كشفت عائلة مراد عيبوس، الذي اعتقلته السلطات الأمنية مؤخرا، عن ملابسات اعتقال ابنها الشهير ب«الذئب المنفرد»، والمتهم بالتخطيط لاغتيال شخصيات عمومية وأمنية. وحكى إبراهيم عيبوس، والد مراد، ل«المساء»، خلال زيارة قامت بها إلى منزل العائلة بدوار أولاد سيدي مسعود بتيط مليل، كيف حاصرت أزيد من 20 سيارة أمن جميع الأحياء المجاورة للدوار، وكيف داهم عدد كبير من الأمنيين منزل العائلة في الواحدة والنصف بعد منتصف ليلة فاتح أكتوبر الماضي، فيما أكدت والدة المعتقل أن أزيد من 30 عنصرا أمنيا اقتحموا منزل العائلة، مشيرة إلى أنها خاطبتهم قائلة: «واش نتوما شفارة؟»، قبل أن يجيبها أحدهم: «نحن رجال أمن». وأضافت والدة المعتقل في حديثها ل«المساء» أن رجال الأمن سألوها في البداية عن زوجها، فقادتهم إليه، قبل أن يسأله أحدهم «فين هوما اولادك؟». بعد ذلك «وضع اثنان من رجال الأمن ركبتيهما على ظهري ابني مراد وعبد العظيم وشلا حركتهما. وبعد أن تعرف رجال الأمن على ابني مراد قيدوا يديه إلى الخلف وقادوه نحو الخارج، فيما ظل مراد ينظر إلي باندهاش وهو يقول: ما عرفت مالهم.. ماعرفت مالهم»، تحكي والدة المعتقل. أما نورا، شقيقة مراد، الأستاذة بمدينة طنجة، والتي كانت تلبس البياض حزنا على زوجها الذي توفي قبل أربعة أيام عن اعتقال أخيها، فقد حكت كيف أن شقيقها مراد قضى شهر رمضان الأخير في «مسيد» بمدينة طنجة يحفظ القرآن، وكيف تحول، خلال مساره الدراسي، من طالب بالمدرسة العسكرية بمراكش، إلى دراسة العلوم الرياضية، قبل أن يحصل على باكلوريا «أصيل» ويتجه نحو «الدراسات الإسلامية» بكلية ابن مسيك بالدار البيضاء. ونفت والدة «الذئب المنفرد» أن تكون المواد، التي حجزتها العناصر الأمنية، تعود إلى ابنها مراد، وقالت: «هي مواد أغلبها نسائية، وابني لن يتعرف عليها لأن هذه المواد تخصني شخصيا ولم يسبق له أن رآها». وحددت الأم المواد التي صودرت في قنينة لزيت الزيتون تستعملها للشعر، ووعاء يحتوي على سائل مزيل لطلاء الأظافر، ومحلول طبي للاغتسال يخص زوجة ابنها التي وضعت مولودها مؤخرا، وصابون سائل من نوع «فا»، بالإضافة إلى كيس بلاستيكي به إبرة ومداد لتعبئة الطابعة و«كولا» خاصة بالخشب. وحكت والدة مراد كيف أن رجال الأمن عندما عثروا أول مرة على هذه المواد في غرفة نومها رموا بها فوق السرير، نظرا لانتفاء العلاقة بينها وبين المواد المتفجرة، التي كانوا يبحثون عنها، لكنهم عادوا يجمعونها بعدما لم يعثروا على أي متفجرات. وقالت الأم إن أحد العناصر الأمنية خاطب صديقه، الذي كان يهم بحجز قارورة المداد، قائلا: «هذاك غير مداد خليه»، فأجابه الآخر: «لا.. ناخدوه». وأضافت بأنهم بعدما أخرجوا ابنها مراد «عاد أحدهم يسأل عن إناء فيه بعض المواد قال إنه يوجد أسفل السرير، وقد فتشوا المنزل كمن يفتش عن إبرة». فيما قال والد مراد: «لقد أكد لنا رجال الأمن أنهم لن يظلموا ابني ولن يمسوه بسوء، وأنهم سوف يحللون تلك المواد وإذا ثبت أن لا علاقة له بها سوف يخلون سبيله، وأنا متأكد أن ابني لا علاقة له بالمنسوب إليه». وكانت المديرية العامة للأمن الوطني أعلنت في وقت سابق عن اعتقال مراد عيبوس، المتحدر من تيط مليل والمزداد صيف العام 1990، بتهمة التخطيط لاغتيال عدد من الشخصيات وكذا تفجير منشآت حسّاسة. وأضاف المصدر أن المعني بالأمر كان يدمن على ولوج عدد من «المنتديات الجهادية» المتوفرة على الإنترنت، بأسماء مستعارة، أبرزها «أبو همّام» و«كتيبة الخراساني» و«خالد أيمن»، مشيرة إلى أن «الذئب المنفرد» تمكّن عبر الإنترنيت من طرق صناعة المتفجرات وضبط العبوات الناسفة، عبر مخطوطات ووصفات حمّلها من الشبكة الإلكترونية قبل أن يقتني عددا من المواد الكيماوية المستعملة لنفس الغرض.