أعلن مستشارو العدالة والتنمية عن تقديم استقالاتهم من مهامهم من مكتب المجلس البلدي لأكادير. وذكرت مصادرُ من المجلس أنه تم تقديم الاستقالات بشكل فردي ولم يتمَّ اللجوء إلى كتابة استقالة جماعية،. وقد علّل المستشارون استقالتهم، التي كانت مفاجئة وجاءت في وقت غير متوقَّع، بانفراد الرئيس وفريقه الاتحادي بشؤون التسيير، دون إشراكهم. واعتبرت رسائل الاستقالة، التي توصلت «المساء» بنسخ منها، أن ما أقدم عليه طارق القباج يُعتبَر خرقا واضحا لمقتضيات الميثاق الجماعي وميثاق التحالف الذي يجمع الحزبين داخل المجلس. وذكر نص الاستقالة أن مستشاري العدالة والتنمية اختاروا التحالف مع القباج من أجل النهوض بالمدينة، رغم الضغوط التي كانت تدفع في اتجاه منعهم من هذا الاختيار ومن الاستمرار فيه. وخلُصت رسالة الاستقالة إلى أن طارق القباج بالغ في تغييب مستشاري العدالة والتنمية، برفضه عقد اجتماعات المكتب لأزيدَ من شهرين وامتناعه عن الرجوع إليهم في بعض القضايا الخطيرة والمصيرية، خاصة تلك التي تتعلق بسمعة مدينة أكادير وساكنتها، حسب تعبير رسائل الاستقالة. وأكد المستشارون المستقيلون على أنهم قاموا بتنبيه الرئيس إلى خطورة اللحظة التي يمر منها المجلس، والتي تقتضي إشراك الجميع، إلا أن الرئيس -حسب ما ورد في رسائل الاستقالة- ظل يواجه نداءات رفاق بن كيران باللا مبالاة وبالإهمال، الأمر الذي اعتبره المستقيلون محاولة من القباج إشعار المحيطين به أنه لا يحتاج إلى أحد. وقد تخلى المستشارون، بموجب هذه الاستقالات التي وُجِّهت نسخ منها إلى والي جهة سوس -ماسة وإلى الرئيس، عن المهام والتفويضات الممنوحة لهم داخل المكتب المسير للمجلس البلدي لأكادير. وتأتي هذه الاستقالة أياماً قليلة بعد الضجة الإعلامية التي أثارتْها «حادثة تطوان» التي مُنِع فيها القباج من حضور حفل الولاء. وقد لزم رفاق بنكيران الصمت طيلة هذه الفترة، رغم ردود الفعل التي أثارتها هذه القضية من طرف الجهات المتتبعة للموضوع. كما أن أول احتجاج علني لمستشاري العدالة والتنمية في المجلس البلدي لأكادير كان على خلفيّة المداولات التي جرت بشأن مشروع شركة مرابد أكادير، والتي عبّر فيها مستشارو العدالة والتنمية عن امتعاضهم من تقليص عدد المقاعد المخصَّصة لهم في المجلس الإداري لهذه الشركة. ويتوقع المتتبعون للشأن المحلي أن يكون لهذه الاستقالة انعكاس كبير على التحضير للاستحقاقات القادمة، الأمرُ الذي سيرفع درجة حرارة الوضع السياسي في المدينة، الذي يتسم بالبرودة. ولم تستبعد بعض التحليلات التي تتبّعت تفاصيل الحدث أن يتمادى القباج في تهميشه مستشاري العدالة .