سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مثليون وعاهرات «يُحتجَزون» في فنادق تختصّ في تقديم خدمات جنسية لأجانب «ترافيستي» يتقاتلون على شارع الحسن الثاني في أكادير وحمامات لممارسة الشذوذ في إنزكان
عند مغرب شمس يوم السبت ما قبل الماضي في ساحة «تالبورجت» في قلب أكادير، يتحلق صبية وفتيات، أحد هؤلاء الأطفال بدا كأنه «ترافيستي» متحول جنسيا. لبس سترة نسائية سوداء تكشف عن صدره وظهره وارتدى سروال «جينز» ملتصقاً بجسده. ماكياج خفيف على وجهه وحمرة بادية على شفاهه. وقف مُتغنّجا، يعرض جسده على المارة والجالسين، من المغاربة والأجانب، في مقاهٍ شعبية في الساحة. بالقرب منه فتاة صغيرة بلباس مثير وصبي يبيع سجائر وآخر يجلس فوق أدراج، مسندا رأسه بيديه، في استكان. مشهد صادم، لكنه «مألوف» لدى سكان أكادير. مشاهد صادمة أخرى اكتشفناها من خلال جولة في «عاصمة» السياحة الجنسية في المغرب. رافقنا في هذه الجولة مصدرٌ رفض الكشف عن هويته ومثلي جنسيا يدعى «و». يبلغ «و» من العمر الآن 42 سنة، يتحدر من تزنيت. هناك، نشأ مع والدته، المطلقة: «عشتُ مع أمي وربّتني تربية أنثوية. كانت تغادر المنزل دائما، وعندما أعود إلى المدرسة، أجد الباب مغلقا، فأتسكع في الشوارع. كان عمري 13 سنة عندما تعرضتُ لمحاولة اغتصاب أثّرت فيّ كثيرا»، يروي «و». كان ما حدث لمرافق «المساء» دافعَه إلى سلوكه الجنسي المثلي. لكن احترافه الدعارة الذكورية ارتبط بالسياحة الجنسية، كيف حدث ذلك؟.. «كان لي صديقُ مدرسة يسكن في منطقة «أنزا». أتذكر أنه كان يوم ثلاثاء من سنة 1983، عندما وجدنا الحافلة ممتلئة واضطررنا إلى الرجوع إلى منازلها مشيا على الأقدام. في الطريق، توقفت بالقرب منا سيارةُ دفع رباعي يسوقها أجنبي. طلب منا الصعود وتوجه بنا إلى فندق «ب» في أكادير. بدا أن صديقي كان يعرفه جيدا. دخلنا غرفة الفندق وناولني قطع شوكولاتة فيها «ويسكي». أعجبتْني فتناولتُ المزيد، إلى فقدتُ وعيي. مارس علي هذا الأجنبي الجنس وسلّمني نقودا. منذ ذلك الوقت، وأنا أمارس «الدعارة». منذ هذه الواقعة، وأنا أتزيّن وأقف في شارع الحسن الثاني للعثور على زبائن».. يحكي «و»، بتحسُّر بالغ، وكلماته تخرج من فمه بنبرة أنثوية ظاهرة. معتقلات الجنس تجربة «و» الطويلة في هذا المجال جعلته يعرف الأماكن التي يرتادها السياح الجنسيون، شبرا بشبر، كما يعرف أسرارهم وخبابا المثليين الجنسيين والمتحولين وال«ترافيسي» والأطفال والعاهرات والسحاقيات والقوّادات ومديري شبكات السياحة الجنسية في أكادير كلها. كانت بداية الرحلة من كورنيش أكادير. مكان جميل للغاية، أشبه بساحل أمريكيّ. أجانبُ يجالسون فتيات مغربيات في وضح النهار، وأطفال يجوبون المكان. تَعرَّف عليهم مرافقو «المساء» بسهولة. «يشتغل هؤلاء الأطفال في الدعارة ويمارسون الجنس مع أجانب. يتوجّهون، أساسا، إلى فندق يدعى «ل»، يجلسون فيه في انتظار أن يجالسهم أجانب ويذهبون معهم إلى حيث يسكنون»، يردف مرافقونا. أبرز مرافقو «المساء» أن رجال الأمن أنفسَهم يعرفون هؤلاء الأطفال ولا يعتقلونهم. الجميع هنا يدعم السياحة الجنسية، بداء من بعض سائقي سيارات الأجرة، الذين يبدؤون في استقطاب الأجانب عند نقلهم من المطارات. المدينة «بورديل مفتوح»، كما أكد مرافقونا. في طريق الكورنيش، مررنا بمطاعم ومقاهٍ كثيرة: «يداوم على ارتياد هذه المقاهي والمطاعم خليجيون.. هذا مطعم تدخله السحاقيات.. هذا الملهى يلجه أطفال يبلغون من العمر أقل من 