أسرة الغاني تحكي القصة الكاملة لمقهى ببني أنصار أطاحت ب 70 مسؤولا و عنصرا بالدرك و البحرية الملكية و القوات المساعدة عمره 44 عاما و لم يسبق له أن غادر المغرب أو حتى زار مليلية المحتلة، يملك منزلا بحي أولاد بوطيب و يسير مقهى في ملكية والده في ميناء بني أنصار، رفاقه و أفراد عائلته يؤكدون أنهم فوجئوا بخبر إعتقاله و إتهامه بأنه زعيم شبكة تهريب دولية للمخدرات، حكاية رجل أسقط و أطاحت إعترافاته ب70 مسؤولا و عنصرا بالدرك و البحرية الملكية و القوات المساعدة.. و اللائحة ما تزال مفتوحة، نسبت إليه وزارة الداخلية العمل لحساب جهات في بلجيكا و إسبانيا و هولاندا و إمتلاك زوارق سريعة لتهريب الحشيش و أرصدة بنكية خيالية. و في مقابل هذه الإتهامات تطالب عائلته بإجراء خبرة طبية عليه تؤكد أن جميع الإعترافات إنتزعت منه تحت التعذيب بمعتقل ديستي بالتمارة و أن الملف “فجر” لتصفية حسابات بين جهات معنية. «أمحمد» ليس مهربا ولا بارون حشيش، لقد ضخموا ملفه ليغطوا على نشاطا كبار المهربين، و نحن لا نبرئه وإنما نطالب الجهات المعنية بتقديم و لو دليل واحد يثبت أنه متورط في تهريب المخدرات إلى إسبانيا، الكلام لشقيق أمحمد الغاني، المنسوب إليه من طرف المصالح الأمنية المغربية أنه الزعيم المفترض لشبكة الناظور. شهادة الجيران في حي يقع غرب الناظور ويسمى «أولاد بوطيب» تقيم عائلة «الغاني» في منزل مكون من طابقين، وكل من تسأله من الجيران عن «أمحمد» يبادر إلى القول إن الرجل ليس بالصورة التي رسمها البلاغ الصادر عن وزارة الداخلية أو ما تداولته وسائل الإعلام من معلومات حول بارون مخدرات يعمل لصالح جهات في إسبانياوبلجيكا وهولندا. »أمحمد الغاني» بالنسبة إلى جيرانه يمكن أن يكون “حمال” حشيش أو سمسارا أو عنصرا عاديا في شبكة لتهريب المخدرات، أما اتهامه بتزعم مافيا دولية تهرب الحشيش، فهو أمر مبالغ فيه، حسب تصريحاتهم. يتحدر «أمحمد» من منطقة أولاد بني سعيد بضواحي الناظور، توفيت والدته نهاية ثمانينات القرن الماضي، وتزوج والده امرأة أخرى، ما دفعه إلى التكيف مع وضع جديد، تحول، بموجبه، إلى مسير مقهى في ملكية أبيه بميناء بني انصار. تسير المقهى بالميناء نجح «الغاني» في تحويل مقهى والده بالميناء إلى مطعم شعبي يعرض فيه وجبات أسماك، حولته إلى مقصد لرجال أمن والدرك والبحرية الملكية والقوات المساعدة، بل إن ضباطا كانوا يحرصون على تناول وجبات “السردين” عند «أمحمد». أذا كان رجال أمن و دركيون يترددون بكثرة على المطعم، وكانت تربطهم علاقة متميزة بامحمد، الذي كانت تصرفاته طبيعية، بل إنه كان يفضل المبيت في المقهى أو في الميناء أو في سيارة يملكها شقيقه، يقول عامل في مطعم «الغاني»، عمل إلى جانبه لمدة أربع عشرة سنة.