السكري، المتهم بالقتل العمد مع سبق الإصرار والترصد وحيازة سلاح دون ترخيص. وفي موقف طريف على هامش القضية، ألقت أجهزة الأمن بدبي القبض على دجال سوري الجنسية ادعى قدرته على تحضير روح المطربة اللبنانية التي قتلت في يوليوز الماضي في دبي لسؤالها عن قاتلها. وأشار أحد أعضاء النيابة العامة في دبي إلى أن شكاوى متعددة وردت على أجهزة الأمن من جيران المجني عليها في العقار الذي شهد حادث قتلها بتردد عجوز عليه ووقوفه أمام شقة القتيلة لساعات، حيث يقوم بإشعال البخور فيما يحمل صورتها ويهذي بكلمات غير مفهومة . وبالتحقق من هويته، تبين أنه يدعى عمار بوشادي ويبلغ 56 سنة وهو سوري الجنسية يقيم بدبي وهو عاطل، وقد علل تواجده أمام شقة المطربة اللبنانية بأنه يقوم بتحضير روح القتيلة لسؤالها عن قاتلها لفك اللغز الذي يحير جهات التحقيق.