«عرفتونا علاش جينا، المعمل ضر بينا»، «هذا عيب هذا عار أولادنا وفلاحتنا في خطر» هي بعض الشعارات التي رددتها حناجر العشرات من سكان جماعتي أولاد فريحة وعين بلال، الذين احتجوا أمام قيادة بني مسكين الغربية، الاثنين الماضي، على الساعة 10 صباحا في وقفة احتجاجية، طالبوا من خلالها السلطات المحلية بالتدخل العاجل لإيقاف الضرر البيئي والصحي الذي ما فتئ يخلفه معمل للزيوت المحروقة، الذي كان قد أنشئ سابقا فوق تراب جماعة أولاد افريحة. وحملت شعارات المحتجين رسالات تنذر بالخطر البيئي المحدق بالمنطقة وتشير إلى الأضرار التي لحقت بالنبات والإنسان بالجماعتين المذكورتين، ولتهدئة الوضع قام قائد قبيلة بني مسكين الغربية بفتح حوار مع السكان المحتجين أطلعهم من خلاله على المجهودات المبذولة من طرف السلطة المحلية والمتمثلة أساسا في سحب رخصة المعمل، والزيارات االمتكررة إلى هذه الوحدة الصناعية التي قام بها ممثل السلطة المحلية رفقة لجنة مكونة من 20 فردا تمثل مختلف المصالح من أجل تبليغ صاحب المعمل بقرار توقيف نشاط الوحدة في تكرير الزيوت المحروقة. وفي تصريح لأحد أعضاء لجنة الحوار، أكد هذا الأخير على أن الأمر مستعجل لأنه يهم صحة الإنسان والحيوان والنبات والتربة والمياه، خصوصا وأن المصنع لا يبعد كثيرا عن بحيرة سد المسيرة وبالتالي فإنه «يهدد منطقة بأكملها، كما أننا صبرنا كثيرا منذ شهر مارس2010 ونحن ننتظر الإنصاف لأن ضرر المعمل أكثر من نفعه، فهل نضحي ب14 قرية من أجل استفادة ثلاثة عمال من أجر زهيد ثم نطرح السؤال أين تذهب النفايات الأخرى؟ ولذلك سنستمر في الاحتجاج حتى نعيش نحن وأبناؤنا ونباتنا وبهائمنا في بيئة سليمة، أو سنهاجر القرية لنستقر بالمدينة، وسننظم مسيرة نحن وعائلاتنا إلى ولاية جهة الشاوية ورديغة لأن القائد قام بمجهوده والأمر الآن أصبح بيد الولاية»، يقول المصدر نفسه. وللإشارة فإن ساكنة الجماعتين كانت قد توجهت بعريضة تحمل أكثر من 200 توقيع وعدة شكايات منذ مارس 2010، والتي تتوفر «المساء» على نسخة منها إلى كل من وزير الداخلية ووالي جهة الشاوية ورديغة والديوان الملكي وديوان المظالم آنذاك ووزيرة الصحة والمجلس الاستشاري لحقوق الإنسان وقائد قيادة بني مسكين الغربية ورئيس جماعة أولاد افريحة، بعدما تفاقم الوضع البيئي بالمنطقة وأصبح لزاما تدخل السلطات المعنية لإيقاف خطر الزيوت المحروقة وانبعاثاتها السامة.