تتسارع الأحداث في ليبيا، بشكل يوحي بإمكانية إسقاط نظام القذافي أو القبض عليه أو قتله في الساعات أو الأيام القليلة المقبلة، بعدما أعلنت المعارضة الليبية أن ساعة الصفر قد حانت للسيطرة على العاصمة طرابلس، في ظل تسارع الأحداث الميدانية منذ الليلة ما قبل الماضية، ومع إحراز الثوار تقدماً غير مسبوق نحو الشرق. وأكد ناطق باسم الثوار قائلا: «إن المعارضة أطلقت عملية من داخل طرابلس، ويتوقع أن تنتشر بسرعة في كامل أحيائها». وحسب الأنباء الواردة من المعارضة، فقد أُعلن عن سيطرة الثوار على مقر الاستخبارات في طرابلس، كما انضم إليهم عدد من جنود الكتائب الأمنية التابعة للقذافي، وفرضوا معهم السيطرة على مطار المدينة، حسب ما أكده تقرير موقع قناة «العربية». أما شهود العيان في العاصمة الليبية طرابلس فقالوا إنهم سمعوا دوي انفجارات وإطلاق نار في المدينة. واعتبر مصطفى عبد الجليل، رئيس المجلس الوطني الانتقالي للمعارضة الليبية المسلحة، أول أمس السبت، أن نهاية العقيد معمر القذافي باتت «قريبة جداً»، وأن نهايته ستكون «مأساوية»، فيما يواجه الثوار مقاومة في البريقة (شرق) غداة تقدم أحرزوه في زليتن والزاوية. وتحدث سكان في طرابلس عن قتال في عدة أحياء، وقالوا إن معارضي الزعيم الليبي معمر القذافي يجوبون الشوارع، فيما أكد شاهد عيان أن تاجوراء مدينة محررة الآن من قوات العقيد، بينما قال سكان من العاصمة الليبية «تلقينا رسائل نصية تدعونا للخروج إلى الشوارع لمواجهة عملاء مسلحين». وقال عبد الجليل «إن لديهم اتصالات مع الحلقة الأولى للقذافي، وكل الأدلة تشير إلى أن النهاية ستكون قريبة جداً بعون الله». وفي صفعة جديد للقذافي، أكد الثوار أن عبد السلام جلود، رئيس الوزراء السابق الذي دبّ الخلاف بينه وبين القذافي في منتصف التسعينيات، والذي لازال يحظى بشعبية كبيرة، ترك طرابلس وانضم إليهم، وشدد جلود على نهاية حكم القذافي، داعيا من تبقى معه إلى تركه وحيدا. وفي خطوة يائسة، حث العقيد الليبي معمر القذافي أتباعه على صد هجوم شنه المعارضون، الذين وصفهم ب«الجرذان» و«المسخين»، على العاصمة طرابلس، واتهم الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بمحاولة سرقة النفط الليبي، فيما هزت العاصمة أربعة انفجارات عنيفة، وفقاً لوكالة «فرانس برس». وأدلى القذافي بهذه التصريحات في تسجيل صوتي لا يعرف في أي مكان من ليبيا تم تسجيله، وقال فيه عبر التلفزيون الرسمي، إن المعارضين «مصممون على تدمير الشعب الليبي». من جهته، نفى سيف الإسلام القذافي إمكانية استسلام النظام الليبي، في كلمة مسجلة وجهها إلى مؤتمر شبابي في طرابلس، أول أمس، وقالت مصادر إن التسجيل ثم قبل مهاجمة الثوار للعاصمة.