تبت محكمة الاستئناف بالدار البيضاء اليوم الثلاثاء في طلب السراح المؤقت، الذي تقدم به دفاع رشيد نيني مدير نشر «المساء»، الذي قضى أزيد من أربعة أشهر خلف القضبان بالمركب السجني عكاشة بالبيضاء. وتعتبر هذه المرة الثانية، التي ستبت فيها المحكمة في طلب السراح المؤقت، الذي رفضته في المرة الأولى، بالرغم من توفر مدير نشر «المساء» على كافة الضمانات القانونية. إذ أكد دفاع نيني خلال الجلسة السابقة أنه مستعد لتقديم جميع الضمانات، سواء تعلق الأمر بكفالة مالية أو ضمانة شخصية من لدن شخصيات وازنة أو تطبيق إجراء المراقبة القضائية. وستواصل المحكمة النظر في الملف يوم 15 من شهر شتنبر المقبل، إذ من المرتقب أن تشهد الجلسة حضور جميع أعضاء هيئة الدفاع، الذين لم يحضروا خلال الجلسات السابقة لعدم علمهم بتاريخ المحاكمة. وما يزال مدير نشر «المساء» محروما من حقوقه داخل السجن، وتتمثل في حرمانه من الاتصال بأسرته عبر الهاتف الثابت وعدم الاستجابة لطلب نقله إلى جناح الطلبة ومنعه من الحصول على أدوات الكتابة من قلم وأوراق. ويخوض نيني اعتصاما داخل زنزانته، إذ يرفض الخروج إلى الفسحة احتجاجا على حرمانه من حقوقه, إلى جانب تعرضه للتفتيش الجسدي المهين وللحراسة المشددة. وتواصل المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج صم آذانها بخصوص ملف نيني، بالرغم من الطلبات التي تقدمت بها عدد من الجمعيات الحقوقية، التي نادت بضرورة تمتيعه بحقوق كسجين. كما راسلت جمعيات حقوقية ونقابية المندوب العام للسجون حفيظ بنهاشم من أجل السماح لها بزيارة مدير نشر «المساء» والاطلاع على أحواله، غير أن كل هذه الطلبات ظلت رهينة الرفوف. يذكر أن الحركة الحقوقية بالمغرب وجهت نداء تطالب فيه بإطلاق سراح نيني، «انطلاقا من موقفها المبدئي فيما يتعلق بضرورة وفاء الدولة بالتزاماتها الوطنية والدولية واحترامها لحرية الرأي والتعبير وحرية الصحافة»، واعتبارا لما عبرت عنه مختلف المكونات المجتمعية المعنية بالشأن الإعلامي من أن متابعة ومحاكمة مدير نشر يومية «المساء» الصحفي رشيد نيني قد شابتها اختلالات ماسة بالحق في المحاكمة العادلة. ودعا الائتلاف المغربي لهيئات حقوق الإنسان، المكون من 18 جمعية، في نداء وجهه إلى المسؤولين عن استمرار اعتقال نيني، إلى الإفراج الفوري عنه والكف عن الاعتداء على حرية الرأي والتعبير، وعلى عمل الصحافة والصحفيين. كما ناشد كافة القوى الحية بالبلاد تكثيف تحركها من أجل الحرية لرشيد نيني.