المثير أن المطعم أو المقهى لا تبعد سوى مائتي متر عن المركز الرئيسي لأمن ميناء بني انصار، بل إننا فوجئنا أن رجال أمن ما يزالون يتناولون وجبات “السردين” فيها، حتى بعد اعتقال «الغاني»، و اكثر من ذلك أنه في بعض المرات يعمل مسؤولون في أمن الميناء إلى طب “الخدمة» في مكاتبهم. رجال الأمن في بني انصار يعرفون جيدا «الغاني»، أكثر من معرفته بعناصر الدرك والبحرية الملكية والقوات المساعدة، بحكم أنه كان يقضي النهار وجزءا من الليل في الميناء وتحت مراقبتهم، فكيف يتهم بتهريب المخدرات، وكان يقضي أغلب أوقاته بالمقهى وأمام أعين عناصر الشرطة، تعقب شقيقته. تصفية حسابات لا تترد شقيقة «الغاني» في القول إن اعتقاله دافعه تصفية حسابات بين جهات تسعى إلى الإطاحة بمسؤولين في الدرك والبحرية الملكية والقوات المساعدة، ما يفسر، حسب قولها، تعذيبه في مقر المخابرات بتمارة لانتزاع اعترافات تورط كبار وصغار مسؤولي أجهزة المراقبة الأمنية و العسكرية بالناظور. ”واش إذا كان خويا مهرب حشيش، كانوا يديا يكونوا هاكدا، راني تانخدم فخدمة مكرفسة، باش نصرف على راسي، واش إذا منطقي، راه طلقو على خويا امحمد الإشاعات وصنعو منو مهرب كبير، أو هو حتى حاجة من هذاك الشي”، التصريح لشقيقة الغاني، التي لا تتحدث سوى بالأمازيغية، واضطررنا إلى الاستعانة بشقيقها لترجمة أقوالها. تفرض المصالح الأمنية والمخابراتية مراقبة على مقهى «الغاني» في ميناء بني انصار، وكل شخص غريب يتردأ عليها يفاجأ بعناصر بالزي المدني تطلب منه مرافقتها إلى المركز الرئيسي للأمن لتحقيق هويته. كل بحار تسأله في الميناء عن «أمحمد» يرد عليك بالقول أنا نتابع كل ما ينشرعنه في الصحف، لكن إلى حد الأن لم نستسغ الأمر، لأننا نعرفه جيدا، الرجل كان يبيت في المقهى أو في سيارة شقيقه، لكن ما يمكن أن نؤكده أن علاقته بعدد من رجال الأمن والدرك كانت جيدة، وكانوا يترددون عليه، لتناول وجبات السمك، وفي بعض الأحيان ينقلها مستخدموه إليهم في مكاتبهم. ويقول أحد المستخدمين في ميناء بني انصار ‘شوف أخويا راه امحمد خرج عليه فمو، لقد كان في كثير من المرات يدعي معرفته بمسؤولين في الأجهزة الأمنية، ويضطر إلى الكذب أحيانا لكسب ثقة مرتادي المقهى ليصنع من نفسه شخصية هلامية كي لا يتجرأ أحد على تجاوزها في الميناء”. مراقبة الديستي قبل ثلاثة أسابيع من اعتقال _”الغاني”، فرض جهاز ديستي. على الرجل مراقبة لتحديد علاقاته، بل إن المخابرات استعانت بمخبرين و جندت آخرين لهم علاقة به. و يحكي أحد مستخدمي مقهى بني انصار، أقبل أيام من اعتقاله، كنآ نفاجأ بأشخاص غرباء يرتادون المطعم بالميناء لتناول وجبات السمك، بل إنهم كانوا يسألونني عن امحمد، وعن أهميته وقدراته، وكنت أرد عليهم أن الرجل مجرد مسير بسيط لمقهى يملكها والده، وكانوا يركزون على معرفته بمسؤولين في الأجهزة الأمنية وقدرته على التوسط لهم، وكنت أرد عليهم بالقول إن لسانه أقوى من يديه.. وقضى أمحمد.، حسب شهادة زوجته، ليلة وأمر السنة بين عائلته، وفي اليوم الموالي، لم يغادر المنزل، إلا في حدود الساعة السادسة مساءا، وحينها كآن عناصر المخابرات في انتظاره أمام باب البيت، إذ اقتحموا المنزل وصعدوا به إلى الطابق الثاني، وكان مكبل اليدين. وتقص زوجة الغاني. ما حدث مساء يوم فاتح يناير الماضي وتقول “كان عددهم أزيد من 13 شخصا بالزي المدني، واقتحموا المنزل وضربوا رأس أمحمد. مع جدار البيت، وكانوا يصرخون في وجهه و يطالبونه بالاعتراف بمكان ما أسموه “الوثيقة”.