سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الاتحاديون يغزون قلعة الرحامنة ويوجهون رسالات «مشفرة» لمن يهمه الأمر قالوا إن الإقليم يجب أن يستفيد من الحق في جبر الضرر الجماعي بدل الحجر السياسي عليه
اختارت قيادات الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية أن توجه رسالات «مشفرة» إلى فؤاد عالي الهمة، مؤسس حزب الأصالة والمعاصرة، من إقليم الرحامنة، الذي يعتبر «قلعة» الوزير المنتدب السابق في الداخلية بامتياز. وفي مستهل كلمته أشاد إدريس أبو الفضل، عضو المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، خلال لقاء تأسيس الكتابة الإقليمية لمنطقة الرحامنة، الذي نظم السبت الماضي تحت شعار «الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية تاريخ ونضال بالرحامنة»، ب«الموقف الشجاع» للعديد من أعضاء الاتحاد بالإقليم، الذين «تصدوا للوافد الجديد، الذي أراد فرض الوصاية على إقليمهم»، مشيرا إلى أن إقليم الرحامنة واجه كل أشكال «التهميش والإقصاء الممنهج، الذي مارسه عليه المخزن بكل آلياته في التاريخ القديم والحديث، قصد تركيع أبنائه وجعلهم مجرد أداة في يده»، ولهذا، يضيف أبو الفضل، من حق إقليم الرحامنة أن يستفيد من الحق في جبر الضرر الجماعي. من جهته، قال عبد العزيز الرغيوي، الكاتب الجهوي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، مخاطبا الحاضرين: «الرحامنة تتنفس هواء نقيا في لحظة الانتشاء بالربيع الديمقراطي، الذي أوقد شرارة الحراك الشعبي، لكنس رموز الفساد والإفساد، التي لوثت فضاء مجتمعنا»، قبل أن يضيف قائلا: «ستصدر قراراتكم بكل نزاهة ومسؤولية، مستحضرين هموم الجماهير الشعبية، وما تعانيه من تهميش ووصاية داخل هذا الإقليم، الذي أريد له الحجر السياسي، وإبعاده عن الارتواء من الحوض الديمقراطي، الذي ملأته السواعد الحرة من عمال وفلاحين وشرفاء هذا الإقليم». ورهن الكاتب الجهوي لحزب «الوردة» بجهة مراكش تانسيفت الحوز، البناء الديمقراطي والسير قدما نحو تحقيق غد أفضل بإقليم الرحامنة، ببناء «تصور لقضايا الشأن المحلي، وإعمال الأداة الحزبية وفق مقاربة تشاركية، تتفاعل فيها كل الطاقات الحزبية، داخل المجالس والقطاعات والفروع، فضلا عن المجلس الإقليمي التنظيمي»، وكذا الاشتغال على الواجهات الجماهيرية والمؤسسات المنتخبة، في تناغم مع الإيقاعات النضالية الشعبية بالإقليم، مشيرا في هذا الصدد إلى حركة 20 فبراير، التي تعتبر «مؤشرا قويا على نهوض المجتمع المغربي». من جهته، قال الحبيب المالكي، عضو المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، إن «الجدار الذي وضع بين الجماهير والالتزام الحزبي هو الذي جعل بلادنا لا تتقدم، بل أجبر قطار التنمية والبناء الاقتصادي على أن يتراجع، وخلق مشاكل اجتماعية في الحاضرة و البادية»، داعيا الجميع إلى الانخراط في العمل السياسي والحزبي المرتبط بقضايا الجماهير. وأشار عضو المكتب السياسي إلى أن إقليم الرحامنة ليس إقليما عاديا من الناحية التاريخية والسياسية والاجتماعية، مضيفا أن التأسيس الحزبي في هذه الظرفية يؤكد أن الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية لا يشتغل لأغراض موسمية أو ظرفية، بل يتجه نحو المستقبل ويهدف إلى تغيير المجتمع وخدمة كل مواطن ومواطنة في ظل مجتمع الكرامة والحرية والديمقراطية. واعتبر القيادي في حزب «الوردة» أن «التوافقات الجديدة» بين الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وملك البلاد، فيما يتعلق بالإصلاحات الدستورية الجديدة، هي «أرضية صلبة وقوية يمكن أن تساعد على استدراك الزمن الضائع ببلادنا، وفتح آفاق جديدة نحو المستقبل». ودعا عضو المكتب السياسي الحاضرين إلى التخلي عن موقف المتفرج في مجال السياسة، والعمل على فضح الفساد والمفسدين بكل الوسائل وفي كل الأماكن. أما عبد العالي دومو، البرلماني الاتحادي عن قلعة السراغنة، فقد اعتبر بأن المجلس الإقليمي التأسيسي للحزب سيساهم في تحريك الآليات التنظيمية في العمل الحزبي بإقليم الرحامنة، داعيا الاتحاديين إلى الاهتمام بالقضايا الأساسية للمواطنين في إطار تطبيق سياسة القرب، التي تعد منهجا أساسيا في توجهات حزبنا، مؤكدا أن العمل الميداني إلى جانب السكان وملامسة همومهم فيما يتعلق بتحقيق حاجياتهم في السكن والماء والكهرباء وشق الطرق ومدهم بقنوات الري وفي التعليم والصحة...، من شأنه أن يجعل جماهير إقليم الرحامنة تلتف حول حزب «الوردة».