قضت غرفة الاستئناف الجنحية بمحكمة الاستئناف بالرباط بحبس أفراد شبكة للدعارة الراقية، بطلها شيخ سعودي وتلميذة قاصر من مدينة الخميسات. وكانت الشبكة تتخذ من فيلا شخصية خليجية مقرا لها بحي السفراء بالرباط. وقضت المحكمة بإحالة التلميذة القاصر، وهي من مواليد 1994، على قاضي الأحداث.
وحكمت الهيئة القضائية، الأسبوع الماضي، بثمانية أشهر حبسا نافذا في حق وسيط بتهمة جلب أشخاص للبغاء والوساطة في الدعارة وأخد نصيب مما يحصل عليه الغير عن طريق البغاء وحيازة السلاح في ظروف من شأنها المس بسلامة الأشخاص والأموال، بعدما أدين ابتدائيا ب10 أشهر حبسا نافذا.كما أدانت الهيئة ثلاث فتيات بتهمة التحريض على الفساد بشهرين موقوفي التنفيذ. وقد تم تفكيك الشبكة في الأسبوع الأخير من شهر يوليوز الماضي من قبل الفرقة الجنائية الولائية بالرباط، خلف الإقامة الملكية بالسويسي بدار السلام.
وحسب الأبحاث التي قامت بها المصالح الأمنية، تأكد أن الفيلا المخصصة للفساد بحي السفراء تعود إلى شخصية خليجية يدعى «الشيخ طه »، وهو حي تقطنه الشخصيات الدبلوماسية والأمراء.
وأثناء الاستماع الى التلميذة القاصر التي تنحدر من مدينة الخميسات، أفادت بأنها تعرفت على المدعو «الشيخ طه» بحي أكدال، وتبادل معها أرقام الهاتف، كما أمدها برقم الوسيط الموقوف الذي ساعدها مرتين في الوصول الى الفيلا بحي السفراء.
وأضافت التلميذة أن الشخصية الخليجية وعدها بجني مبالغ مالية مقابل إحياء سهرات ماجنة لفائدة أشخاص خليجيين. كما اعترفت لمصالح التحقيق بأنها لازالت عذراء ولم يسبق لها أن مارست الجنس مع الخليجيين، موضحة أن حضورها داخل الفيلا كان يقتصر فقط على إحياء السهرات والرقص.
وحجزت المصالح الأمنية بسيارة الوسيط حقائب بها ملابس داخلية نسائية وأدوات تجميل تخص ثلاث فتيات، كما حجزت سكينا لدى الوسيط. واعترفت الفتيات لحظة اعتقالهن في ساعات متأخرة من الليل، خلف الإقامة الملكية بالسويسي، بممارسة الفساد في تلك الليلة مع خليجيين بحي السفراء، وأكدن أن الوسيط كان يقوم بجلبهن إلى الفيلا لممارسة الفساد مع زبناء خليجيين.
وفي سياق متصل، أكد الوسيط المتابع في الملف أنه كان يقضي عقوبة حبسية في ملف للدعارة السنة الماضية، وبعد الإفراج عنه بعد استكمال عقوبته الحبسية، عاد إلى مزاولة نشاطه عن طريق ربط الاتصال بمجموعة من الوسطاء، عبر جلب واستدراج الفتيات إلى فيلات معدة للدعارة مقابل حصوله على عمولة قدرها مائة درهم من كل فتاة ومبالغ مالية متفاوتة من أصحاب الفيلات والشقق المستخدمة كأوكار للدعارة.
وعلمت «المساء» من مصدر موثوق أن الفتيات التي أصدرت في حقهن الهيئة القضائية الحبس الموقوف التنفيذ، لم يحضرن أطوار المحاكمة بعد تمتيعهن بالسراح المؤقت، من قبل وكيل الملك، ويتحدر جلهن من حي الرشاد بالرباط، بينما أبقت النيابة العامة الوسيط رهن الاعتقال الاحتياطي بالسجن المحلي بسلا.