، وصعدوا به إلى الطابق الأول وسألوني عن مكتبه، وسألتهم بدوري عن هوياتهم بالتحديد، وردوا علي أنهم أصدقاؤه.. الرعب بين أفراد عائلة الغاني زرع ضباط المخابرات الرعب بين أفراد عائلة «أمحمد» طليلة حوالي نصف ساعة، وما تزال ابنته وعمرها لا يتجاوز تسع سنوات تعاني صدمة نفسية. “لقد فتشوا غرفا بالمنزل وكانوا يتصرفون مثل أفراد العصابات، وزرعوا الرعب في العائلة، وكانوا يبحثون بجنون عن ما أسموه وثيقة أو ورقة، و عندما حجزوها في غرفة «أمحمد» غادروا واقتادوه إلى وجهة مجهولة، رغم أنهم قالوا لنا إنهم سيأخذونه إلى مكان قريب و يخلون سبيله، وأن علينا انتظاره، تؤكد زوجة «الغاني». وتحدثت ابنة «الغاني» عن عناصر المخابرات الذين حاصروا المنزل وقالت “كانوا يحاصرون والدي في الطابق الأول وعندما سألتهم عن من يكونون، أجابوني أنهم أصدقاء والدي، لكني قلت لهم إن أبي ليس له كل هذا العدد من الأصدقاء، وصرخوا في وجهي وطبوا مني الإنصراف. وحسب زوجة «أمحمد»، فإن الأشخاص الذين اقتحموا المنزل، فتح أحدهم باب غرفة ابنتها، و وجدها نائمة، ليطب منه رفاقه عدم إزعاجها. وقالت زوجة «الغاني» إن “لأشخاص الذين اقتحموا البيت لم يعرفوا بأنفسهم وأخذوا زوجها إلى وجهة مجهولة، وأن عائلته بحثت كنه طيلة 13 يوما لدى المصالح الأمنية والقضائية، ونفى الجميع علمه بمكانه، ما دفع إلى الاعتقاد أن العصابات قد تكون وراء اختطافه” التعذيب بمعتقل تمارة أكدث عائلة أمحمد الغاني ( 44 عاما)، الزعيم المفترض من طرف السلطات لشبكة المخدرات بالناظور في لقاء مع ” الصباح” ، أن ابنها تعرض للتعذيب بمقر _”ديستي” بتمارة، وأن عناصر تابعة للمخابرات اختطفته من منزله بحي أولاد بوطيب بالناظور يوم فاتح يناير الماضي، عكس ما ورد في محضر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية وبلآغ وزارة الداخلية حول إيقافه يوم 11 من الشهر نفسه. وقال شقيق المتهم إن 13 عنصرا من ديستي أوقفوا امحمد بعد اقتحام منزله، يوم فاتح يناير الماضي على الساعة السادسة والنصف مساء، ولم يفتشوا أي غرفة في البيت وكانوا يسألونه عن وثيقة، ولم يغادروا المنزل حتى عثروا عليها. و يحكي شقيقه أن عناصر ديستي تعاملوا معه بعنف، إذ حسب قوله، عندما طرق باب المنزل، فتحوا له، وأدخلوه إلى الداخل، ليفاجأ بوجود عدد كبير من رجال المخابرات، كانوا يحاصرون شقيقه في الطابق الأول. ويفيد الشقيق الأصغر لامحمد الغاني أن ما ورد في محضر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية تضمن كثيرا من المغالطات بينها تاريخ اعتقال شقيقه، يوم 11 يناير الماضي، والادعاء أنه اعتقل في الدارالبيضاء، في حين أنه اختطف يوم فاتح من الشهر نفسة، بمنزله بالناظور، وقضى 11 يوما في المعتقل السري للمخابرات بتمارة قبل أن يسلم إلى الفرقة الوطنية. وقالت زوجة امحمد إن جميع الأجهزة الأمنية والسلطات القضائية بالناظور نفت علمها بمصيره ولم تشعر عائلته بمكان إلا يوم 14 يناير الماضي، إذ اتصل بها أحد الأشخاص من مدينة