أصدر العديد من المثقفين المغاربة بيانا يدينون فيه الممارسات الدموية للنظام السوري في حق المتظاهرين في مختلف المدن السورية. وجاء في البيان أنه «مضى ما يزيد عن ثلاثة أشهر، ونحن نشهد تطور الوضع في سوريا، منذ أن انطلقت احتجاجات انتفاضة شعبية في بعض المدن، قبل أن تمتد إلى مدن أخرى، لتشمل بعد ذلك البلد قاطبة بمختلف مكوناته وطوائفه، وقد اختار النظام السوري، منذ البداية، أن يواجه هذه الاحتجاجات السلمية بالقمع والعنف، عوض الإنصات لمطالب الشعب». وندد البيان ب«استخدام النظام مختلف قوات الأمن والجيش، ووصل القمع إلى درجة ذبح المنتفضين والتمثيل بجثثهم، غير أنه كلما ازداد استعمال النظام الحاكم لقوات الأمن والجيش وبعض الميليشيات من أجل القمع والتقتيل، ارتفعت وتيرة الاحتجاج واتسع حجم الانتفاضة التي يشارك فيها اليوم مئات الآلاف من المواطنين من مختلف الأجيال والمناطق». و استنكر المثقفون ما وصفوه بالعنف والقمع الهمجيين، اللذين يمارسهما النظام السوري ضد شعبه، وأدانوا موقف الأنظمة العربية، الذي نعتوه ب«المتخاذل»، من خلال السكوت عن هذه الجرائم وعدم حماية الشعب السوري. و«انطلاقا من إيماننا بمبادئ الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان، فإننا ندين بكل شدة هذه المجازر في حق المواطنين السوريين العزل المتشبثين بحقهم في التظاهر السلمي، من أجل مطالبهم في الحرية والكرامة والديمقراطية والتعددية السياسية»، يقول بلاغ المثقفين المغاربة. وبعدما أعلن المثقفون المغاربة تضامنهم مع الشعب السوري أمام ما يتعرض له، أهابوا بكافة القوى المتشبثة بالمبادئ نفسها في المنطقة العربية أن تقف ضد هذه الجرائم التي تُرتكَب في حق الإنسانية في المدن والقرى السورية. وناشد البيان المثقفين، والحقوقيين خصوصا، أن يقوموا بالتوثيقات اللازمة قصد إعداد ملف حول الجرائم الشنعاء، التي ترتكب في حق الشعب السوري، من أجل تقديمها في أقرب الآجال إلى المحكمة الجنائية الدولية، مرفقة بلائحة بأسماء مرتكبيها. وأعلن المثقفون المغاربة، من خلال هذا البيان، عن تضامنهم المطلق مع المثقفين والفنانين وكل المبدعين السوريين الواقفين اليوم بإخلاص وشجاعة ضد أساليب القمع الوحشي.