صبّت تنسيقية 20 فبراير في كلميم جام غضبها على ولاية جهة كلميم–السمارة، التي أقامت سهرة غنائية استمرّت أزيد من أربع ساعات على بعد أمتار قليلة من مستودع الأموات في المستشفى العسكري الخامس، حيث ترقد جثامين ضحايا تحطم الطائرة العسكرية «س 130»، على بعد كيلومترات من المدخل الشمالي لمدينة كلميم. واستنادا إلى مصادر «المساء»، فإن ولاية كلميم كانت مُصرّة على تنظيم السهرة الفنية التي قاطعها معظم المنتخبين وغاب عنها أغلب رؤساء المصالح الخارجية. وقد كان لافتا للانتباه فراغ الكراسي المتواجدة في منصة الاحتفالات التي انطلقت في الشارع الرئيسي بللمدينة ابتداء من الساعة الثامنة من مساء الجمعة الماضي. ورغم أن المنظمين حاولوا مزج حالة الاحتفال والبهجة بوقوف الوالي ومرافقيه لقراءة الفاتحة ترحما على الشهداء وتسلّم رسالة تعزية من إحدى الجمعيات المحلية، فإن ذلك لم يمنع حالة الاستياء التي عبّر عنها عدد من المهتمّين وتناقلتها بعض الأوساط الإعلامية والأوساط الشعبية، التي استغربت ما اعتبره البعض «غياب الحسّ الإنساني» لدى الجهات التي قرّرت الاحتفال قبل أن تجفّ دماء ضحايا فاجعة تحطّم طائرة كانت تقل 80 شخصا، تحوّل معظمهم إلى أشلاء متناثرة. وارتباطا بموضوع الطائرة العسكرية، فقد أفادت مصادر «المساء» أن جميع أسر ضحايا هذا الحادث توصّلت برسائل تعزية موقعة من الملك محمد السادس، يعبّر فيها للعائلات المكلومة عن تعازيه ومواساته في هذا المصاب الجلل. وأكّدت المصادر ذاتها حضور المفتش العام للقوات المسلحة الملكية الجنرال دوكور دارمي عبد العزيز بناني وقائد الدرك الملكي الجنرال دوكور دارمي حسني بنسليمان للإشراف على عملية توزيع الجثامين بعد أداء التحية العسكرية للضحايا في رحاب المستشفى العسكري الخامس في كلميم. وقال مصدر مطلع ل«المساء» إن حوالي 73 جثمانا سيتم نقلها على متن الطائرات من مطار كلميم في اتجاه خمس مطارات قريبة من عائلات الضحايا، وهكذا سيتم نقل 22 جثمانا إلى مطار القنيطرة و21 إلى مطار فاس و13 إلى مطار مراكش و12 إلى مطار الدارالبيضاء و5 جثامين إلى مطار أكادير، بينما سيتم نقل باقي الجثامين برّا، حيث سيتم تشييع جثامين ثلاثة من الضحايا المتحدرين من كلميم، فيما سيتم نقل جثمانين اثنين إلى العيون وواحد إلى طانطان.