الدارالبيضاء، ليخبرها أنه معتقل في كوميسارية المعاريف و أن الفرقة الوطنية تحقق معه و ستحيله على القضاء. وأكد شقيق المتهم أنه بعد إيداع الغاني سجن عكاشة بالبيضاء زاره وفوجئ بتدهور حالته الصحية. و قال، في هذا السياق، لقا كنت كلما أقترب منه يبتعد عني، وفي الزيارة الثانية هتف لي أنه تعرض للتعذيب في معتقل المخابرات وأنهم مددوه بتعذيبه بالكهرباء في خصيتيه و أن طبيبا زاره في مقر المخابرات لعلاجه، وأنهم عرضوا عليه صورا لعناصر في الدرك و البحرية الملكية والقوات المساعدة، وطبوا منه أن يعترف بتورطهم فى تهريب الحشيش من القرى الساحلية بالناظور إلى إسبانيا. و نفت عائلة المتهم أن يكون ابنها زعيم شبكة لتهريب المخدرات أو يمتلك عقارات وحسابات بنكية خيالية، موضحة أنه مجرد مسير مقهى ببني انصار و يمتلك، فقط، منزلا بحي أولاد بوطيب. وثيقة قضاء الأسرة حصلت “الصباح” على وثيقة تؤكد أن قضاء الأسرة بالناظور ألزم «الغاني» قبل خمس سنوات بتخصيص بيت مستقل لزوجته كشرط لرجوعها إليه، ما دفع عائلته إلى تقديم المساعدة المالية له لشراء منزل بحي أولاد بوطيب، وما يزال عدد من أقاربه يطالبونه بتسديد المبالغ التي أقرضوه. وتفيد شقيقة «الغاني» أن الأخير كان يعمل ليل نهار لتسديد ديونه، بل إن شقيقه المقيم في أوربا اضطر إلى تقديم المساعدة المالية له لتفادي انفصاله عن زوجته أو تقديم شكايات ضده أمام القضاء. وأكد شقيق الزعيم المفترض لشبكة الناظور أنه لم يسبق له أن زار أي دولة أوربية أو حتى مدينة مليلية المحتلة، وأنه لا يمك أي زورق لتهريب المخدرات خلافا لما ورد في بلاغ وزارة الداخلية أو محافر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية. وحكى “امحمد الغاني” لشقيقه في سجن عكاشة ما تعرض له من تعذيب في معتقل تمارة، إلى حد أن “ديستي” استعانت بطبيب لمحو آثار التعذيب قبل إحالته على الفرقة الوطنية لتقديمه أمام النيابة العامة باستئنافية الدارالبيضاء. مخبر الديستي استغربت عائلة “الغاني” رفض قاضي التحقيق إجراء الخبرة، رغم أن القانون يلزمه بذلك خلال الجلسة الأولى للاستنطاق الابتدائي، في حالة تقدم الدفاع أو حتى المتهم بطلب في الموضوع. وبخصوص موضوع “الوثيقة” التي حجزتها عناصر إدارة مراقبة التراب الوطني في منزل المتهم، قال شقيقه إن الأمر يتعلق بورقة تتضمن أسماء مسؤولين في الدرك والبحرية الملكية والقوات المساعدة، كان سلمها له شخص التقاه قبل أيام من اختطافه. وأضاف شقيق “الغاني” أن الأخير لم يحرر تلك الوثيقة وإنما حررت من طرف أشخاص يجهل هوياتهم وسلمت إليه من طرف أحد أبناء المنطقة التي يتحدر منها، والذي أمر على تركها في سيارته، ليضطر إلى الاحتفاظ بها في إحدى غرف منزله. ورجحت عائلة “المتهم الرئيسي” في ملف شبكة الناظور أن يكون الشخص الذي سلمه تك “الورقة” يعمل لحساب المخابرات، وهو ما يؤكده بحث عناصر “ديستي” لدى اقتحامها المنزل عن تلك “الوثيقة”. وقال أحد أقارب «الغاني» إن أباطرة تهريب المخدرات الحقيقيين أحرار بالناظور و لم تشملهم الحملة الأمنية والمخابراتية الأخيرة، ويملكون عقارات