يشتكي تجار الجملة بعدة مدن صحراوية، خاصة بمدينة العيون، التي تعتبر المزود الرئيسي للسلع، من ظاهرة التزوير التي طالت العطور، والتي اكتسحت أسواق المدينة مستفيدة في ذلك من ضعف إجراءات المراقبة، وتأتي في مقدمة هذه السلع المزيفة تجارة العطور التي، حسب ما صرح به ل«المساء» إبراهيم الخليل كنتاوي، أحد تجار الجملة وعضو غرفة التجارة والصناعة والخدمات لجهة العيون بوجدور الساقية الحمراء، تم تزييف علامات تجارية لماركات عالمية معروفة بجودتها، وتعرف إقبالا كبيرا من مختلف الأقاليم وخارج المغرب. «حيث أصبحت العديد من العلامات التجارية الفرنسية والإسبانية للعطور المشهورة على الصعيد العالمي عرضة للتزييف، واتخذت لها موقعا في المحلات التجارية بمختلف أسواق المدن، مما أثر سلبا على رواجها التجاري بالمنطقة، كما يؤكد ذلك إبراهيم الخليل الذي لم يخف استياءه من هذا الأمر. وأشار المصدر ذاته إلى أن منطقة المعبر الحدودي مع الجارة الجنوبية موريتانيا –الكركرات- تعتبر المعقل الرئيسي لاستيراد هذه العطور من موريتانيا، إضافة إلى مادة الشاي التي أضحت هي الأخرى ضحية التقليد بعد تزييف الماركة المسجلة الأصلية للشركة الأم بالعيون، وهو ما دعا تجار الجملة إلى مطالبة الجهات المعنية بالتدخل الفوري للحد من ظاهرة التزوير التي تهدد التجارة في الصحراء بالسكتة القلبية، وستكون تداعياتها وخيمة. وتتعدد أوجه رداءة الصنع في عدد كبير من منتوجات العطور، التي تلج أسواق الصحراء عن طريق منطقة الكركرات ثم الدارالبيضاء وطنجة، دون أن تحمل علامة تجارية ولا عنوانا للمنتج، وإن كان في غالب الأحيان يتم وضع علامة تجارية مستنسخة عن الماركة الأصلية، ومما شجع على تداول هذه العطور ضعف إجراءات الفحص، ومن تم عدم تفعيل المواصفات التقنية. وأكد أحد تجار الجملة الصحراويين بالعيون أن تجارتهم أضحت مهددة بالإفلاس بفعل المنافسة غير المتكافئة للمساحات الكبرى التي اكتسحت بشكل كبير عددا من المدن. ويقول تاجر آخر إن هناك العديد من الشكايات التي وجهت إلى الجهات المعنية، وعلى رأسها مصالح الجمارك التي «راسلنا مديرها الجهوي بالعيون قصد التدخل لحماية التجارة في الصحراء»، يقول المصدر نفسه.