في منطق المخزن هناك قاعدة نحوية تقول «إذا التقا رجلا سلطة من العيار الثقيل فاكسر ما سبق»، نفس المقولة تنطبق على الصراع الخفي بين الكوكب المراكشي والنهضة السطاتية حين كان الفريقان ينعمان بمظلة كل من محمد المديوري وإدريس البصري. في كتابه «مخزنة الرياضة كرة القدم نموذجا»، للباحث منصف اليازغي نماذج من تصادمات السلطة، خاصة حين يتعلق الأمر بفرق لها قوة دفع من الخلف، كما حصل في مواجهة بين النهضة والكوكب. «في مباراة بين النهضة السطاتية والكوكب المراكشي برسم بطولة موسم 1993/1994، تعد أكبر مترجم لحالة الصدام بين رجلين قويين يتمتعان بسلطة وازنة في البلاد، هناك إدريس البصري من جهة بوصفه رئيسا شرفيا لنهضة سطات ووزيرا للداخلية، ومحمد المديوري من جهة أخرى باعتبار منصبه كرئيس للكوكب المراكشي والحارس الشخصي للملك الراحل الحسن الثاني، كان من المقرر أن تجرى المباراة على أرضية المركب الشرفي لسطات ذات أحد، تحت قيادة الحكم الدولي عبد العالي الناصري، حضر الكوكب المراكشي الفريق الضيف، ولم يحضر المستضيف السطاتي، فماكان من الحكم إلا الإعلان عن فوز الكوكب المراكشي باعتذار من قلب مدينة سطات، بعد أن استشار بنعلي رئيس لجنة التحكيم آنذاك، ورئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم العقيد إدريس باموس، وكان طبيعيا أن تتناقل الدوائر العليا خبر هزيمة فريق إدريس البصري إلى أن وصل ذلك إلى علم الملك الحسن الثاني، الذي بادر وزيره في الداخلية خلال إحدى حصص الغولف بسؤال حول الأسباب الحقيقية وراء الهزيمة باعتذار في قلب الدار، فكان جواب إدريس البصري أن فريق نهضة سطات فضل أن يكون في استقبال الموكب الملكي الذي كان يسير في نفس اليوم في اتجاه مراكش مرورا بسطات والاحتفال بقدوم الملك «فكان الشرف العظيم التضحية بالمباراة في سبيل ذلك». لكن القضية لم تتوقف عند مبرر إدريس البصري، بل كانت للمباراة شوط آخر. «النتيجة النهائية لهذا السيناريو تمثلت في قرار الملك الراحل بوضع إدريس باموس رئيس الجامعة تحت الإقامة الجبرية بمنزله بالقنيطرة، ولم ترفع عنه إلا بتدخل من الجنيرال دو ديفزيون حسني بنسليمان يوم عيد الفطر من نفس السنة، حينما استعطف الملك مؤكدا له على ضرورة تواجد رئيس جامعة الكرة باموس ضمن اللجنة المشرفة على ترشيح المغرب لاحتضان كأس العالم 1998، فكان بمثابة رد الاعتبار لنهضة سطات». أما على المستوى الإداري فبادرت لجنة الاستئناف إلى إلغاء قرار لجنة القوانين والأنظمة، بإعادة المباراة التي انتقل المراكشيون إلى سطات على مضض لخوضها رغبة من المديوري في طي الخلاف.