لم تنته بعد الأزمة التي تعيشها كلية الشريعة في فاس منذ حوالي 3 سنوات، فقد انتقل «النزاع» بين أساتذتها وبين رئاسة جامعة القرويين إلى أوساط الطلاب الذين سبق لعدد من المتخرجين منهم أن نظموا اعتصامات للمطالبة بتمكينهم من شواهد التخرج، قبل أن تصل «العدوى» إلى عدد كبير من طلبة الكلية الذين قرروا الدخول في خطوة «إخلاء» الكلية لمدة أسبوع. وقال تقرير، توصلت «المساء» بنسخة منه، إن الطلبة يطالبون ب»رحيل رئيس جامعة القرويين بالنيابة كشرط وحيد للعودة إلى متابعة الموسم الدراسي». وسبق لأساتذة الكلية في السنوات الجامعية الماضية أن نفذوا عددا من الإضرابات داخل الكلية، قبل أن ينقلوا احتجاجاتهم إلى قبالة قطاع التعليم العالي في الرباط، للمطالبة ب»تنحية» عميد الكلية الذي كان أيضا رئيسا للجامعة بالنيابة؛ وانتصر الوزير اخشيشن لمطلبهم، في نهاية المطاف، وقرر تكليف أستاذ في صفوفهم بمهمة تدبير شؤون الكلية إلى حين البت النهائي في ملف كلية الشريعة. لكن التوتر سرعان ما عاد إلى الواجهة بين رئيس الجامعة بالنيابة وعميد الكلية، وانتهى بتعليق التوقيع على شهادات تخرج الطلاب (الدراسات الجامعية العامة والإجازة والماستر والدكتوراه)، مما دفع عددا من المتخرجين إلى تنفيذ اعتصامات أمام رئاسة جامعة القرويين، متحدثين عن حيف لحقهم جراء عدم تمكنهم من اجتياز عدد من المباريات بسبب عدم توصلهم بشهاداتهم الجامعية؛ ففيما يصر عميد الكلية على أن يكون توقيعه على شهادات المتخرجين، يرفض رئيس الجامعة هذا الأمر ويصر، حسب تقارير الطلبة، على أن يحذف توقيعه كشرط لكي يوقع على الشهادات. ووصل النزاع بين الطرفين إلى حد مطالبة رئيس الجامعة بمحاضر الامتحانات من عميد الكلية كشرط لإنزال توقيعه على هذه الشهادات. وبقي الوضع على هذه الحال دون أن تتدخل وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي لحل هذا النزاع الذي يخلف في طريقه ضحايا في صفوف الطلاب الذين أشاروا، في آخر تقرير لهم، إلى أن الوضع في كلية الشريعة أصبح غير مناسب أبدا لطلب العلم والبحث والمعرفة. وقالوا إنهم سيعمدون في البدء، في حال عدم استجابة الوزارة لمطلبهم، إلى عملية السحب الجماعي لشواهد الباكلوريا من الكلية. ويبرر مسؤولون في الوزارة تأخر الأخيرة في الحسم في هذا النزاع، حسب مصادر نقابية، بوجود مشروع شامل لإصلاح جامعة القرويين يدخل في إطار خطة الإصلاح الديني في المغرب. وتتبع للجامعة، التي يقترن اسمها بكونها من أعرق الجامعات في العالم، كل من كليات الشريعة في فاس وتطوان ومراكش وأكادير.