16 سنة، دون أن يعترضهم الفيدور، الذي يخصصون له 100 درهم عن كل زبون أجنبيّ يصطادونه»، يواصل مرافقو «المساء» قبل أن يستطرد «و»: «هناك مدراءُ ملاهٍ ومطاعم وفنادق يتوسطون بين أجانبَ وعاملات وعاملي جنس. بعض هؤلاء المدراء عرب، تُسهّل عليهم جنسيتهم التواصل مع أجانب وخليجيين». وقف بنا مرافقونا أمام بناية بيضاء اعتلى جدرانَها غبار، فيها نوافذُ كثيرة. بدت خالية. «هذا هو فندق «ك»، الذي أُغلِق قبل أربع سنوات، بعد أن اقتحمه رجال الأمن ووجدوا عدة عاهرات محتجَزات هنا، كان يتم إطعامهن دون أن يُسمَح لهن بالخروج، بغرض استغلالهن جنسيا من قِبَل أجانب ينزلون هنا. فرّ مالك الفندق، بعد مداهمة رجال الأمن، إلى فرنسا، وما يزال هناك حتى اليوم»، يقول مرافق «المساء». قريبا من فندق «ك»، هناك فندق آخر، في سطحه «بار» يظهر للعيان. «تأتي فتيات قاصرات إلى هنا لاصطياد زبائن باستمرار»، يردف مرافقنا. انتقلنا، بعد ذلك، إلى «تالبورجت». هنا ساحة تحيط بها محلات تجارية ومقاهٍ رخيصة يرتادُها مغاربة وأجانب. كانت الساحة محطة للحافلات، تكتظ بعاملات جنس أو هاربات من عائلتهن، يتلقّفهن وسطاء دعارة ويضمونهم إلى شبكاتهم. «هنا، ينتشر أطفال مُشرَّدون يتم استغلالهم جنسيا. أعرف العديد منهم. يُفْرطون في شرب «لانكول» نهارا، إلى أن يفقدوا الوعي في الليل، لأنهم يعرفون ما سيجري لهم. يتعرضون، يوميا، لاغتصابات من قِبَل أصدقائهم أو أجانب يتم «بيعُهم» إليهم لليلة واحدة»، يبرز أحد مرافقينا. ينتشر هؤلاء الأطفال، عادة، تحت قناطر معروفة، بينها قنطرة «جورْ إي نْوي» أو قنطرة أخرى قرب خِراب أكادير، القديمة، وإلى جانب المخيَّم الدولي، حيث تنتشر صيفا «كارافانات» سياح يبيتون فيها ويمارس فيها بعضهم الجنس مع عاملي وعاملات جنس، كما أكد مرافقونا. غيرَ بعيد عن ساحة «تالبورجت»، توجد ثانوية شهيرة. أكد جلُّ من التقتْهم «المساء» على أن عديدا من تلاميذها وتلميذاتها يمارسون الجنس مع أجانب مقابل أموال. «طيلة اليوم، تُركِب سيارات الشارع المقابل لباب الثانوية لاستقطاب تلميذات قاصرات وتلاميذ. بات الأمر يشمل حتى الإعداديات. هذا هو الخطير»، يوضح «و». يُستدرَج الأطفال والفتيات القاصرات من قِبَل أجانب، غالبا، كما يوضح «و»، إلى شقق يسكنونها. توجد شقق بها عدد كبير من السياح الجنسيين في عمارة مشهورة بهذه الممارسات، تسمى «أ». «قبل مدة، داهم رجال الأمن شقة في هذه العمارة يقطنها ألماني في عقده الخامس، فعثروا على السائح ومعه ثلاثة أطفال. كسرت الشرطة باب الشقة على حين غرة إثر شكاية تقدمت بها والدة طفل ظل الألماني يستغله جنسيا»، يقول مرافقنا «و»، قبل أن يضيف: «بيَّن التحقيق أن الألماني يغري الأطفال وأبناء المدارس بأنْ يقتنيَّ لهم قنينات كولا يضع فيها قطرات من مُنوّم، قبل أن يقتادهم إلى شقته ويمارس عليهم الجنس... هذه هي الطريقة التي يتّبعها الأجانب، عادة، مع الأطفال، مثل ما حدث لي أنا أيضا». غير أن الأطفال لا يُستدرَجون، دائما، دون موافقة من آبائهم. هذا ما كشف عنه «و»، الذي أكد أنه يعرف أمهات وأخوات وآباء يُشجّعون أبناءهم وإخوتهم على ممارسة الجنس مع أجانب، «تُجبِر بعض الأمهات العازبات أبناءهم «الحْرايميّينْ» على الخروج معهم لممارسة الدعارة»، يقول «و». «شوفوني» وحمّام العشاق قادتْنا رحلة اقتفاء أثر العاملين في السياحة الجنسية إلى أحياء معروفة بوجود شقق وفيلات مفروشة فيها يستغلها أجانب لتنظيم ليالٍ حمراءَ وممارسة الجنس مع