استنفر اكتشاف إصابة جرو مغربي بداء الكلب بعد أقل من أسبوع من وصوله إلى منطقة «فوندي»، غرب فرنسا، السلطات الوقائية الفرنسية. وقد تعبأت الأجهزة الوقائية والبيطرية منذ ليلة الخميس الماضي من أجل دراسة هذه «الحالة» الأولى من نوعها في هذا البلد الأوربي منذ 1998، تاريخ إعلان فرنسا «بلدا خاليا من داء الكلب». ونبّه بيان أصدرته مصالح محاربة الأوبئة في فرنسا إلى المخاطر التي قد تنجم عن استيراد الحيوانات، خصوصا الكلاب، من البلدان التي ما تزال الأمراض المنتقلة من الحيوانات إلى الإنسان شائعة فيها، وشدد على ضرورة التأكد من سلامة جميع الأنظمة الصحية للبلد الأصل وخلو الحيوان المستورد من أعراض مرضية قبل إنهاء مساطر استيراده. وأثار الجرو الانتباه، بعد أيام قليلة من وصوله إلى الديار الفرنسية، بسبب الاختلالات التي لوحظت على سلوكه، فقررت المصالح المكلفة بمحاربة الأوبئة وضعه تحت الحجر الصحي وتولى معهد «باستور»، الفرنسي، إجراء اختبارات للتأكد من إصابة الجرو حقيقة بداء الكلب. وبعد تأكد الإصابة، أعلن نفوق الجرو وصدرت أوامر لفتح تحقيق حول الأشخاص الذين كانوا على اتصال به قبيل نفوقه وتم إعداد قائمة بنحو 24 شخصا وُضِعوا جميعُهم تحت الرعاية الوقائية قبيل الشروع في العلاج الوقائي، تحسبا لإصابتهم بالفيروس الناقل لهذا الداء. وقد فضلت مصالح محاربة الأوبئة في فرنسا وضع هؤلاء الأشخاص تحت الرعاية الطبية رغم أن احتمالات إصابتهم بالداء كانت قليلة بالنظر إلى أن داء الكلب ينتقل من الحيوان إلى الإنسان عن طريق اللدغ، والحال أن الجرو لم يعُضَّ أي شخص من الذين شملتهم التحقيقات الوبائية تحسبا لانتقاله عن طريق مس أي جرح، سواء كان لدى الأشخاص المعنيين أو لدى الجرو.