كيف جاءتكم، في حركة التوحيد والإصلاح، فكرة إطلاق حملة للدعوة إلى التسجيل المكثف في لوائح الانتخابات المقبلة؟ هذه الحملة هي امتداد لكل الحملات التي سبق أن أطلقناها قبيل كل الاستحقاقات التي عرفها المغرب، إذ دأبت الحركة على إصدار بيان أو بلاغ أثناء بداية التسجيل في اللوائح الانتخابية لحث الناس على المشاركة المكثفة في الانتخابات، انطلاقا من مبدأ المشاركة من أجل التدافع والتنافس الذي نتبناه. الحركة هي منظمة غير حكومية وتلتقي مع كل إطارات المجتمع المدني في القيام بدور تجاه المجتمع، ودورنا هنا يصب في اتجاه تقوية المشاركة للتقليل من المفاسد القائمة والقادمة؛ ثم إن حركة التوحيد والإصلاح شاركت في الحراك الدستوري، ومن الطبيعي والعادي أن تنخرط في الحراك السياسي. هل انتهت المواضيع الأخلاقية والتربوية التي تشتغل عليها الحركة، لتنتقل إلى موضوع الانتخابات؟ الانتخابات من الأخلاق، بل من صميم الأخلاق أن تكون الانتخابات نزيهة وشفافة وينعدم فيها الغش والمال الحرام، وبالتالي فانشغالنا بها هو من صميم انشغالنا بالدفاع عن القيم والمبادئ والأخلاق، وسيكون موقفنا من الفرقاء السياسيين والدولة والمجتمع موقف الداعي إلى أن يقوم الكل بدوره الكفيل بجعل هذه الانتخابات محطة يعبر فيها المغاربة عن اختياراتهم ومواقفهم، وأيضا آلية لفرز ممثلين حقيقيين للمواطنين. هناك من يعتبر أن هذه الحملة هي دعاية ضمنية لحزب العدالة والتنمية، وأن الحركة تصبح مع اقتراب كل انتخابات ذراعا تعبويا للعدالة والتنمية؟ لا يحتاج المرء إلى أن يكون محللا أو سياسيا كبيرا ليفهم هذا. نحن حركة دعوية تربوية لا تشتغل بالعمل الحزبي، وليست لديها برامج وأجندات سياسية.. ولكننا مع حلول كل استحقاق انتخابي نعلن عن دعمنا لحزب العدالة والتنمية. وأقول لك إنه حتى لو لم يكن العدالة والتنمية مشاركا في الانتخابات، فإنه كان سيكون لنا رأي في الأحزاب القائمة، بمعنى أننا كنا سنقوم بترجيح هذا الحزب أو ذاك. نحن نؤمن بأنه لن يأتي أناس من المريخ لتمثيل المغاربة، بل يجب أن يكون اختيارنا واختيار غيرنا مما هو كائن وقائم من فرقاء سياسيين. محمد الحمداوي - رئيس حركة التوحيد والإصلاح