كشفت تحليلات مخبرية، قامت بها المصالح المختصة في معهد الحسن الثاني بآيت ملول، عن تلوث الفرشة المائية في جماعة أولاد دحو، ويتعلق الأمر بدوار علي بن هدي ودوار بن علي. وقد كشفت مصادر من عين المكان عن كون هذا التلوث ناتجا بالأساس عن إقدام مجموعة من سكان الدوارين المذكورين على ربط شبكات الصرف الصحي ببعض الآبار القديمة الموجودة في منازلهم، وحدث أن ارتفع منسوب المياه في هذه الآبار بسبب التساقطات المهمة التي عرفتها السنوات الأخيرة بشكل متوال والتي أدت أحيانا إلى حدوث فيضانات، مما جعل المياه العادمة تتسرب إلى الفرشة المائية، وأضحى الأمر بالتالي يشكل تهديدا خطيرا للساكنة وينذر بعودة الأمراض المرتبطة باستهلاك المياه الملوثة بهذه السوائل، خاصة مرض التيفوئيد. كما تسببت بعض التجارب التي قام بها السكان داخل منازلهم في تلوث المياه وانبعاث روائح كريهة منها بعد غليها، وهو الأمر الذي خلق حالة من الهلع في صفوفهم وجعلهم يلجؤون إلى بعض الضيعات المجاورة من أجل جلب ماء صالح للشرب بعد أن كانت هذه الدواوير قد حققت اكتفاءها من المياه بسبب الشبكة التي مدتها مجموعة من الجمعيات المشرفة على توزيع الماء الصالح للشرب. وفي ذات السياق، علمت «المساء» بأن المجلس القروي لجماعة أولاد دحو قد وجه مجموعة من الرسائل إلى كل من الحوض المائي سوس ماسة وعمالة إنزكان أيت ملول وإلى رؤساء الجمعيات المشرفة على توزيع الماء الصالح للشرب لوقف تزويد الدواوير المذكورة بالماء، والتي تقدر ساكنتها بحوالي 3000 نسمة، إلى حين تدخل الجهات المعنية لتطويق هذا الأمر. وعلى صلة بالموضوع، ذكرت بعض المصادر المتتبعة للموضوع أن المكتب الوطني للماء الصالح للشرب كان قد سبق له القيام بإعداد التصميم المديري الشامل الخاص بتزويد كافة دواوير الجماعة بالماء الصالح للشرب، إلا أن بعض جمعيات الماء الصالح للشرب اعترضت عن تنفيذه لكونها تقول إن مداخيلها من توزيع الماء يتم بها تمويل بعض المشاريع الاجتماعية، إلا أن حادث تلوث الفرشة المائية بهذه الدواوير يعيد النقاش حول هذا المشروع إلى الواجهة، لتفادي أي انعكاسات سلبية لاستعمال هذه المياه الملوثة من طرف السكان في جماعة أولاد دحو، والتي من المرشح أن تمتد إلى بقية الآبار التي المصدر الذي تزود منه الجمعياتُ السكان بالماء.