حدث ذلك في عطلة الصيف، حين قدم المتهم من الديار الإيطالية ليبني عش الزوجية، وحدث أن تعلق بفتاة أعجب بأخلاقها وطلب من والديه أن يرافقانه إلى بيت الفتاة كي يكمل مراسيم الزواج، كان فرح الشاب كبيرا وهو يخطب ود الفتاة، خاصة بعد أن رحب الجميع بطلبه. ولكن حدث ما عكر صفو الخطوبة وأنهى قصة مشروع الزواج مبكرا، فقد أخبرت زوجة أخ الشاب عائلة العروس بأنه يعاني اضطرابات نفسية وهو ما جعل عائلة الفتاة تتراجع عن قرارها وترفض تزويج ابنتها لشخص مريض، وبعد أن علم المتهم بالخبر اختطف الفتاة واغتصبها انتقاما لنفسه. مباشرة بعد عودة المتهم من إيطاليا، ألح على والديه لمرافقته لخطبة (ت. م)، الفتاة التي اختارها قلبه، بالرغم من أنه لم يحبها سوى خلال زيارته الأخيرة لمدينة حطان. كان يوما استثنائيا في حياة (ن. ر)، حيث اشترى هدية الخطبة.. واتجه نحو منزل الفتاة التي ملكت قلبه وسلبت عقله، وقضى نهارا جميلا مع عائلة محبوبته، وتمت الخطبة في جو من التفاهم والمودة.. وضرب أهل الفتاة موعدا آخر لتحديد موعد الزواج والاتفاق على المبلغ المالي الذي سيحدده والد الخطيبة كمهر. أخبار غير سارة بعد أسبوع فقط على الخطبة، اتصلت زوجة أخ (ن. ر)، بعائلة العروس وأخبرتهم بأن العريس سبق أن دخل مستشفى الأمراض العقلية، وأن المسكنات هي التي تعيد له هدوءه وتوازنه النفسي، بعد ذلك يعود إلى حالته المرضية، فيصبح مثل ثور هائج... بعد مشاورات قررت عائلة العروس التراجع عن فكرة تزويج ابنتها من (ن. ر) تفاديا لأي مشكل. واختفت (ت. م) لأزيد من شهر وانقطعت أخبارها عن الخطيب الذي جن جنونه، وحاول مرارا الاتصال بها عبر هاتفها النقال، إلا أنه كان يجده مقفلا، ما دفعه إلى التوجه نحو منزلها لمعرفة الأسباب المفاجئة. شعر بالصدمة وهو يتلقى خبرا سيئا من والد خطيبته، مفاده أن الزواج أصبح في خبر كان لأسباب ليس له الحق في معرفتها. هذا الخبر هز مشاعره وحوله إلى إنسان بئيس مهان.. وبدت له الحياة أكثر تفاهة مما كان يتصور، وهام على وجهه يبحث عن جواب يعيد له كرامته وتوازنه النفسي .. الانتقام جن جنون الخطيب وبدأ يفكر في طريقة تعيد إليه كرامته ورجولته.. ولم يجد بدا من الانتقام من خطيبته (ت. م)، التي خانته وتآمرت عليه.. هكذا تصور الأمر. وبعد أن نفد صبره قرر رفقة قريب له اختطافها بواسطة سيارته إلى مكان بعيد عن مدينة حطان حيث مقر سكناها، وهناك نزع ملابسها وطلب منها الامتثال لأوامره، فهو الآن هو السيد ولا أحد له الحق في اعتراض قراراته. توسلت إليه وأقسمت أن تتزوجه إن هو عفا عنها، متهمة زوجة أخيه التي ادعت أنه سبق أن دخل مستشفى الأمراض العقلية، وأنه يعاني من وقت لآخر، من انهيار عصبي... ولكنه أصر على اغتصابها بعنف، ثم مزق جسدها البض بآلة حادة.. وحسب رواية الضحية، فإن المعتدي كان ينوي إشعال النار في جسدها لولا مرور دراجة نارية يركبها رجل يسكن بأحد الدواوير القريبة من مسرح الحادث، فاضطر إلى الفرار رفقة صديقه بعد أن ألقى بها على مشارف المدينة، بين الحياة والموت تعاني آلام الجراح، ليتم إبلاغ رجال الدرك بحطان، حيث تم نقلها على وجه السرعة إلى المستشفى الإقليمي في خريبكة لتلقي العلاج، في حين تم القبض على (ن. ر) من طرف رجال الدرك الملكي بحطان، وإحالته على أنظار المحكمة في خريبكة، من أجل الاختطاف والاغتصاب والضرب بالسلاح الأبيض.