سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أرقام مفزعة تكشف أن سكان المدن التي تنشط فيها السياحة الجنسية هم الأكثر إصابة بالسيدا أكادير تحتل الرتبة الأولى و90 في المائة من حاملات الفيروس أقمن علاقات جنسية مع شركاء متعددين
«قبل يومين (يقصد الثلاثاء 5 أكتوبر الجاري) جاءني حارس السيارات وأخبرني أن الهولندي الذي يقيم ابنه هنا في تامراغت، قال له إن حالة ابنه الصحية متدهورة، وهناك احتمال لأن يموت في الأيام القليلة المقبلة، والسبب تفاقم إصابته بالسيدا»، يسترجع مصدر يقيم في «تامراغت»، قرب أكادير، التقته «المساء». الشاب الهولندي المصاب بداء السيدا في عقده الثالث. يقيم وحده في «تامرغت»، في منزل اشتراه له والده الهولندي. الابن هو ولد غير شرعي جاء إلى الحياة بعد إقامة هذا الهولندي علاقة جنسية مع إحدى فتيات «تامرغت». توفيت المرأة، التي مصابة بالسيدا و«أورثت» العدوى لابنها... الأخطر من هذا كله أن الابن الهولندي يقيم علاقات جنسية مع عاملات جنس هنا في أكادير، كما يوضح مصدر «المساء»، واحتمال نقله العدوى إليهن كبير جدا. هناك غير هذا الهولندي كثير، وعاملات الجنس في أكادير المصابات بالسيدا كثيرات، أيضا، ما زالت أغلبهن يشتغلن في الدعارة وفي السياحة الجنسية. نسبة كبيرة من المصابات قرويات، من عاملات الضيعات اللواتي يزداد «الطلب» عليهن من الأجانب، ويقمن علاقات جنسية غير محمية. تدل على كل هذه الحقائق إحصائيات شاملة وافت بها الجمعية المغربية لمحاربة السيدا «المساء». تُعرّي الاستنتاجات التي يمكن استخراجها والفرضيات التي يمكن وضعها، استنادا إلى الأرقام والإحصائيات التي حصلت عليها «المساء»، وجهاً خفيّاً وبشعا للسياحة الجنسية. البداية مع تطور الإصابة بالمرض. حسب إحصائيات جمعية محاربة السيدا، ظهر المرض سنة 1986 في الدول الغربية، وفي تلك السنة، أيضا، ستُسجَّل أول حالة للإصابة بالسيدا في المغرب. انتقل المرض، إذن، إلى المغرب من دول أجنبية. تطور المرض بشكل متسارع، فانتقل عدد المصابين من شخص واحد، سنة 1986، إلى 5700 إصابة إلى حدود 31 دجنبر 2010. الأدهى من ذلك أن 60 في المائة من حالات الإصابة تم تسجيلها ما بين 2005 و2010 فقط. 769 سُجِّلت في سنة 2010 فقط. والغريب أنه خلال السنوات الخمس هاته، بدأ تدفُّق السياح الجنسيين على المغرب، مباشرة بعد «تسونامي» 2004 في آسيا. تخص 71 في المائة من الحالات المسجلة أشخاصا يبلغون من العمر 25 و44 سنة. كانت النساء يُشكّلن 20 في المائة من المصابات، لكنهن بتن يشكلن، في سنة 2010، نسبة 48 في المائة من المصابين بالداء. نُقِلت العدوى إلى 85 في المائة من مجموع المصابين عن طريق علاقات جنسية بين رجال ونساء، تليها العلاقات الجنسية المثلية، بنسبة 3 في المائة. تطور نسبة المثليين المصابين بالسيدا راجع إلى تفاقم أنشطتهم الجنسية. لكنْ، ما حقيقة الوضع في جهة سوس -ماسة -درعة، التي اكتشفنا أنه تتركز فيها نسبة 46 في المائة من أنشطة السياحة الجنسية؟ تكشف الإحصائيات التي أعدّتها الجمعية المغربية لمحاربة السيدا حقيقة أخرى صادمة، تتمثل في تطابق تصنيف المدن المغربية من حيث وجود أنشطة سياحة جنسية، مع تصنيف هذه المدن في معدل الإصابة بالسيدا. جهة سوس ماسة درعة، التي تضم أكادير، هي الأولى وطنيا من حيث الإصابة بداء السيدا. نسبة هذه الجهة هي 25 في المائة، متبوعة بمراكش -تانسيفت -الحوز، بنسبة 20 في المائة، بمعنى أن أكاديرومراكش، اللتان تشكلان معقليْن للسياحة الجنسية في المغرب والعالم، تعرفان تسجيل قرابة نصف حالات الإصابة بالسيدا وطنيا، وبالضبط 45 في المائة. جهة الدارالبيضاء الكبرى، الثالثة في تصنيف السياحة الجنسية، كما أسلفنا، هي الثالثة أيضا في الإصابة بالسيدا بنسة 12 في المائة، ثم تقتسم، بعد ذلك، المدن الأخرى ما تبقى من النسبة، أي 43 في المائة. أغلب الإصابات بداء السيدا في سوس -ماسة -درعة ناتجة عن علاقات جنسية بين رجال ونساء، كما يؤكد تقرير جمعية محاربة السيدا. النسبة هي 90 في المائة، تليها العلاقات الجنسية المثلية، بنسة 2 في المائة. الأمر ذاته في مراكش -تانسيفت -الحوز، حيث نتجت نسبة 81 في المائة من الإصابة عن علاقات بين الجنسين، و5 في المائة عن العلاقات المثلية. هل كل المصابين بالسيدا نتيجة علاقات جنسية هم عاملو أو عاملات جنس يضاجعون أجانب؟ تُقرّبنا الإحصائيات المتوفرة ل«المساء» من الصورة، إذ تكشف أن 59 في المائة من النساء اللائي أصبن بفيروس السيدا كن يُقِمن علاقات جنسية كثيرة من عدة شركات جنسيين ومختلفين، خلال الفترة ما بين 2006 و2010. الأمر ذاته بالنسبة إلى الرجال المصابين بالداء، والذين التقط 89 في المائة منهم الفيروس نتيجة ربطهم علاقات جنسية مع عدد من الشركاء الجنسيين. اضطر هذا الوضع الجهات المعنية إلى صرف اهتمامها، في عمليات الفحص، إلى عاملات الجنس، غير أن معدل الفحص الذي تخضع له ممتهنات الدعارة في المغرب كله لا يتجاوز 3 في المائة، ويصل في أكادير إلى 5 في المائة.