عادت المواجهات، من جديد، بين قبائل «تودغا» و«أيت عطا» حول الأرض، وتأجج الصراع بينهما إلى حد إضرام النار في المنازل التي تقطنها إحدى القبيلتين بالقرب من مقر عمالة تنغير، حينما أقدمت جماعة مكونة من أزيد من 100 شخص، صبيحة الأحد الماضي، على اقتحام عدد من المنازل المتواجدة في أراضي الجموع، المتنازَع حولها، وإحراق أخرى، ما سبّب إصابة أربعة أفراد نُقِلوا على وجه السرعة إلى المستشفى المركزي في تنغير، لتلقي الإسعافات الأولية. وقال محمد صبري، وهو فاعل جمعوي، في اتصال هاتفي مع «المساء»، إن إحدى قبائل «تودغا» قامت بمواجهة سكان قبيلة «أيت عطا» على اعتبار أن هذه الأخيرة قامت ب«احتلال» أراضي القبيلة الأولى، وأضاف أن هذه المواجهات أصبحت «روتينا» يوميا بين هاتين القبيلتين، مؤكدا أن الساكنة اضطرت إلى إفراغ منازلها بعد اندلاع النيران وبعد الاستيلاء على ممتلكاتهم وماشيتهم. وتساءل صبري عن سبب عدم تدخل السلطات المحلية لفك النزاع بين القبيلتين، علما أنها لم تكن تبعد على مقر العمالة إلا بأمتار قليلة. وقد اتصلت«المساء» هاتفيا بعمالة تنغير، غير أنها لم تتوصل بأي جواب في الموضوع. وأوضح المصدر ذاته أن قبائل «أيت عطا» تطالب السلطات بإيجاد حل لهذا النزاع المفتعَل بينها وبين قبائل «تودغا» وأنها لم «تحتلَّ» أي أراض، وإن كان كذلك فهذا الموضوع يجب أن تبت فيه السلطات وليس القبائل نفسها باستعمال العنف وتهديد حياة السكان. وعليه، فإن قبائل «أيت عطا» قررت الاعتصام أمام مقر عمالة تنغير إلى حين وضع حد لهذه المواجهات، التي أصبحت تتكرر بشكل كبير.