ومطاعم ومركبات سياحية ولهم أرصدة بنكية خيالية، موضحا أن المعتقلين في إطار هذا الملف مجرد مكلفين بنقل المخدرات أو ما يطلق عليهم “حمالة”، كما أن بينهم “سماسرة” يتوسطون بين شبكات التهريب والأجهزة الأمنية، مرجحا أن تكون تصفية حسابات بين جهات معينة وراء تضخيم الملف ونسب تهم خيالية إلى شخص، ليس سوى مسير مقهى ببني انصار، لتوريط مسؤولين في أجهزة المراقبة الأمنية والعسكرية. وسلمت عائلة الزعيم المفترض لشبكة الناظور إلى دفاعه وثيقة موقعة من طرف 14 شخصا تؤكد اختطافه من منزله من طرف أشخاص بالزي المدني يوم فاتح يناير الماضي، خلافا لما أشير إليه في بلاغ وزارة الداخلية.وتساءل شقيق «الغاني» لماذا قالت المصالح الأمنية أن امحمد اعتقل بالدارالبيضاء يوم 11 يناير الماضي، في حين أنه اختطف بطريقة هوليودية من بيته و بين أفراد عائلته قبل ذلك بعشرة أيام، وجرى تعذيبه لانتزاع اعترافات منه لتوريط مسؤولين في الدرك والبحرية الملكية والقوات المساعدة. وأنكرت عائلة «الغاني» ما ورد في وسائل الإعلام حول حيازة ابنها لأجهزة اتصال بالأقمار الاصطناعية مثل هواتف “شبكة الثريا”، وردت بالقول إن تلك المعلومات تسربها أجهزة المخابرات لتضخيم الملف وتحويل «أمحمد» إلى بارون مخدرات لتغطية حقائق نجهلها إلى حد الآن. و أودع «الغاني» في زنزانة انفرادية في سجن عكاشة بالبيضاء و زاره عدد من أفراد عائلته وأكدوا أن حالته الصحية تدهورت، وتساءلوا لماذا تتخوف السلطات القضائية من إجراء خبرة على آثار التعذيب الذي تعرض له في معتقل المخابرات بتمارة. أمحمد زعيم ميناء بني أنصار “امحمد الغاني” منذ افتتاح مقهى والده ببني انصار سنة 1884 بتسييرها بمساعدة ثلاثة أشخاص يتحدرون من منطقة أولاد بني سعيد بضواحي الناظور. حرص «أمحمد» على ربط علاقات متميزة بمسؤولي الأمن والدرك والقوات المساعدة بالميناء لتفادي أي اصطدام معهم على اعتبار أن أغلبهم ألفوا التردد عليه لتناول وجبات الأسماك دون دفع مقابلها . ونظرا إلى أن المركز الرئيسي لأمن بني انصار لا يبعد عن المقهى سوى ب 200 متر، فإنها لم تكن تخلو من عناصر الشرطة طليلة النهار، وكانوا جميعا يسألون عن «الغاني»، بل إنة كان يشاركهم في كثير من الأشياء. ولم يكن والد «الغاني» يتردأ على المقهى لأن مداخليها كانت تصله إلى بيته عن طريق «أمحمد» أو أحد مساعديه. ومن سنة 1884 إلى 1888 كان الزعيم المفترض لشبكة تهريب المخدرات يبيت في المقهى بالميناء، ولم يتقبل بعد وفاة والدته سنة 1888 اقتراحات من أقاربه بالهجرة إلى أوربا، وفضل تحويل مقهى والده إلى مطعم شعبي تعرض فيه وجبات الأسماك. لم يلج «أمحمد» أي مدرسة لتعلم القراءة والكتابة، لذلك كان يتحدث في أغلب الأوقات بالأمازيغية وأحيانا يتكلم الدارجة المغربية بصعوبة، وكان حريصا على جبر خواطر عناصر الشرطة والدرك والبحرية الملكية والقوات المساعدة، وكان يتصل بهم عبر الهاتف المحمول لتقديم خدمات إلى معارفه و في الغالب التظاهر أمام أصدقائه و مرتادي المقهى بأن له علاقة جيدة بكولونيلات في أجهزة المراقبة الأمنية والعسكرية الصباح