شنت الجماهير العسكرية، التي حضرت مباراة الجيش الملكي والفتح الرياضي برسم دور سدس عشر نهاية كأس العرش، هجوما لاذعا على المدرب مصطفى مديح، محملة إياه مسؤولية النتيجة المخيبة التي حققها مع الفريق، خصوصا أن منافسه الفتح الرياضي خاض أكثر من ربع ساعة الأخيرة من المباراة منقوص العدد، إثر طرد لاعب وسط ميدانه محمد أمين البقالي، بعد تلقيه إنذارين متتاليين. ووجهت الجماهير الغاضبة والمتخوفة على مستقبل فريقها سيلا من الشتم والسب لمديح ولإدارة النادي، منتقدة الآخرة لكونها لم تتمسك بأهم مكونات النادي، كما لم تستطع إقناع عدد من اللاعبين بتجديد عقودهم، وفي مقدمتهم يوسف القديوي وجواد وادوش وعدد آخر من اللاعبين. وتساءلت الجماهير عن التراجع الكبير الذي يعرفه فريق الجيش الملكي على مستوى إدارته، حيث لم يعد قادرا عن مواكبة أندية الرجاء والوداد على مستوى جلب اللاعبين وكذا إغراء الأندية بالتخلي عن اللاعبين المميزين. معبرة في الحين ذاته عن تخوفها من اتساع الهوة بين فريقها والأندية المذكورة، والذي سيقود في المحصلة إلى تحول الجيش الملكي إلى فريق متواضع، يعيش في ظل الأندية الكبرى. من جهته، رفض مصطفى مديح حضور الندوة الصحفية التي أعقبت المباراة، مفضلا مغادرة الملعب تحت وقع الضغط الكبير الذي مورس عليه، حيث تحدثت المصادر على أنه كان في وضع نفسي مهزوز وأطلق العنان لسيل من الانتقادات للاعبيه، محملا إياهم عدم القدرة على تنفيذ الخطة التي وضعها لهم. كما انتقد مديح لاعبيه كذلك على عدم قدرتهم على رفع إيقاع المباراة عقب طرد لاعب الفتح الرياضي محمد أمين البقالي، مؤكدا أنه صدم لتواضع مستوى عدد من اللاعبين الذين جلبتهم إدارة النادي على ضمانتها الشخصية، على الرغم من معارضته لذلك. وعلمت «المساء» أن مديح طلب من الجنرال مصمم إعفاءه من مهامه كمدرب للفريق. من جهته، هنأ السلامي لاعبيه على نتيجة الانتصار التي حققوها، على الرغم من أن الفريق لم يكمل تحضيراته بعد للموسم المقبل، مؤكدا أن نتيجة الانتصار هذه ستعينه على التحضير للمباريات المقبلة. على الرغم من أنه أشار إلى العقد الذي يربطه بإدارة النادي يستبعد التنافس في الوقت الحالي على الألقاب، حيث أعطت إدارة الفريق باتفاق معه الأولوية لتشبيب الفريق، في أفق التنافس مستقبلا على الألقاب، مضيفا أن الأهم بالنسبة إليه الآن هو دمج أكبر عدد من اللاعبين الشباب في الفريق الأول، وهو ما استهله بشكل عملي عندما أقحم المهاجم أسامة الحلفي، والذي قدم، حسب رأيه، مباراة جيدة. أما عزيز الصمدي، مساعد مدرب الجيش الملكي، فقد شدد على أن فريقه يوجد في مرحلة تجديد، وهو ما يتطلب منحه المزيد من الوقت، خصوصا أن اللاعبين الجدد يلزمهم وقت كبير كي يتأقلموا مع محيط النادي وفلسفته، وهي أمور يستحيل أن تتم في هذه الفترة الزمنية القصيرة. مضيفا أن الأهم في الفترة الحالية هو ضمان الانسجام الكافي بين اللاعبين الجدد والقدامى، أملا في ظهور الفريق بمستوى جيد خلال قابل الأيام. وشدد الصمدي على أنه يثق في قدرة الفريق على تقديم مستوى أفضل في المستقبل، لكون اللاعبين الجدد يتوفرون على مستوى تقني ومهاري جيد، وأن ما يلزمهم في الفترة الحالية هو التأقلم مع محيط النادي والثقة بالنفس. وبالعودة إلى مجريات المباراة، فقد سادها التكافؤ منذ البداية، كما غابت عنها فرص التسجيل، باستثناء الفرصة التي لاحت للاعب جلال الدين البشري في مناسبتين، وأهدرهما معا بشكل غريب. لكن الفتح الرياضي كان الأكثر جرأة على مدار المباراة والأكثر سيطرة، قبل أن يطرد الحكم بوشعيب لحرش لاعب الوسط الفتحي محمد أمين البقالي بعد تلقيه الإنذار الثاني. هذا الطرد زاد الفتح إصرارا على تحقيق نتيجة الانتصار، وتسنى له ذلك عن طريق المتألق هشام الفتحي بضربة رأسية غالطت الحارس حمزة الحمودي، وهو انتصار حافظ عليه الفتحيون إلى غاية نهاية المباراة، رغم الضغط الذي فرضه العساكر في الأنفاس الأخيرة. للإشارة ففريق الفتح سيواجه خلال الدور المقبل الفائز في مباراة شباب هوارة والنادي اقنيطري.