علق مستشارون في المجلس القروي لجماعة «إيمي نتليت» في إقليمالصويرة مهامهم وقاطعوا كافة أنشطة وأشغال دوراته، بما في ذلك الاستحقاقات الانتخابية ومختلف العمليات التي تواكبها، في أفق تقديم استقالتهم الجماعية والنهائية من المجلس تنديدا بما أسموه «انفراد» الرئيس بالتسيير وبكل شيء في الجماعة، وكأنها «ملك خاص»، كما تقول رسالة للمستشارين الجماعيين رفعت نسخ منها إلى وزير الداخلية ووزير العدل ووالي ولاية مراكش تانسيفت الحوز وإلى عدة جهات أخرى، والتي توصلت «المساء» بنسخة منها. وأضاف المستشارون أنهم لن يتراجعوا عن مطالبهم «العادلة والمشروعة» إلا بالتدخل العاجل وفتح تحقيق نزيه في أوضاع جماعة «إيمي نتليت» والقيام بافتحاص ماليتها منذ 1992 وإجراء خبرة على مختلف الأوراش والمشاريع التي شهدتها. وندد المستشارون بطريقة التسيير في الجماعة، والتي «تلغي» دور باقي المستشارين الجماعيين، حيث لا صوت يعلو على صوت الرئيس، مؤكدين أن الجماعة تغرق في جملة من الاختلالات وجب الوقوف عليها. وأضافت الرسالة نفسها أن مجموعة من الشكايات أحيكت ضد بعض أعضاء المجلس، وهي معروضة على محاكم الإقليم والجهة والتي يرفعها الرئيس لأسباب وصفتها الرسالة ب«الانتقامية». وأكد المستشارون، في الرسالة نفسها، أن الوضع العام في الجماعة «جد متردٍّ»، حيث يغيب الماء في ثلاثة أرباع مساحتها، كما يفتقر نصف ترابها إلى الطرق، بالإضافة إلى غياب الخدمات الصحية وتردي أوضاع قطاع التعليم، سنة بعد أخرى، وأن كل هذه الاختلالات وغيرها هي نتيجة للتسيير الجماعي على اعتبار أن رئيس الجماعة هو الجهة المخول لها تنفيذ مقررات المجلس بإشراف من سلطة الوصاية، غير أنه لا يتم تنفيذ مقررات المجلس، يؤكد الطيب أمكرود، أحد أعضاء المجلس الموقعين في العريضة، التي تتوفر «المساء» على نسخة منها أيضا. وأكد المصدر نفسه أنه سبق للجنة من المجلس الجهوي للحسابات أن حلت بمراكش من أجل الوقوف على ما يندد به المستشارون الجماعيون منذ مدة ليست بالقصيرة وأنه، إلى حدود الساعة، لم يتوصلوا بعدُ بالتقرير الذي أعدّتْه اللجنة التي حلّت بالجماعة في فترة سابقة. كما ندد الأعضاء برفض الرئيس مقترحاتهم وعرقلة مشاريع الجماعة المفوتة منذ أزيد من سنة كمشروع الماء الصالح للشرب في الدوائر 01، 02، 03، 08 و13، والذي فوتت صفقته منذ 14 يونيو 2010، وتسخير آليات الجماعة لأغراضه الخاصة، حيث يستغل سيارة المصلحة لتنقلاته الخاصة وينقل بسيارة الإسعاف الحديثة العاملين لديه. وفي اتصال مع رئيس جماعة «إيمي نتليت»، نفى ما تضمنته رسالة المستشارين، مؤكدا أن كل ما جاء فيها لا ينبني على أساس من الصحة، حيث إن العديد من اللجن سبق أن حلت بالجماعة وتأكدت من عدم وجود أي اختلالات أو سوء في التسيير وأن كل الشكايات التي يرفعها هؤلاء هي كيدية وأن لهم أغراضا سياسية أكثر من أي شيء آخر. كما أضاف أن المستشارين المعنيين بالرسالة هم الذين يقاطعون دورات المجلس بهدف اختلاق المصاعب في الجماعة التي لم تكن في البداية سوى قرية مهجورة، قبل أن تتحول إلى ما هي عليه اليوم، رغم من محدودية مداخيلها.