نعلم جميعا أن الزواج رباط مقدس بين رجل وامرأة، وللحفاظ على قوته وشكله المميز لابد من تغذيته بما يحتاج إليه من مرطبات ومثبتات تزيد من متانته، ولن أتحدث في هذا المقال عن الحفاظ على العلاقات الزوجية بالطرق التقليدية، لكنني سأذكر هنا عوامل موجودة في حياتنا ولكن لا ينتبه إليها الكثيرون معتقدين أنها ليست هامة، وقد لخصناها لك عزيزي القارئ في نقاط بسيطة ومختصرة فخير الكلام ما قل ودل. تزوج من الشخص المناسب: هناك وسيلة واحدة فقط تعرف من خلالها إذا كان الشخص الذي دق له قلبك هو الشخص المناسب ليكون زوجا لك أم لا، ونعرف ذلك بواسطة قضاء المزيد من الوقت معا والتعامل عن قرب. وينصح خبراء العلاقات الزوجية بأن تطول الخطبة بين الطرفين، وذلك ليكتشف كل طرف جميع جوانب شخصية الطرف الآخر بكل ما فيها من إيجابيات وسلبيات حتى لا تكون هناك مفاجآت بعد الزواج. أما الزواج السريع فيكون بمثابة زواج صندوق مغلق بصندوق آخر مغلق وبعد الزواج ينفتح كلا الصندوقين ويفاجأ كل واحد بما في داخل الآخر، ومن المؤكد أنه ستكون هناك مشكلات ومفاجآت غير سارة. اجعل زواجك هو قمة اهتماماتك: إذا تزوجت، لا يجب أن يحتل أي شيء بحياتك اهتماما يعلو على الزواج، بل يجب أن يكون في قمة اهتماماتك والأهم لديك حتى لو كانت الأشياء الأخرى التي تشغلك هي أطفالك وعملك. لا يجب أن ينطق قلبك أو لسانك كلمة الطلاق: اعلم أنك إذا التزمت وأخلصت النية ببناء علاقة زواج صحية ودائمة، عن طريق التعهد لله أولا ولشريك حياتك ثانيا بعدم نطق كلمة الطلاق أو أي شيء آخر, فقد يجعل ذلك الطرف الآخر يشك في أنك لا تخلص له بنسبة 100%. لا تتجادل مع زوجك على أشياء بسيطة وتافهة: تجري العادة عند الزواج لأول مرة على تجادل الزوجين في كل صغيرة وكبيرة تقابلهما مهما كانت تلك الأشياء تافهة ولا تستحق أن يتم التحدث عنها، وهذا ما يحول الحياة إلى مأساة. لذا يجب أن يتخذ كلا الزوجين تعهدا وقرارا بعدم التجادل معا على الأشياء التافهة، وإذا طرح أي منهما موضوعا يجب أن يستمع الطرف الآخر إليه بجدية ويحترم ما يقول. ضع الخروج معا أسبوعيا أولوية لديك: لا تسخر أو تقلل من هذه النصيحة فهي عامل شديد الأهمية، اخرجا من البيت واستمتعا بوقت جميل معا، وخلال هذا الوقت يجب أن تكون كل الموضوعات التي يتم التحدث بها أشياء تهم كلا الطرفين وتسعدهما وتجنب الأشياء الأخرى التي تضايق الطرف الآخر أو قد تخلق نوعا من التوتر. البحث عن 30 دقيقة على الأقل لتقضياها معا يوميا: لتستمر الحياة لابد من وجود وقت يتلاقى خلاله الزوجان معا داخل بيت الزوجية، ويمكن أن يكون هذا الوقت في فترة الصباح قبل أن يذهب كل منكما إلى العمل، أو خلال فترة الظهيرة أو المساء بعد الانتهاء منه. يجب أن يخدم كل منكما الآخر: يجب على كل طرف أن يعرف كل ما يحتاج إليه الطرف الآخر من متطلبات ولو بسيطة ليقدمها إليه، فقبل أن يطلب شريك حياتك أي شيء احرص على تقديمه له، وقبل أن يشتهي وجبة معينة يجب طهيها له وغيرها من الأشياء التي تجعله يشعر بأهميته لديك ومدى حرصك على إرضائه. تواصلا معا: التواصل الفعال هو أمر حاسم وشديد الأهمية لاستمرار الزواج بين اثنين، وتبرز أهميته بشكل خاص خلال الفترات الصعبة التي يواجهها أي طرف، لكن يجب أن يتم التواصل بطريقة مهذبة بحيث يستمع كل واحد للآخر باحترام واهتمام. اهتم بنفسك: تشمل هذه النقطة الاهتمام بنفسك بشكل تام بداية من الجمال الداخلي الذي يشمل الصحة العامة حتى الجمال الخارجي الذي يشمل الملبس والزينة واللياقة. ابعد عن الأشياء المطلقة وكن مرنا: وهذا يعني عدم استخدامك للكلمات التي تقيد الشخص وتفرض عليه شيئا بصفة دائمة أو تنهيه عن شيء بصفة دائمة أيضا، فالحياة بحاجة إلى بعض المرونة والتغيير حسب ما تتطلبه الظروف. تفهم جدية وصعوبة الحفاظ على استمرار الزواج: بناء حياة زوجية دائمة ليس بالشيء اليسير، حيث يمر الزواج بكثير من الأوقات الصعبة التي قد تسبب انهياره، وخلالها يجب الذهاب إلى مستشارين لحل ما نواجه من مشكلات، ونتحدى أنفسنا بالحفاظ على هذا الزواج بكل ما نملك من قوة وهذا يتأتى من رغبتنا الداخلية القوية في الإبقاء على رابطة الزواج المقدسة. كن عاملا محفزا لشريك حياتك: على كل طرف من أطراف العلاقة الزوجية أن يكون مصدر إلهام ودعم وتحفيز للطرف الآخر وخاصة خلال الأوقات الصعبة والأزمات، أو بدء مشروع جديد فكن دائما بجانب حبيب قلبك ادعمه وسانده لأنك المشجع الأول له. دائما احرصا على الاحترام المتبادل: يشمل الاحترام طريقة التواصل بينكما، الطريقة التي يتحدث بها كل طرف عن الآخر أمام الغير، والطريقة التي يتعامل بها كل طرف مع الآخر. اتخاذ القرارات العائلية معا: يجب أن يعلم الزوجان أن العلاقة الزوجية هي علاقة جماعية مثل علاقة أطراف الفريق الواحد، لذا عند اتخاذ أي قرار يجب أن يكون قرارا جماعيا وليس فرديا. اترك أعباء العمل ومشكلاته في العمل: عندما تأتي إلى البيت، حاول على قدر الإمكان مقاومة رغبتك في التحدث عما حدث لك بالعمل ولا تتحدث عنه إلا إذا طلب الطرف الآخر الاستماع إلى ما قابلك به، وبدلا من ذلك ركز على قضاء الوقت معه في موضوعات واهتمامات مشتركة بينكما. لا تكن الأحقاد: عندما يحدث بينكما أي اختلاف أو إساءة حاول أن تتخطاها ولا تبقيها بقلبك حتى لا تتحول إلى حقد داخلي يفسد العلاقة، وتجنب العودة إلى الماضي بما فيه من لحظات مؤلمة حتى لا تنبش في الجراح بعد أن أوشكت على الالتئام.