ندد سكان أحياء «المير علي» و «لمحرشي» و«سي لخضر» الهامشية بما يعانونه بسبب الخوف الذي يلازمهم نتيجة وجود الواد الذي يخترق أحياءهم السكنية. ويتذكر السكان ما عانوه خلال السنة الماضية حين اجتاحت بيوتهم وأكواخهم مياه الفيضانات بسبب ارتفاع منسوب مياه الواد، والذي كاد يبتلع أحد شباب المنطقة. يقول خالد الرياض (18 سنة) في تصريح ل«المساء» إنه كاد يلقى حتفه بالواد عندما كان عائدا إلى البيت بعد أن انهارت الأتربة وجرفته المياه لولا مساعدة أحد الأشخاص الذي أنقذه من موت محقق. ومازال هؤلاء السكان يعانون إلى اليوم، خاصة في هذا الفصل الحار، مع هذا الواد الذي أصبح مصدر قلق وخطر أصبح يلازم سكان هذه الأحياء ويهدد سلامتهم وصحتهم وسلامة أطفالهم. وأجمل السكان ل«المساء» معاناتهم في انعدام حاجز واق فوق القنطرة المتواضعة التي توجد على الوادي، حيث سبق أن لقي مسن مصرعه عندما سقط في الواد إضافة إلى سقوط العديد من الأشخاص والأطفال الذين أصيب بعضهم بكسور، وأصبحوا محرومين من اللعب مخافة الوقوع في الوادي والحفر والخنادق بسبب انعدام الإنارة وغياب حاجز على طول الوادي الذي توجد منازل السكان على ضفتيه، وانعدام قناطر تربط سكان الضفتين وتسمح لهم بالتحرك بينهما وللأطفال بالالتحاق بمدارسهم. إضافة إلى ذلك توجد خرب وسط الحي تؤوي متسكعين ومتشردين ومتعاطين للفساد دون احترام مشاعر الساكنة. يقول أحد السكان «أصبحت هذه الخرب وكرا لجميع الرذائل والفساد، دون الحديث عن التهديد الذي يشكله هؤلاء في غياب الإنارة والأمن.. بل منع السكان حتى من أداء صلاة الفجر». وأكد سكان بحي المير علي وحي سي لخضر، والذين يتجاوز عددهم 10 آلاف نسمة، أنهم وقعوا عريضة مؤرخة في 10 غشت الماضي وبعثوها إلى مسؤولين بوجدة مطالبين فيها بحلّ عاجل لمشكل التلوث النابع من الواد الحار بين الحيَّيْن، حيث توجد به مياه ملوثة تنبعث منها الروائح الكريهة التي تضر بصحتهم، خاصة الأطفال، كما تتسبب المياه في انتشار الحشرات والناموس، في غياب تنظيف الواد من الأزبال وعدم وجود حواجز ودون أن تتدخل أي جهة لإنقاذهم من هذا المشكل الذي يؤرقهم لمدة طويلة، حسب ما جاء في العريضة. كما راسل السكان والي الجهة الشرقية عامل عمالة وجدة أنجاد في ال29 من مارس الماضي، وطالبوا بفتح تحقيق عاجل في طريقة إنشاء قنطرة وقنوات تصريف مياه الواد الحار بالحي، وهي الطريقة التي وصفوها ب«العشوائية». وندد السكان بمعاناتهم التي لم تنته مع محنتهم المستمرة بسبب هذا الواد، مطالبين بتدخل الجهات المسؤولة من أجل وضع نهاية لمعاناتهم مع هجوم الحشرات بشتى أنواعها وتراكم الأزبال والنفايات وتجمّع المياه الآسنة الناتجة عن تدفق مياه الواد الحار والروائح الكريهة وانعدام الإنارة. كما نددوا بما أسموه «غياب» دور مسؤولين محليين ومنتخبين الذين يعتبرون أحياءهم مجرد خزان للأصوات ليس إلا.