سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
نجل عباس الفاسي: والدي عارض دخولي السياسة ولم يتدخل لتوظيفي في قناة «المغربية» عبد المجيد الفاسي قال إن عباس الفاسي ليس أضعف وزير أول في تاريخ المغرب وحكومته اتخذت مواقف جريئة
كان موعد «المساء» مع عبد المجيد الفاسي الفهري بمقر حزب الاستقلال، الذي صار محج المنتقدين ومعارضي حكومة والده عباس الفاسي من سياسيين ومعطلين. هو أيضا طالته أسهم النقد اللاذع بعد توظيفه مباشرة بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة. لأول مرة يخرج نجل عباس الفاسي الأصغر إلى العلن ويكشف حقيقة توظيفه بقناة «المغربية»، ويشرح أسباب فشل التصور الأولي لها. في هذا الحوار أيضا، الذي خص به جريدة «المساء»، يميط عبد المجيد الفاسي اللثام عن علاقته بوالده عباس الفاسي، والمهام الموكولة إليه في حزب الاستقلال، ويعلن نيته في الترشح باسمه بإفران، كما يعرض وجهة نظره في أقاربه المنتمين إلى حكومة عباس الفاسي، ويعلن موقفه من حركة 20 فبراير. - في البداية، من يكون عبد المجيد الفاسي؟ اسمي عبد المجيد الفاسي، وأبلغ من العمر 29 سنة، بدأت الدراسة هنا في مدرسة مغربية، وبعد ذلك، عندما عيّن الوالد (عباس الفاسي) سفيرا بالخارج، وكنت صغيرا آنذاك، انتقلت معه بطبيعة الحال، ودخلت المدرسة الفرنسية لأنه لا توجد مدرسة مغربية. انتقلنا إلى تونس ثم باريس، ولما رجعت إلى المغرب دخلت ثانوية «ديكارت» حيث حصلت على الباكالوريا. ولجت جامعة الأخوين ودرست التواصل، وبعد ذلك انتقلت إلى إنجلترا وحصلت على ماستر في العلوم السياسية ووسائل الإعلام، إذ كنت أهتم دائما بالإعلام والتواصل، وحتى العلاقات الخارجية. وعندما رجعت إلى المغرب أردت أن أستمر في الإعلام وأطبق تجربتي في إنجلترا وأشتغل بقناة سمعية بصرية، لذلك ولجت الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة سنة 2009 كمكلف بمهمة في ديوان المدير العام مباشرة، واشتغلت على مهام متعددة، وأنا ما زلت اليوم بالشركة الوطنية. - أنت هو الابن الأصغر للوزير الأول عباس الفاسي. ألم يكن والدك هو من تدخل كي تتابع دراستك في الإعلام وتشتغل بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة؟ في الحقيقة كنت مهتما بالإعلام دائما، وهذا اختيار شخصي، وأنا الوحيد في العائلة الذي لديه تخصص في التواصل السياسي أو العلوم السياسية ووسائل الإعلام. وبالنسبة إلى الوالد، ظل يطبق معنا دائما منهجية تركنا نتحمل مسؤولية اختياراتنا، فهو يكون على علم بما يناسبنا وما لا يناسبنا ويقترح علينا وجهة نظره، ويترك لنا الحسم. لم يلزمنا قط بشيء في الدراسة أو شيء آخر. العلاقة مع الوالد كانت علاقة مسؤولة ومبنية على نوع من الحرية. - ألم يتدخل والدك في توظيفك في الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة؟ أبدا، أبدا، فمثلا، في مساري السياسي حاليا، كان أبي معارضا دائما، فعندما أردت الدخول إلى المجلس الوطني للحزب كان يقول إنه لا حاجة لي بهذا الأمر، وعندما أردت دخول المكتب التنفيذي للشبيبة عارض بشدة وتخوف من أن أرسب وأفشل في السياسة. ما أقوم به أنا مبني على قناعة، ومعلوم أن المحيط الذي ننشأ فيه يلعب دورا، ولكن إذا لم تكن هناك رغبة لا يمكن الوصول. يجب أن تكون لديك رغبة حتى تناضل وتتعلم وتصل، أما أن يدعمك الوالد فهذا أمر يرفضه هو، إلى درجة أنه يصير أحيانا حاجزا. - قلت إنه أسندت لك مهام بالشركة الوطنية. ما طبيعة عملك هناك وتحديدا بقناة «المغربية»؟ كما تعلم, فقناة «المغربية» هي قناة موجهة إلى المغاربة بالخارج، وعندما دخلت الشركة الوطنية أعددت رؤية خاصة بالقناة تراعي، من جهة، المغاربة في الخارج الذين يرغبون في قناة تواكب مشاكلهم، ومن جهة أخرى المؤسسات الرسمية المكلفة بالجالية كي تعرض عبرها مشاريعها لفائدة الجالية، كما تبدي استعدادا لتمويل هذه القناة. إذن هناك رغبة مشتركة كي لا تصير «المغربية» مجرد قناة لإعادة البرامج، بل قناة تنتج. لذلك أعددت مقترحا بإستراتيجية ورؤية واقترحت برامج متعددة يمكن أن تبث بالقناة، لكن مع الأسف لم يستمروا في هذا التوجه، وتركوا القناة كما هي. المدير السابق، إدريس المريني، أحيل على التقاعد في يناير 2010، ومنذ تلك اللحظة لم يعين أي مدير. - من أي موقع بالضبط تقدمت بتصورك بشأن القناة؟ هل من موقع الإدارة؟ لا، لم أكن مديرا، فعندما تكون في ديوان تخول إليك مهام، ويمكن أن تشتغل في أمور عدة دون أن تكون مديرا للقناة. أنا في الديوان ولست في الهيكلة الإدارية، مثلي مثل مئات من الشباب الذين يعملون في الدواوين. - ولكن في غياب مدير للقناة، أنت تعد ضمنيا بمثابة مدير ل«المغربية» وتشرف عليها؟ أبدا، أنا لا أشرف على القناة، فمثلا قناة «المغربية» تنتج فقط المواعيد الإخبارية التي تظهر على الشريط الإخباري، أما ما تبقى فهو إعادة لبرامج سبق بثها بالقناتين الأولى والثانية، يعني لا يوجد شيء تشرف عليه. حتى هذه المواعيد الإخبارية يعدها قسم الأخبار بالقناة الأولى، والمديرة الحالية فاطمة البارودي هي التي تسهر حتى على أخبار «المغربية». إذن ليست هناك برامج خاصة بقناة «المغربية» كي تسهر عليها، فالأمر كله إعادات يعدها قسم البرمجة من خلال تسجيلها في شريط تجمع فيه برامج مسترسلة. كما أوضحت، فقد طلب مني فقط إعداد تصور ل«المغربية»، والناس مباشرة بدؤوا يتحدثون عن أني مديرها. - طلب منك, كما قلت, إعداد تصور، وكما نعلم فقناة «المغربية» كان يراد لها أن تتحول إلى قناة إخبارية على غرار القنوات المتخصصة مثل «الجزيرة» و«سي إن إن»، تقدم أخبارا حول المغرب وتوفر تغطيات إخبارية مباشرة لأحداث مغربية، والآن، كما تشير، هناك فقط إعادة برامج قنوات أخرى، هل يعني هذا فشل تصورك أم هناك عوامل أخرى؟ أنا عندما أضع تصورا أسلمه للقيادة، أي المدير العام. أنا ليست لدي سلطة كي أنفذ التصور. من ينفذ ذلك هو مدير «المغربية» أو المكلف بها. أنا مثل المادة الرمادية، طلب مني إعداد إستراتيجية حول «المغربية» فأعددتها وسلمتها لقيادتي وللمدير، وهذا الأخير يتوقف عليه تطبيق التصور، وأنا لا أتدخل في ذلك، ما يتعين علي قمت به. حاولت تطبيق تجربتي في إنجلترا، وحاولت أن أبدع، لكن قيادتي التي سلمتها التصور هي المسؤولة، وهي التي يمكنها أن تقرر ما يتعين القيام به. أنا في الديوان، وإذا طلب مني غدا القيام بأمر آخر سأشتغل وأقترح تصورات أخرى، والمدير هو المكلف بالتطبيق. إذن القيادة هي التي لم توصل هذا المشروع إلى نهايته، وليس للأمر علاقة بي. - بحكم تجربتك هاته، أين يظهر لك مكمن الخلل في القناة أو الشركة الوطنية؟ شخصيا، لاحظت تغييرا عندما بدأ الحراك الشعبي في الآونة الأخيرة. لاحظنا، بكل موضوعية، انفتاحا، وإن كان ليس كافيا، ولكن كان هناك تطور، فأنت تتبعت البرامج التي بثت حول 20 فبراير، والتي ما زالت تبث، هناك حرية تعبير لم تكن من قبل، فهناك أشخاص تتم استضافتهم ويتحدثون عن أمور لم يكن واردا التحدث بشأنها من قبل. هناك تغيير ملموس وانفتاح. في نظري، المشكل، بشكل عام، هو أن هناك برامج تنتج دون أن تكون هناك إستراتيجية عامة واضحة، ودون أن يكون لدينا تصور حول التلفزة بعد 5 أو 10 سنوات، وهذا ما يلزم، وهذا ما ليس موجودا بالشكل الذي نريد. - كيف ترد على انتقادات مفادها أن أولاد المسؤولين، مثلك، يوظفون بشكل مباشر، فيما أولاد الشعب ليست لديهم فرصة؟ كما قلت لك، أنا متخصص في الإعلام، درست في جامعة الأخوين ولدي دبلوم في التواصل وسافرت إلى إنجلترا وقمت بتجربة فريدة وحصلت على ماستر في العلوم السياسية ووسائل الإعلام، أتقن اللغة الإنجليزية بشكل جيد، وعندما رجعت إلى المغرب كمتخصص في الإعلام، لم أجتز تدريبا، كما يقال، فمثل العديد من الشباب وظفت مباشرة في الديوان، وهناك مئات الشباب في الدواوين ليسوا فاسيين... اشتغلت في ديوان في إطار تخصصي ولم تسند إلي مهمة لا علاقة لها بتكويني، وأتيت بقيمة مضافة. أنا لست مسؤولا أو مديرا ولم أكن كذلك قط. - وبالنسبة إلى دخولك السياسة؟ بدأ نضالي الفعلي في جامعة الأخوين، قبل تسع أو عشر سنوات، وربما كنت الوحيد ضمن الطلبة الذي يمارس السياسة، وانفتحت على ساكنة إقليمإفران وأنت تعلم أنها منطقة ليست سهلة، وأولى مسؤولية حزبية لي هي عندما انتخبت كاتبا للشبيبة الاستقلالية في إقليمإفران. في 2004 كان مؤتمر الشبيبة الاستقلالية بفاس، فذهبنا إلى هناك كمناضلين واقترحوا علي عضوية المكتب التنفيذي للشبيبة فرفضت لأنني لم أصل بعد إلى هذه المرحلة، فما زلت أتعلم وللتو بدأت النضال. ولما جاء المؤتمر الأخير في 2010 صعدت إلى المكتب التنفيذي للشبيبة الذي يرأسه كاتب عام. أريد أن يفهم الناس أنني مناضل في إطار حزب الاستقلال، وقضيت عشر سنوات في النضال. - وحاليا ما هو المنصب الذي تشغله في حزب الاستقلال؟ أنا عضو بالشبيبة وعضو باللجنة المركزية للحزب. - ولكن لماذا اخترت حزب الاستقلال؟ هل لأنه حزب والدك، الذي يشغل منصب الأمين العام به؟ أم لأن طبقة اجتماعية تنتمون إليها تلتحق دائما بهذا الحزب؟ ألم يكن هناك تخوف من انتقادك إذا انتقلت إلى حزب الاستقلال بسبب كل هذه الأمور؟ كي نكون واقعيين، المحيط الذي تنشأ فيه يلعب دورا طبيعيا، فعندما تقضي حياتك كلها في ظل السياسة وحزب معين، ومنذ صغرك تسمع كلمة سياسة، تجد نفسك أمام خيارين: إما أن تكره السياسة وتتركها أو تمارسها. ومن حقي أن أمارس السياسة. السؤال هو: هل هذا الشخص مناضل؟ هذا هو السؤال الجوهري. يجب مراعاة مدى الارتباط بالقاعدة وتأطير الأنشطة وزيارة المغرب كله والانفتاح على المناضلين... هذه هي الأمور الجوهرية. فإذا كنت مناضلا حقيقيا و«ماجاتكش باردة» فهذا أمر جيد. لقد سافرت مع مناضلي الحزب الشباب إلى جنوب إفريقيا، نظرا لأن لي اهتماما خاصا بالدبلوماسية الشبابية، وانتقلت إلى كولومبيا في يونيو الماضي، في إطار نضال الشبيبة الاستقلالية كي تصير عضوا ضمن الاتحاد العالمي للشباب الديمقراطي، وأنا الذي كلفت بهذا الملف. كنت أيضا في فلسطين قبل شهر رمضان كي أدافع عن الدعم اللامشروط والدائم للمغرب للقضية الفلسطينية. ذهبنا إلى هناك كي نزور مخيمات جنين ومدينة الخليل ونعاين معاناة الشعب الفلسطيني. هذا يعني أنني مناضل مثل باقي المناضلين، وعندما يكون الشخص مناضلا، ولا يستفيد فقط، فليس هناك مشكل، وإذا كان بإمكانك أن تأتي بقيمة مضافة للبلاد فَلِمَ لا؟ - يعني أن والدك عباس الفاسي لم يقنعك بالانتماء إلى حزب الاستقلال؟ بالعكس كما قلت لك، هو يقول لي: ماذا تريد أن تفعل بالسياسة؟ ولكن أنا لدي قناعة وأقنع والدي بأنني سأستمر في السياسة، وأحيانا نتناقش بحدة، ولكن في المقابل يجب العمل والنضال، وأحاول أن أناضل بشكل قوي جدا. فيما يخص انتخابات نونبر المقبل، هل ستترشح باسم حزب الاستقلال؟ أي فاعل سياسي يطمح كي يترشح في الانتخابات في يوم من الأيام لأن الانتخابات هي المصداقية والمشروعية الشعبية، حيث يصوت عليك الناس وتصبح مرتبطا بفئة وقاعدة معينة. الأمور الآن ليست واضحة لحد الآن. التقطيع الانتخابي غير معروف، فمثلا أنا مناضل في إفران، وإذا كنت سأترشح في هذه الانتخابات أو انتخابات أخرى، أفضل أن يكون وفق المنطق، فبحكم علاقتي بإفران، رغم أنها دائرة صعبة، سأختار هذه الدائرة بحكم العلاقة الموجودة بيني وبينها، وبحكم كوني مناضلا هناك، وكذا لأنني عضو بالمجلس الوطني للحزب من إفران ولم آت من كوطا ممنوحة للشبيبة. بصفة عامة، إذا أردت الترشح سيكون ذلك في إفران، ولكن الأمور غير واضحة الآن، فهناك حديث عن جمع الأقاليم التي بها خمسة مقاعد ضمن لائحة إقليمية، وإذا تم تطبيق ذلك ستدمج إفران مع الحاجب ومناطق أخرى ليست لي بها علاقة وطيدة. آنذاك سأفكر. المبدأ هو أنني كفاعل سياسي سأترشح للحصول على المشروعية والمصداقية، ولكن لا يمكنني أن أجيبك بشكل واضح إن كنت سأترشح هذه السنة حتى أرى التقطيع الانتخابي. - هناك انتقادات تقول إن عباس الفاسي هو أضعف وزير أول عرفه المغرب. كيف تقيم أداءه وأداء حكومته؟ سأجيب عن هذا السؤال وفق منطق المقارنة. سننظر ماذا فعل الوزراء الأولون السابقون ونقارن. الحكومة الحالية ركزت بشكل أساسي على المسائل الاجتماعية، فالحد الأدنى للأجور في الوظيفة العمومية الآن وصل إلى 2800 درهم، هذا أمر ليس كاف بالفعل، ولكنه على كل حال انتقل من 1600 درهم إلى 2800 درهم، أي كانت هناك قفزة نوعية. الحكومة كانت جريئة، رغم ما يقال بأن المغرب سيفلس بسبب هذه الزيادات. المغرب لن يفلس بسبب الزيادة في أجور الموظفين، بالعكس الموظفون هم أيضا يجب أن يستفيدوا. هناك أيضا توظيف لحاملي الشواهد العليا، ولن أتحدث عن سنة 2011 لأن البعض يقول إنها سنة استثنائية، أتحدث فقط عن الفترة ما بين 2007 و2010، فأكثر من 4000 حامل شهادة وماستر تم توظيفهم، في الوقت الذي لم تتجاوز حكومة إدريس جطو 900 عاطل في خمس سنوات، وحكومة اليوسفي 1600 أو 1700 عاطل في خمس سنوات أيضا، لكن هذه الحكومة وصلت إلى تشغيل 4000 عاطل في ظرف ثلاث سنوات فقط، وفي 2011 أضيفت 4000 منصب شغل جديدة، أي صار المجموع حوالي 9000 منصب شغل. هذه جرأة كبيرة من الحكومة. يمكن أيضا الحديث عن الطرق السيارة ومشاريع أخرى أنجزت، ولكن معلوم أن هذا الأمر ليس كافيا، ولكن الحكومة اتخذت مواقف جريئة ولا أظن نهائيا أنه (عباس الفاسي) أضعف الوزراء الأولين في تاريخ المغرب، وأكبر دليل على ذلك أن هذا الوزير الأول جاء تطبيقا للمنهجية الديمقراطية، ففي سنة 2007 نجح حزب الاستقلال في الحصول على الرتبة الأولى، ولا نتحدث عن نسبة المشاركة، فهذا موضوع آخر يمس الأحزاب كلها والمشهد السياسي بشكل عام، والملك أراد تطبيق المنهجية الديمقراطية فأصبح الأمين العام وزيرا أول، وهذا ما يعطيه المشروعية، ففي الخارج عندما كان ينتقل إلى دول أخرى كانوا يحاورونه باعتباره وزيرا أول يتوفر على مصداقية ومشروعية. إذن الوزير الأول قوي. هناك بالطبع انتقادات، لكن أن يقال إنه أضعف وزير أول فأنا لست موافقا للأسباب التي ذكرت قبل قليل. - وكيف تقيم أداء وزراء تجمعك بهم علاقة قرابة ويكونون دائما محط انتقاد مثل ياسمينة بادو؟ أريد أن أشير أولا إلى أنه لا يجب أن نتحدث عن عائلة الفاسي الفهري كعائلة واحدة، لأن الناس يضعون الجميع في سلة واحدة. عائلة الفاسي الفهري فيها من هو في التقدم والاشتراكية والاتحاد الدستوري، وفيها من هو تقنوقراطي أو استقلالي، وفيها من لا يزاول السياسة إطلاقا. هناك قناعات ومبادئ مختلفة. ثانيا، هل هذا الشخص أو تلك السيدة مناضل ومناضلة؟ فياسمينة بادو، التي تحدثت عنها، منتخبة في آنفا، وهي من أقلية النساء اللواتي نجحن بشكل مباشر وليس ضمن لائحة نسائية وطنية، وبالتالي لديها مصداقية، لم تكن جالسة في منزلها وقالوا لها كوني وزيرة، بل هي مناضلة ترشحت في الدارالبيضاء آنفا مع منافسين أقوياء وكانت الأولى. هذه مصداقية قوية، مثل حالة عباس الفاسي الذي أصبح وزيرا أول عندما نجح الحزب أولا، وإلا فإنه لم يكن ممكنا أن يكون عباس الفاسي أمينا عاما للحزب لأن النظام يحدد مدة انتدابه في ولايتين اثنتين. والنسبة لأداء وزيرة الصحة لا أملك معطيات مضبوطة كي أتحدث بشأن ذلك، فالوزيرة هي المخول لها ذلك ويمكن أن تجيب عن هذا السؤال وفق معطيات وأرقام وتدافع عن حصيلتها. - وما هي علاقتك كشاب بحركة 20 فبراير وموقفك منها بشكل واضح؟ حركة 20 فبراير، بكل وضوح، هي التي جعلت وتيرة الإصلاحات تسرع. هناك فعلا تراكمات وأحزاب وطنية أخذت مواقف جريئة في الماضي. هناك وثائق لأحزاب تحدثت عن محاربة الفساد والمطالبة بتعديلات دستورية، ولعبت دورا أساسيا، ولكن في هذه الفترة لعبت 20 فبراير دورا كي تسرع وتيرة الإصلاحات. أنا أحيي هذه المبادرة. في مسيرتي 20 فبراير و20 مارس كنت حاضرا في شارع محمد الخامس هنا في الرباط، كملاحظ، لأنه ضروري أن تتفق، على الأقل، مع مطلب واحد. من الذي ضد محاربة الفساد؟. المغاربة كلهم متفقون على الأقل مع مطلب من هذه المطالب. أنا أحيي 20 فبراير ومبادرتها الأصلية، وحذار من استعمال هذه الحركة من قبل تيارات أخرى. - وفيم تختلف مع حركة 20 فبراير بالتحديد؟ كانوا يطالبون بإقالة الحكومة وحل البرلمان، وأنا لم أكن متفقا مع هذا المطلب لأنه، منطقيا، إذا تم حل البرلمان يعني أن الحكومة ستسقط، ولكن إلى حين تنظيم انتخابات سابقة لأوانها يجب أن تكون هناك حكومة. إذن سيتم تعيين حكومة تقنوقراطية لأن الأغلبية معروفة، وهي التي كانت موجودة، وحكومة تقنوقراطية هي بالخصوص ما نناضل ضده لأننا نريد أن تصبح جميع المناصب الحكومية حزبية، وهذا يتناقض مع المطلب الأساسي لحركة 20 فبراير المتمثل في إبعاد التقنوقراطيين ودفع المناضلين الحزبيين. هذا المطلب إذن لم يكن منطقيا، كما أن حل البرلمان يعني تنظيم انتخابات في أقرب وقت، فماذا سنربح؟ يجب القيام بتعديلات، مثل التعديل الدستوري، حتى يمكن تنظيم انتخابات، فمطلبهم يتعارض مع رغبتهم الجوهرية في إقرار الديمقراطية وتقوية الأحزاب. المهم هو التغيير والقطع مع ممارسات من قبيل أن نستقدم شخصا معينا ونلونه بلون حزب سياسي ونعينه وزيرا. هذا الأمر يجب أن ينتهي لأنه يقتل النضال.