محمد أحداد يعيش المجلس الحضري لمدينة أصيلا على صفيح ساخن، حيث علمت «المساء»، من مصادر مطّلعة، أن الدورة الاستثنائية التي عقدها المجلس أول أمس تحولت إلى»حلبة للصراع بين المعارضة والأغلبية استُعمِل فيها الكلام البديء وشتى أنواع السب والقذف». وأفادت مصادرنا أن النقطة الثانية في جدول الأعمال، والمتعلقة بتحول بعض مصالح المجلس الحضري إلى مقر جديد، فجّرت الصراع بين الأغلبية، التي تساند رئيس المجلس، محمد بنعيسى، والمعارضة، بعد أن طالبت الأخيرة بمدها بالوثائق المرتبطة بامتلاك المجلس المقرَّ الحالي. وأكد نفس المصدر أن «شكوك كثيرة تحوم حول امتلاك مؤسسة منتدى أصيلة مقرَّ المجلس». وفي نفس السياق، أبرز يونس لهطي، أحد قادة المعارضة في المجلس، أن «الطريقة التي يُسيّر بها بنعيسى المجلس هي التي حذت بنا إلى التصعيد من لهجتنا، لاسيما أننا لم نعد نعرف هل نحن بصدد تسيير مجلس منتخَب أم تدبير شؤون مؤسسة منتدى أصيلا الثقافي». وأضاف لهطي، في اتصال هاتفي مع «المساء»، أن «غياب بنعيسى عن دورات المجلس بات غيرَ مبرر ولا يستند إلى أي أساس قانوني». وقد شهدت الدورة، التي حضرها عدد كبير من سكان المدينة، أحداثا غريبة، إذ عمد أحد السكان إلى توقيف أشغال الدورة وهاجم بنعيسى بلغة نابية، قبل أن يتدخل القائد ليطرده من القاعة، كما عمد أعضاء من المعارضة «المنشقون» عن الأغلبية، المكونة بالأساس من حزب التجمع الوطني للأحرار، إلى طلب «نقط نظام» تحولت إلى محاكمة علنية لأداء المجلس «الذي لم ينفذ التزاماته التي قطعها في برنامجه الانتخابي»، في الوقت نفسه شهدت قاعة الاجتماعات احتجاجات كادت تتسبب في توقيف أشغال المجلس في أكثر من مرة. وقد شنّ السكان الذين حضروا أشغال الجلسة، التي ناقشت ثلاث نقط، هجوما لاذعا على رئيس المجلس، محمد بنعيسى، وحمّلوه مسؤولية فشل مشاريع التنمية الاقتصادية في المدينة، في حين أجمعت كل مداخلات المعارضة، التي اتّسمت بالحدة، على التنديد بالغياب المتكرر لبنعيسى عن دورات المجلس، ولم يجد قائد المدينة بدا من التدخل في كل مرة لتهدئة الأجواء. وفي تعليقه على هذه الاتهامات، أكد محمد بنعيسى، رئيس المجلس البلدي لأصيلا، في تصريح ل»المساء»، أن هذه الادعاءات لا تعدو كونها مزايدات سياسية لا تستند إلى أي دليل «لأنني لم أتغيب إلا دورتين خلال فصل الصيف، وأنا الذي ترأستُ كل الدورات السابقة». وبخصوص الشكوك حول امتلاك مؤسسة منتدى أصيلا، التي يترأسها مقرَّ المجلس الحالي، نفى بنعيسى أن تكون الأرض في ملكية المنتدى، «فالشراكة التي بموجبها تم بناء هذه المقر من طرف منتدى أصيلا تنُصّ على أن تتحول ملكية المقر إلى المجلس البلدي في أفق بناء مقر جديد ويصير المقر الحالي معهدا موسيقيا».