فتيات وفتيان مغاربة. حي «الشرف» أشهر هذه الأحياء... الكلام هنا لمسؤول أمني التقتْه «المساء». هنا، تكترى شقق مقابل 2000 درهم لليلة الواحدة من أجل تنظيم ليالٍ حمراء. لا يتدخل الأمن إلا إذا كانت هناك شكايات من السكان في حالة إزعاجهم. هذا ما جاء على لسان هذا الأمني. «أعرف راقصة تقيم هنا في حي «الشرف»، اعتزلت و«تفرّغتْ» لممارسة القِوادة وإعداد بيوت للدعارة. تختص هذه الراقصة في التوسط بين عاملات جنس وخليجيين، كما أنها تشتهر بجلب نساء متزوجات للخليجيين، تحت الطلب»، يوضح «و». يؤكد كل من التقتهم «المساء» أنه من حي «الشرف» انطلقت السياحة الجنسية في أكادير، قبل أن تنتهي إلى حي راق آخر يدعى «إليغ». هنا، فيلات فخمة مملوكة لمسؤولين وأثرياء، إلى جانب فيلات يملكها أجانب، وخليجيون بالتحديد. تقام في إحدى هذه الفيلات ليالٍ حمراء، قبل أن يداهمها رجال الأمن، مؤخرا، ويضبطوا داخلها أجانبَ مُتلبِّسين بممارسة الجنس مع مغربيات، وفق ما أكد مصدر «أمني ل»المساء». نعود إلى وسط المدينة. حل الظلام الآن. في هذه اللحظة، تتكثف الخطى وينتشر أشخاص معروفون. البداية من «الباطوار، هنا توجد محطة الطاكسيات. الحركة كثيفة هنا. رجال يتسمرون بجانب أشجار أو يتكئون على جدران، يرمقوننا بنظرات متفحّصة، «يتكلف أغلب هؤلاء بالتوسط لعاهرات يأتين إلى أكادير من مدن مجاورة، مثل إنزكان والدشيرة وآيت ملول»، يقول «و». من «الباطوار»، تبدأ رحلة عامل وعاملات الجنس ليلا، عبر شارع الحسن الثاني. يلقب الشارع هذا بشارع «شوفوني»، لأن كثيرا ممن يترددون عليه همُّهم الظهور للمارة، لأغراض عدة، لاقتناص سياح جنسيين، في الغالب. يجلس شواذ وعاملات جنس في مقاهٍ معروفة لاصطياد الزبائن من الشارع، ولا يتحركون من أماكنهم حتى يجتذبوا زبونا. بعض عاملات الجنس طالبات في الجامعات، كما يؤكد مرافقونا... بداية من الواحدة ليلا، تخفّ الحركة. يختفي المارة العابرون ويستعمر شارعَ الحسن الثاني زوار من نوع خاص، متحولون جنسيا، مثليون لا يمكن أن تُميّزهم عن النساء. يستمر وجودهم هنا، كما يوضح «و»، حتى الثالثة صباحا. ينقسمون إلى مجموعات، كل مجموعة تنتشر في مكان من الشارع في انتظار زبون، «سبب تجمُّعهم هو مواجهة السكارى واللصوص الذين يضايقونهم ليلا ويعتدون على بعضهم جنسيا، لذلك فإنهم يحملون معهم أسلحة بيضاء ويدافعون عن بعضهم البعض»، يقول «و». من شارع الحسن الثاني في قلب أكادير، انتقلنا إلى أماكنَ أخرى مجاورة يشار إلى أنها معاقل للسياحة الجنسية. «بنسرغاو»، إنزكان، «بيغرا»، والدشيرة الجهادية... مناطق ومدن لا تفصلها عن أكادير سوى قواعد عسكرية ومنازل مملوكة لكبار العسكريين. في هذه المنطقة من المغرب، تُسجَّل أكبر نسب الإصابة بالسيدا، هل يكون السبب هو السياحة الجنسية؟!... سؤال أجاب عنه مرافقونا بالإيجاب جزما، «يوجد في إنزكان حمّام يسمى حمام «العشاق»، تُمارَس داخله أعمال لواط بين مغاربة وأجانبَ. يدخل الزبون ويجلس في الصالة. وعندها، يبادله شخص آخرُ نظرات توحي برغبته في ممارسة الجنس، فيلِجان، معا، حجرة مغلقة».. يوضح «و»، قبل أن يردف، بتحسر كبير: «لا يواصل عدد كبير من الأطفال دراستَهم بسبب إغرائهم بممارسة الجنس مع أجانب مقابل أموال.. تُغريهم «النِّعَم» التي يحصلون عليها، ولكن عندما يتقدم بهم العمر، ينتابهم الندم وتستبدّ بهم الحسرة.. أنا شخصيا، أندم على ما قمتُ به في فترات شبابي.. لم أجْنِ شيئا.. أصبتُ بالسكري وقل نظري وتردّتْ صحتي»...
