عرفت مسيرة الدارالبيضاء لحركة 20 فبراير مواجهات دامية، وكان أغلب الضحايا من شباب هذه الحركة 20 فبراير، الذين أصيبوا أثناء المواجهات مع ما يطلق عليهم «البلطجية». وقد تم نقل المصابين عبر سيارات إسعاف إلى مستشفيات البرنوصي ومحمد الخامس، فيما أحيل محتج يدعى رحيم مكتفي، وهو طالب بكلية بنمسيك، إلى المستشفى الجامعي ابن رشد (موريزكو)، نظرا لإصابته بنزيف حاد تسبب له في غيبوبة أفاق منها في المستشفى ثم عاد إليها، ومازالت حالته حرجة. وكانت المواجهات بين متظاهري 20 فبراير و»البلطجية» قد نشبت بعد انتهاء المسيرة، حين لجأ «بلطجي» إلى اختطاف كاميرا تصوير من يد أحد أعضاء الحركة، وفيما كان يهم بالفرار طوقه أعضاء من الحركة، وهنا شرع باقي «البلطجيين» في قذف المتظاهرين بأكياس بلاستيكية معبأة بالحجارة (على شكل مقالع). ولم يسلم الفنان الساخر أحمد السنوسي (بزيز) من هذه الاعتداءات، إذ بينما كان يعطي تصريحا لإحدى القنوات التلفزية، تمت محاصرته من طرف مجموعة من «البلطجية»، الذين هددوه في سلامته البدنية، فيما كان أحدهم يدفعه من الخلف طالبا منه أن يقول: «عاش الملك»، قبل أن يأتي عدد من أعضاء الحركة لتخليصه منهم. وقال «بزيز» مصرحا ل«المساء»: «هذه ليست المرة الأولى التي أستهدف فيها من بلطجية مسخرين من طرف السلطة يهددونني بالقتل إن أنا بقيت مرتبطا بحركة 20 فبراير، وأنا أرد عليهم بأن القتل لا يرهبني، وبأني سأستمر في مساندة الحركة طالما بقي الفساد والاستبداد في البلاد». وأنهى بزيز حديثه ل«المساء» قائلا: «أنا أحمل المسؤولية عن سلامتي البدنية للسلطات، لأن هؤلاء البلطجية لا يقصدونني بالصدفة». ورفع محتجو 20 فبراير خلال هذه المسيرة شعارات ضد النظام بالمغرب وضد رموز الدولة. وانطلق المحتجون من أمام قيسارية الحي المحمدي، فيما بدا عددهم أقل مقارنة مع عدد المحتجين الذين خرجوا الأحد ما قبل الماضي، إلى شارع إدريس الحارثي في ابن مسيك. وفي سطات، عاد شباب حركة 20 فبراير بسطات، مدعومين بالتنسيقية المحلية، للخروج مجدد إلى شوارع المدينة مساء الأحد الماضي في مسيرة احتجاجية اختاروا لها شعار «علاش جينا واحتجينا المعيشة غالية علينا»، في دلالة واضحة على الأوضاع الاجتماعية الصعبة التي بات يعيشها المواطن السطاتي في ظل غلاء المعيشة وارتفاع أسعار المواد الأساسية. وردد المتظاهرون شعار (حنا صايمين ليل ونهار وزادونا في الأسعار..زادو في الزيت والسكر). كما صبوا جام غضبهم على الإعلام العمومي، متهمينه بالتفاهة: (الضريبة ندفعوها.. والتفاهات نشوفوها) و(«الأولى و»الدوزيام».. لا برامج لا إعلام). وأكد فبرايريو سطات على المطالبة بالإفراج عن جميع معتقلي الحركة ومعتقلي الرأي. كما طالبوا بتعليم تتكافأ فيه الفرص، منددين في الوقت ذاته بارتفاع ثمن الأدوات المدرسية (أش من تعليم بالمجان.. والأدوات دايرة ثمن). كما رفعت شعارات مطالبة بإيجاد حل فوري لمشكل المعطلين، وبالحق في سكن لائق يضمن كرامة المواطن السطاتي. وقد شارك في التظاهرة بعض سكان حي «قيلز» وبعض مناطق البناء العشوائي، التي انتشرت بكثرة بعد توسيع المدار الحضري بالمدينة. ولم ينس المحتجون المطالبة بقضاء مستقل ونزيه يضمن الكرامة والمساواة بين الأفراد (هذا المغرب وحنا ماليه.. بغينا القضاء يكون نزيه.. والكرامة تولي فيه). وتميزت المسيرة التي جابت شارع الحسن الثاني برفع شعارات تندد بأداء الحكومة الحالية، خاصة قطاع الصحة الذي أصبح حديث الخاص والعام بالمدينة، حيث طالب المحتجون بوقف جميع مظاهر الرشوة والزبونية في الإدارات المغربية. وقد طالبت تنسيقية 20 فبراير بسطات في بيانها الختامي باحترام حقوق العمال بالوحدات الصناعية «روكا-سيتافيكس-بيلدن-كريسطال»، مؤكدة على استقلالية الحركة باعتبارها حركة نابعة من الشعب وملكا لكل المواطنين وبواسطتها ستتم مراقبة المفسدين ومحاربة الفساد على الصعيدين المحلي والوطني.