شهدت أشغالُ المجلس الحكومي الأخير، المنعقد يوم الخميس الماضي مشادات كلامية بين الوزير الأول عباس الفاسي وكاتب الدولة في الخارجية أوزين. وكشفت مصادر مطلعة ل«المساء» أن تراشقا كلاميا نشب بين الفاسي وأوزين بعد أن أثار كاتب الدولة في الخارجية -أثناء تدخله للتعقيب على العرض الذي تقدم به وزير المالية والاقتصاد، التجمعي صلاح الدين مزوار، حول الوضع الاقتصادي للبلاد- الارتباك الحاصل في صفوف أعضاء الحكومة نفسها ووسائل الإعلام حول صفة الأمين العام لحزب الاستقلال، هل هو رئيس الحكومة أم الوزير الأول؟ مشيرة إلى أن الفاسي التقط الإشارة التي وردت في تساؤل كاتب الدولة في الخارجية، ليرد بانفعال: «ما غديش نجاوبك.. سميني اللي بغيتي.. أنا هو أنا.. وأنا اللي جالس في هاذ الكرسي». وإن كان الفاسي قد بدا محرجا، وهو يرد على أوزين، حسب مصادر «المساء»، فإن تساؤل الوزير الحركي عن صفة وزيره الأول أعاد الحديث عن الجدل الذي ثار بخصوص صفة الفاسي بعد دخول الدستور الجديد حيز التنفيذ في نهاية يوليوز المنصرم، ولكن هذه المرة داخل المجلس الحكومي. ووفق المصادر ذاتها، فإن مرد إحراج الفاسي يأتي «من كونه إن كان يرى في نفسه وزيرا أول فإنه غير قادر على مواكبة التصورات التي حصلت بعد المصادقة على الدستور، أما إن كان يعتبر نفسه رئيسا للحكومة فهو مطالب بتحمل مسؤوليته في هذا الصدد، وهو أمر غير متحقق بدليل التعيينات التي جرت دون علمه». وأشارت إلى أن «الفاسي يوجد اليوم، في ظل الوضع الانتقالي الذي يعيشه البلد، في منزلة بين المنزلتين». من جانبه، رفض كاتب الدولة في الخارجية التعقيب على ما نقلته مصادر «المساء» بخصوص التراشق الكلامي حول صفة الفاسي، مكتفيا، في اتصال أجرته معه «المساء»، بالقول: «الوزير الأول أو رئيس الحكومة أكن له التقدير والاحترام، وأعتقد أن نقاشات المجالس الحكومية يطبعها الاختلاف الحاد أحيانا، لكنها تبقى في جو من التقدير والاحترام المتبادل». من جهة أخرى، فوجئ الوزير الأول، وهو يهم بمغادرة ضريح محمد الخامس في الرباط حيث ترحم على روح الملك الراحل، باختفاء «بلغته» التي لم يعثر لها على أي أثر بالرغم من التفتيش عليها الذي بوشر في عين المكان. ووجد الوزير الأول نفسه في موقف حرج اضطره إلى تدبر أمره على عجل بغية عدم التخلف عن اجتماع المجلس الحكومي المنعقد يوم الخميس الماضي.