اهتدت المصالح الأمنية في مراكش إلى مبلغ 100 مليون، المسروق، بعد أن كشفت، في ظرف 24 ساعة، هوية اللص الأجنبي، الذي أذهل المتتبعين، نظرا إلى قيمة المبلغ المسروق، والطريقة التي نفذ بها عمليته، رغم وجود العشرات من الكاميرات المنصوبة في فندق «السعدي» الشهير. فبعد أن انصبت اهتمامات مصالح الشرطة القضائية في المدينة الحمراء على محتوى التسجيلات التي التقطتها بعض الكاميرات وعلى إفادات بعض العاملين والموظفين في الفندق، توصلت أخيرا إلى هوية اللص، الذي لم يكن سوى الفرنسي من أصل جزائري «ه. أ. م.»، البالغ من العمر 24 سنة، الذي يعمل مصلحا للكاميرات في الفندق والكازينو، الذي يحتضن المسابقات العالمية في لعبة «البوكر»، لتتوصل بعد ذلك إلى مبلغ 100 مليون، الذي كان موجودا في مرأب إقامته في جي جليز. وكان أول خيط سيعمد المحققون إلى اتباعه من أجل الوصول إلى الحقيقة الصادمة بالنسبة إلى العاملين في الفندق المذكور هو الشكاية التي تقدم بها اللص نفسُه، يدّعي فيها أن منفذي عملية السرقة الذين كانوا ملثمين اعتدوا عليه بالضرب وأصابوه إصابات متفرقة في جسمه، بعد أن وجّهوا له ضربة في رأسه. ولم تكن الإصابة التي ادعاها اللص إلا من افتعاله، حيث أصاب رأسه بضربة نزف معها قليلا من الدماء من أجل تمويه المصالح الأمنية وإبعاد الشكوك عنه، حسب مصدر أمني. وقد همّت التحقيقات التي قادتها المصالح الأمنية بشكل دقيق البصمات ومحتويات الكاميرات وقادت إلى أن المشتكي من الاعتداء وأحد المكلفين بالكاميرات داخل الفندق والكازينو التابع له، ليس إلا اللص الذي نفّذ عملية سرقة 100 مليون من «خزانة» الأموال في الفندق. وبعد مواجهته بالحقائق والأدلة التي جمعها المحققون، اعترف الفرنسي بأنه نفذ عملية السرقة بشراكة مع زميله الفرنسي ومساعده المغربي. وقد وُضِع المتهمون تحت الحراسة النظرية إلى حين عرضهم على القضاء.