صادق مجلس النواب خلال دورته الاستثنائية أول أمس على مشروع قانون يقضي بتحديد شروط وكيفية الملاحظة المستقلة والمحايدة للانتخابات ومشروع قانون تجديد اللوائح الانتخابية العامة وضبطها بعد معالجتها بواسطة الحاسوب. وصوت على المشروعين بالأغلبية، في حين اتخذ فريق العدالة والتنمية موقف الامتناع عن التصويت بسبب عدم قبول الحكومة عددا من المقترحات التي يراها الفريق جوهرية. وعرف انطلاق الجلسة احتجاج نواب العدالة والتنمية، الذين رفعوا شعارات تستنكر انسحاب الوزراء من الجلسة وترك وزير الداخلية لوحده في القاعة، ورددوا شعارات من قبيل «القوانين ها هي والحكومة فين هي» و«المعارضة ها هي والحكومة فين هي». وتدخل لحسن الداودي، رئيس الفريق، ليقول إنه لا يعقل أن تنسحب الحكومة في مرحلة مهمة، وعليها أن تحضر لمناقشة هذه القوانين”، لتتدخل بعد ذلك لطيفة بناني اسميرس، رئيسة الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية، موضحة أن رئيس الحكومة وأعضاءها انسحبوا لحضور جلسة افتتاح مجلس المستشارين. بعد ذلك أخذ الكلمة عمر الكرودودي، عضو فريق الأصالة والمعاصرة، ليناصر فريق العدالة والتنمية في احتجاجه، إذ قال إن «حضور الحكومة للمناقشة إلزامي وانسحاب الحكومة سيؤثر لا محالة على المناقشة». وعرفت الجلسة الافتتاحية حضور إدريس البقالي، عضو فريق التجمع الدستوري الموحد، وهو في حالة سكر، حيث لم يجلس في الأماكن المخصصة للنواب، بل فوق الحاجز الخشبي الفاصل بين مقاعد البرلمانيين وباقي الحضور بطريقة أثارت انتباه جميع الحاضرين، فأخرجه برلماني من القاعة بهدوء وصحبه بعد ذلك موظف بمجلس النواب إلى الخارج. ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي يلج فيها عضو فريق التجمع الدستوري الموحد قبة البرلمان مخمورا، إذ أكد أحد معارفه أنه دائما يكون على هذا الحال لأنه لا يقوى على البقاء دون احتساء «الويسكي من النوع الممتاز»، خاصة أنه يتحدر من أسرة ثرية، وهو صاحب قصة اصطحاب ابنته إلى علبة ليلية حيث تشاجر مع شاب أراد الرقص معها، فأشهر مسدسا في وجهه قيل وقتها إنه بلاستيكي. وعلق أحد الوزراء ببهو البرلمان لما علم بالأمر بالقول: «مما لا شك فيه أن قرار تعجيل الانتخابات صائب من أجل أن نطهر البرلمان من أمثال هؤلاء»، وأضاف «خصنا نسيّقو البرلمان باش يجيو ناس جداد». ورفض رئيس مجلس النواب عبد الواحد الراضي التعليق على الموضوع عندما اتصلت به «المساء» بصفته رئيسا لمجلس النواب، وهو الموقف ذاته الذي لجأ إليه إدريس لشكر، الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان. واتصلت «المساء» برشيد الطالبي العلمي، رئيس فريق التجمع الدستوري الموحد، غير أن هاتفه ظل مشغولا، رغم الاتصال المتكرر به.