رغم مرور حوالي شهرين على مقتل المغنية اللبنانية سوزان تميم في شقتها بدبي، لا زالت قضيتها تعرف تطورات بشكل شبه يومي، وآخر هذه التطورات أن نشرت الصحف المصرية أمس تسجيلات، تكشف لأول مرة، لمكالمات هاتفية جرت بين المتهم محسن السكري ورجل الأعمال الملياردير طلعت مصطفى، حيث قال الأول للمحققين إنه سجل تلك المكالمات في شهري يونيو ويوليوز، لكي لا يكون الوحيد الذي يعاقب في حالة ما إذا انكشف أمر جريمة القتل التي ارتكبها وراحت ضحيتها المغنية اللبنانية. يبين التسجيل الصوتي الأول الذي قدمه مرتكب الجريمة السكري، وهو ضابط أمن سابق في شركة رجل الأعمال المصري طلعت مصطفي حيث اشتغل عنده بعد تقاعده المبكر، أن الملياردير طلب منه أن يقتل سوزان على الطريقة التي توفيت بها الفنانة سعاد حسني بحيث يبدو الأمر وكأنه انتحار. وفي مكالمة أخرى يقول مصطفي للسكري « أنا خلصت كل حاجة والمبلغ المتفق عليه جاهز والسفر بكره، «تميم» موجودة في لندن واتصرف انت بقى، ده انت راجل أمن دولة عيب عليك». وتبين المكالمات أن قتل سوزان كان سيتم في لندن، قبل أن تسافر إلى دبي، حيث قال السكري لمصطفي إن تنفيذ العملية في لندن كان صعبا وإنه سينفذ العملية في دبي، حيث قال له الملياردير « بس ده حيكون صعب» فأجابه القاتل « لا، سيبها علي، دي شغلتي يا ريس». وقال المحققون للصحافة المصرية أن المكالمات بينت أن السكري كان قد ضاق ذرعا بالتأجيل المتكرر لتنفيذ العملية، كما قالوا إن السكري كان في كل مرة يجد عائقا لتأجيل التنفيذ وأنه اعترف بأنه سجل هذه المكالمات لتأمين نفسه. وكانت النيابة العامة قد ضبطت في منزل السكري مبلغ مليون ونصل المليون جنيه مصري، وهو ما اعتبرته دليلا كافيا لإدانة السكري بالإضافة إلى اعترافه هو شخصيا أنه تلقى مبلغ مليوني دولار من طلعت مصطفى مقابل قتل سوزان تميم. وكان المحققون المصريون قد توصلوا إلى هوية القاتل بتعاون مع شرطة مدينة دبي حيث تم ارتكاب الجريمة، بعد أن تم عرض تسجيلات الكاميرات المثبتة في العمارة التي تملكها سوزان تميم في دبي، أما طلعت مصطفى، رجل الأعمال وعضو مجلس النواب، وأحد أقارب زوجة ابن الرئيس حسني مبارك فنفى الأمر، وقال إنها محاولة للنيل منه، علما أن الحصانة البرلمانية قد رفعت عنه مؤخرا.