«كوغار» وأجنبيات سحاقيات يُلهبْن ليل أكادير في أكادير سحاقيات، أيضا. يُقدّمن خدمات جنسية لسائحات يبحثن عن لذة «مثلية». أغلب عاملات الجنس السحاقيات في أكادير قادمات من مدن أخرى، خاصة من القنيطرة، كما يؤكده مصدر ل«المساء». نعود إلى ساحة «تالبورجت». هناك، تجلس نسوة أجنبيات يبحثن عن عاملي أو عاملات جنس صغار. تكون هؤلاء الأجنبيات، غالبا، متقدمات في السن. يُسمَّيْن «الكوغار». يستدرجن فتيات صغيرات لممارسة السحاق معهن. الأجنبيات اللاتي يقبلن على السحاق هنا في أكادير معروفات، لقلتهن. يعرف «و»، المثلي جنسيا، ومصدر آخر ل«المساء» أشهرهُن، تدعى «زوغا»، واسمها الأصلي «الزوهرة». شابة جزائرية تبلغ من العمر 25 سنة، «تتردد زوغا بشكل دائم على ملهى «ب.ك»، هناك، تقتنص عاملات جنس لا يحترفن السحاق، ولكن «زوغا» تُغريهنّ بالمال، تُسلمهُنّ 1000 درهم، وهن يُقبِلن على ممارسة الجنس معها لأن ذلك أكثرُ أمانا من ممارسة الجنس مع الذكور»، يقول «و». تتم طريقة اقتناص عاملات الجنس، المعروفة هنا في ملاهي أكادير، بانتظار الزبونة عاملةَ الجنس التي أعجبتها إلى أن تدخل إلى المرحاض، عندها، تلحق بها وتلمسها في أجزاء من جسدها، مازحة، وإذا لم تبادر عاملة الجنس برد فعل قويّ، فإنها تعرض عليها الذهاب معها من أجل ممارسة السحاق...
عصابات ضمنها 400 مثلي ومتحولون جنسيا يحترفون «الملالي» «يختلف» شارع الحسن الثاني في قلب مدينة أكادير بداية من الواحدة ليلا عما يكون عليه في أي وقت آخر. في هذا التوقيت، يبدأ مثليون ومتحولون جنسيا في الظهور ل«اصطياد» زبائن. «هناك حوالي 400 مثلي ومتحول جنسيا يمتهنون الدعارة في أكادير. ينتظمون في شكل عصابات ويُقسّمون الشارع بينهم إلى مناطقَ لا يجوز لأي مثلي من «جماعة» أخرى أن يدخل إليها»، يكشف مصدر أمني. يُبرِز «و»، المثلي الذي التقته «المساء»، أن عامل جنسي متحول جنسيا يلقب ب«زوزو» هو أخطر وأشهر المشتغلين في مجال الدعارة في أكادير. شاب يبلغ من العمر 22 سنة، يتحدر من مدينة صفرو: «عند الثانية ليلا، يظهر «زوزو»، لابسا ملابسَ نسائية وحاملا حقيبة أنثوية، بالقرب من مخبزة «ت». يظنه الزبائن فتاة، بسبب مظهره.. وعندما يذهب مع الزبون إلى بيته ويتفاجئ الأخير بأنه ذكر، يخرج سكّينا كبيرا من حقيبته ويهدد الزبون ويسلبه ماله وممتلكاته»، يقول «و». لم يتمَّ القبض قَطّ على «زوزو»، بسبب سلوكه هذا، الذي اشتهر به، رغم أنه معروف لدى رجال الأمن في أكادير: «هناك رجال أمن يكونون في فترة المداومة الليلية، يعتقلونه ويطلبون منه القيام ب«كوجاك»، ثم يطلقون سراحه.. واش فْهمتي؟!..»، يستطرد «و». أصبح الشذوذ والدعارة المثلية مرتبطين، إذن، بالسرقة والسطو. صار لهذين السلوكين الإجراميين اسم. يُسمّيه عاملو وعاملات الجنس «الملالي».. «يقصد ب«الملالي» عملية سرقة المثليّ للزبون. يتم ذلك، أساسا، قبل أن يستيقظ الزبون صباحا. لقد أضجتْ هذه الممارسة شائعة هنا»